نظم "المركز الأكاديمي للثقافة والعلوم" ومختبر "دراسات الفكر والمجتمع" بشراكة مع "المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية" و" المعهد العالمي للفكر الإسلامي" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة عشية يوم السبت 10 أبريل الجاري لقاء علميا حضوريا خاصا من تأطير الأستاذ الدكتور "خالد الصمدي" في موضوع "منظومة القيم الكونية في القرآن الكريم وتطبيقاتها في تطوير المنهجية المعرفية الإسلامية" بحضور عدد محدود من الأساتذة والطلبة الباحثين مع مراعاة البروتوكول الخاص بالتدابير الاحترازية للوقاية من مخاطرالعدوى بفيروس كورونا. وقد بث اللقاء العلمي على المباشر عبر صفحة المركز والمختبر والذي عرف متابعة عدد كبير من الطلبة الباحثين والأساتذة المهتمين بالموضوع. استهل مدير المختبر الأستاذ الدكتور "عبد المجيد بوشبكة" افتتاح الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور وتقديم الشكر والامتنان للمحاضر الدكتور خالد الصمدي على قبول الدعوة منوها بإنجازاته الفكرية ومشاريعة العلمية الرائدة في مجال القيم. اللقاء العلمي ألقى من خلاله الدكتور "خالد الصمدي" الضوء على بناء مشروعه العلمي الكبير الذي يكمل ربيعه الثامن ويعرضه كما صرح لأول مرة من خلال محاضرة علمية أكاديمية بالحرم الجامعي مدققا فيه مراحل المشروع من بداياته إلى نهايته، ولا زال المشروع قيد البحث والتطوير يشتغل عليه اثنا عشر باحثا أكاديميا متخصصا متفرغا من أجل إتمامه في ظرف ثلاث سنوات قادمة. الدكتور الصمدي تطرق في البداية إلى مسألة التحول والانتقال من المدرسة المقاصدية المهتمة بالمقاصد الشرعية إلى موضوع الاشتغال بالقيم مبينا أن هذا الانتقال هو طفرة إيجابية في مسار البحث العلمي، على اعتبار أن الفكر المقاصدي منصب على الاهتمام بالداخل، بالفكر الإسلامي والفكر الإصلاحي الداخلي وتجديد الذات وكل ما يخص مرجعيتنا الإسلامية فقط في حين أن الاشتغال بموضوع القيم أملته علينا العولمة وفرضته علينا وهدف الاشتغال بالقيم إنتاج خطاب للذات والآخر أيضا، وأن التدافع مع الآخر يفرض تجديد الذات وفي نفس الوقت الانفتاح لإنتاج خطاب كوني عن الإسلام موجه للبشرية جمعاء وهذه رؤية المشروع القيمي حسب تعبير المحاضر، متسائلا عن استطاعة المسلمين إنتاج خطاب كوني في عصرنا الراهن وأن ذلك لا يتأتى إلا عبر مدخل رئيس هو منظومة القيم. وتحدث الدكتور خالد الصمدي عن الجهاز المفاهيمي للقيم و قضية الفرق بين القيم والأخلاق، مبينا أن الاتفاق و الإجماع حاصل بين البشرية جمعاء على منظومة كونية مشتركة لكن الاختلاف حاصل في المستوى المفاهيمي وذلك حسب تعدد المرجعيات التي تستند إليها القيم، موضحا أن القرآن الكريم ينظر بمنظور واسع للقيم وهو خطاب موجه للعالم مسلمون وغيرهم وأنه يستوعب الخلاف ويعترف ويرشد الناس إلى كيفية تدبيره دون إلغائه. كما تطرق الدكتور المحاضر للمعايير المتبعة في استخراج الستة والعشرين قيمة التي يتضمنها القرآن الكريم والتي توصل إليها فريق البحث في المشروع وهي معايير محكمة ومجربة وتم الإجماع والاستقرار عليها بعد بحث طويل وتدقيق عميق وتنويع في الاستشارات مع نخبة من الخبراء والمفكرين المغاربة من أمثال الدكتور أحمد الريسوني والدكتور طه عبد الرحمان والدكتور بلبشير الحسني وغيرهم. وأشار إلى أن اشتغال فريق البحث في القيم المستخرجة يتم على مستوى الحقل الدلالي لكل قيمة (الخريطة المفاهيمية للقيم في القرآن)، مستوى المرادفات والأضداد ، وعلى مستوى السياق (حصر الآيات التي تفهم في ضوئها القيم)، وأن الغاية الأساس وثمرة هذا العمل هو إنجاز "التفسيرالقيمي للقرآن الكريم" ويضيف أن المشروع سينتهي إلى موسوعة من 27 جزءا، وهذا المشروع يروم إنتاج خطاب كوني عن الإسلام لاستيعاب المخالف وإيجاد أرضية مشتركة لبيان الخطاب. وفي الأخير بسط المحاضر تطبيقات منظومة القيم في تطوير المنهجية المعرفية الإسلامية من خلال استثمار المنظومة في التعامل مع مصادر المعرفة الإسلامية؛ القرآن من خلال تجديد التعامل مع نصوصه دراسة وتفسيرا واستنباطا، وفي إعمال المنظومة في كيفية التعامل مع السنة والفقه والأصول والمقاصد والفكرالإنساني وغيرها. كما أرشد الأستاذ الطلبة الباحثين إلى مسارات للبحث في المشروع المطروح للكشف على أوجه جديدة في النظر تخص مصادر المعرفة الإسلامية وإعادة قراءتها في ضوء منظومة القيم. ليخلص في الأخير إلى أن المشروع له هدفان أساسيان ؛ هدف تربوي وهدف فكري مفاهيمي بينهما عموم وخصوص. وفي الختام قدم الدكتور خالد الصمدي الشكر لكل من رئيس المختبر أ.د. عبد المجيد بوشبكة على الدعوة، وعميد الكلية ورئيس جامعة شعيب الدكالي والمعهد العالمي للفكر الإسلامي الذي يرعى المشروع، وكل الأساتذة والطلبة الباحثين المتابعين للقاء العلمي. وقد اختتم اللقاء، بتوقيع اتفاقية شراكة لتعزيز وتوطيد جسور التعاون في مجال البحث العلمي والمشاريع العلمية، من خلال توقيع أربع اتفاقيات للشراكة، الأولى والثانية بين "مختبر دراسات الفكر والمجتمع" مع كل من "المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية" و المعهد العالمي للفكر الإسلامي"، والثالثة والرابعة بين "المركز الأكاديمي للثقافة والعلوم" مع كل من "المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية" و المعهد العالمي للفكر الإسلامي".