اصطف مختلف المتدخلين بإقليم الجديدة، من سلطات عاملية ومحلية وأمنية ودركية وقضاء واقف، وهيئات المجتمع المدني، وفي طليعتها وسائل التواصل الاجتماعي، من مواقع إلكترونية وصفحات فايسبوكية، في خندق واحد، مجندين جميعهم وجميعا، كل من موقع اختصاصاته وصلاحياته، وبالإمكانيات المتاحة، للتصدي بعزم وحزم لجائحة فيروس كورونا (كوفيد 19). هذا الفيروس الفتاك التي اجتاح العالم بأسره، ووحده في المآسي الكارثية، التي تهدد الإنسانية جمعاء، بعد أن اخترق كالنار في الهشيم، دون سابق إنذار أو إشعار، الحدود الجغرافية والترابية والمناطقية للقارات الخمس، بعيدا عن الاعتبارات السياسية والعرقية والدينية والعقائدية. هذا، فإن من هؤلاء الجنود المجندين، ممثلو القضاء الواقف لدى قصر العدالة بالجديدة، ممثلين في شخص وكيل الملك بابتدائية ونوابه، الذين يسهرون على تفعيل حالة الطوارئ الصحية، التي دخلت حيز التنفيذ في المغرب، على الساعة السادسة من مساء الجمعة الماضية، وعلى الضرب بسلاح القانون على أيدي كل من سولت لهم أنفسهم زعزعة الأمن والاستقرار والنظام العام، من خلال نشر أخبار زائفة حول جائحة فيروس كورونا؛ أو ارتكاب أفعال جرمية ذات صلة؛ أو عرقلة عمل السلطات المختصة في تطبيق إجراءات حالة الطوارئ. حيث تعمل النيابة العامة لدى محكمة الدرجة الأولى، على مواكبة وتتبع كل ما ينشر على مدار الساعة، من تدوينات وفيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقييم الأخبار التي تنشر، والتأكد من صحتها. هذا، وإن أبدت وسائل الإعلام، سيما المواقع الإلكترونية بالإجماع، وفي هذه الظروف والظرفية، حسا وطنيا وانخراطا في الحرب المعلنة على جائحة فيروس كورونا، التي خلفت في المغرب، لحد الساعة، 3 قتلى، و108 مصابا، 3 منهم تماثلوا للشفاء، فإن ذلك لم يحل دون حصول حالات محدودة وشاذة، تحركت على إثرها وفي حينه، النيابة العامة بابتدائية الجديدة. حيث أمرت الضابطة القضائية لدى المصالح الشرطية بإيقاف شخص في حالة سكر علني بين، ادعى أنه مصاب بالفيروس الفتاك، و"عطس" بشكل متعمد على امرأة في الشارع العام، معرضا للخطر سلامتها وسلامة المواطنين. وقد تابعته في حالة اعتقال، بفصول جنائية ثقيلة، مع ظروف التشديد. وتابعت، في السياق ذاته، امرأة في حالة سراح، ادعت في شريط فيديو، أنها مصابة بفيروس كورونا. كما أمر وكيل الملك بإيقاف مواطن صفع عون سلطة، عند قيامه بمهامه وواجبه المهني، بمناسبة التدابير الاحترازية، والإجراءات التي باشرها، والتي واكبت حالة الطوارئ الصحية، التي دخلت حيز التنفيذ في المغرب، الجمعة الماضية.