مع بداية الموسم الدراسي 2016/2017، راج بين بعض أطر إعدادية محمد السادس باولاد افرج، أن تلميذا جديدا وفد على المؤسسة مثير للشغب، وعند البحث تبين أنه كان يتابع دراسته بإعدادية العونات (مديرية سيدي بنور)، وأنه قام بتغيير مؤسسته الأصلية، نتيجة لسلوكه غير المنضبط داخلها، فعمّ التذمر بين بعض الأطر من جراء قبول مثل هذه الحالات بالمؤسسة، التي من شأنها أن تؤثر سلبا على تلاميذ آخرين. ومع مرور الأيام والأسابيع، لوحظ تغير إيجابي في سلوك الوافد الجديد، ومعه تطور ملحوظ على مستوى التحصيل والعمل، طيلة السنتين اللتين قضاهما بإعدادية محمد السادس، يتعلق الأمر بالتلميذ حسن سراج الدين، ابن العونات، ذي الثمانية عشر عاما، الذي نال شهادة السلك الإعدادي خلال الموسم الدراسي الحالي (2017/2018). يقول حسن سراج الدين "كنت مشاغبا ومثيرا للمشاكل في دراستي، فتشاجرت ذات مرة مع أستاذ، ومرة أخرى مع تلميذ، قبل أن أجد نفسي لدى رجال الدرك الملكي...، فانقطعت عن الدراسة، ثم قدمت استعطافا للعودة إلى المدرسة، غير أني قمت بعد قبوله بتغيير مؤسستي الأصلية"، مضيفا "لم تكن لي رغبة في الدراسة... فكنت بالكاد أحصل على معدل 7 أو 8"، مشيرا إلى أنه كرر السنة الثانية إعدادي مرتين، ولم ينجح فيها إلا بعد انتقاله إلى إعدادية محمد السادس. ويقر حسن أن سوء سلوكه، وضعف تحصيله يعود إلى الرفقة السيئة، قائلا: " كان لي رفقاء سوء في مؤسستي الأصلية"، معترفا أيضا "ونفس الخطأ ارتكبته في البداية لما التحقت بإعدادية محمد السادس؛ حيث أحطت نفسي بمجموعة من رفقاء السوء"، غير أني شرعت في التخلص منهم تدريجيا واحدا واحدا، واستبدالهم بمن هم أحسن خلقا". وفي إجابته عن السؤال الأهم، وهو المتعلق بالعوامل التي جلعت منه تلميذا خلوقا ومجدا، قال إنها عوامل تعود إلى مجهودات أطر المؤسسة، موضحا "وجدت في إعدادية محمد السادس أساتذة لم يبخلوا علي بالنصائح والتوجيهات... إلى أن تمكنت من استبدال رفقاء الشغب برفقاء الانضباط والجد والعمل". وأكد حسن أنه وضع قطيعة مع المرحلة السابقة، مبديا رغبة كبيرة في الاستمرار على نفس المسار الجديد الذي رسمه لنفسه، لتحقيق نتائج أفضل في مراحله الدراسية المقبلة، وهو مسار خال من الشغب والتهاون، ولا مجال فيه لرفقاء السوء. وللإشارة فقد تمكن التلميذ حسن سراج الدين من نيل شهادة السلك الإعدادي بمعدل 13.87، بالرغم من التعقيد الذي طال بعض المواد في الامتحان الموحد الجهوي، فتلقى التهاني والتبريكات يوم توزيع النتائج من بعض أساتذته، وابتسامتُه لا تفارق محياه. إن في قصة التلميذ حسن سراج الدين لعبرة لمن اعتبر، وموعظة لمن اتعظ، ونصيحة لمن انتصح، ودرس لمن حكم على نفسه بالفشل، واقتنع أنه محكوم عليه حكما مؤبدا بالقبوع في زنزانة التخلف، وأقنع ضميره بأنه وُلد ليشاغب، ووضع حاجزا بينه وبين التعلم...، فباستطاعتك أيها المتعلم أن تثور، وتكسر القيود، لتقطع مع كل المظاهر السلبية التي تحول بينك وبين التفوق، وتجعل لنفسك موطئ قدم بين المتفوقين والمتميزين.