حاولت بعض الجهات جادة وجاهدة استحمار المغاربة والرأي العام، بنشرها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، مدته 33 ثانية، يوثق لأعمال شغب وفوضى عارمة، داخل إحدى المستشفيات أو المصحات، دون تحديد لا الوقت الذي حصلت فيه، ولا المؤسسة الصحية، التي اهتزت على وقع أحداث التخريب. والمثير أن بعض المغاربة توصلوا بهذا المقطع على هواتفهم الدكية، على تطبيق "الواتساب"، مرفقا بتعليقات، تدعي أن أحداث الفوضى والشغب، قد حدثت مرة في المدينة "الفلان الفلانية"، وفي المستشفى "الفلان فلاني". وهو الأمر الذي قد هضمه بحسن نية بعض الساذجين، وبسطا التفكير. ما حدا بهم إلى تداوله. وبدورها، وحسب طبيب بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، فإن مجموعة من الأطباء توصلوا على حسابهم المشترك في "الواتساب"، بالمقطع ذاته، على اعتبار أن الأحداث المضمنة فيه، قد وقعت في المصحة الخاصة (ش.) بالدارالبيضاء. في حين أوردت تعليقات أخرى، أن أعمال التخريب حصلت في المصحة الخاصة (ك.) في العاصمة الاقتصادية، تسبب فيها شاب في حالة هستيريا، جراء وفاة والدته. وبدورها، توصلت الجريدة بالتسجيل الحي، الدي يظهر بالصورة والصوت، خرابا وتخريبا داخل مستشفى، اعتقدت في بادئ الأمر أن تلك الأحداث المشينة، قد تكون حصلت في المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة. حيث ربطت لتوها الاتصال بمدير المستشفى، الدكتور محمد رياض، الذي نفى نفيا قاطعا أن يكون مستشفى الجديدة قد عرف هذه الفوضوية. والأكثر من ذلك أنه كان تلقى بدوره بالمقطع ذاته.. لكنه عرف لتوه أن تلك الأحداث قد وقعت خارج أرض المغرب، بحكم، حسب ما أثار انتباهه لأول وهلة، أن الأقسام والمصالح الصحية، التي ظهرت في "الفيديو"، تحمل عند مداخلها وبواباتها، أسماء كتبت باللغة الإنجليزية، والأكثر من ذلك أن إحداها تحمل اسم قسم "الطوارئ" (EMERGENCY).. وهذا الاسم نجده في المستشفيات والمصحات، في بلدان الخليج والشرق الأوسط، على خلاف المغرب، الذي تستعمل فيه المستشفيات اسم "المستعجلات" (URGENCES)، عوض اسم "الطوارئ" (EMERGENCY). إلى ذلك، مكنت التحريات التي أجرتها الجريدة، من الكشف عن حقيقة "الفيديو" رفقته، ومكان تسجيله وظروف وملابسات التقاطه، و وكذا، الغاية من وراء نشره وتداوله على نطاق واسع في المغرب، على مواقع التواصل الاجتماعي. فحسب مقال تحت عنوان: "لبناني يتهم مستشفى بالتقصير جراء وفاة شقيقه: بحث مفتوح"، أوردته على صفحتها الأولى، جريدة (L'Orient LE JOUR)، الصادرة باللغة الفرنسية، السبت 11 مارس 2017، فإن وزير الصحة اللبناني (غسان حسباني) قد أعلن، الثلاثاء، عن فتح بحث قضائي، بعد وفاة المسمى قيد حياته (فادي هويلا)، مساء الأحد، في المستشفى اللبناني–الكندي (Sin el-fil, dans le Metn )، الذي عات فيه شقيق الشخص المتوفى، خرابا وفوضى، بعد أن اتهم المؤسسة الصحية بالتقصير وبالمسؤولية عن وفاة شقيقه. وقد أرفقت الجريدة اللبنانية مقالها بصورة لوزير الصحة اللبناني، وب"فيديو" رفقته. مقال يمكن الرجوع إليه، عبر محرك البحث الإلكتروني (غوغل). وعلى غرار عادتها، فقد استغلت جهات معادية للوطن، منها من تعمل لحساب أجندات خارجية، "الفيديو" المثير رفقته، لإثارة البلبلة في المغرب، والإساءة إلى مؤسساته. وهذا ليس بالأمر الجديد على الخونة وأعداء الوطن، الذين يعملون لصالح أجندات أجنبية، ولصالح الجزائر واستخبارتها العسكرية، والذين يجتمعون ويقع بينهم الإجماع، ويتحدون ويتوحدون حول كل ما من شأنه أن يمس بالمغرب، وبقضاياه الوطنية. وقد علمت الجريدة والمقال هذا ماثل للنشر على موقعها الإلكتروني، أن مدير المصحة الخاصة (ش.) في الدارالبيضاء، كشف عن زيف "الفيديو" رفقته والتعليقات المسيئة، التي استهدفت مصحته الخاصة.