من المسؤول عن انتشار الفساد بين بعض موظفي وزارة الخارجية المغربية في إسبانيا ؟ سؤال طويل وعريض انتصب محمر العينين ,على شفاه العشرات من أبناء الجالية المغربية المقيمة في برشلونة الأسبوع الماضي , في اعتصام حاشد أمام مقر القنصلية المغربية , الذي تحول إلى ميدان لاحتجاجات متواصلة ضد الفساد والرشوة , لم ينفع في تفرقتها إلا هراوات كانت تطل بين الفينة والأخرى من غمدها, في انتظار إشارة خضراء , تضع حدا لما قد لا يحمد عقباه . المحسوبية إذن , ولوبيات الاتجار في حقوق ومصالح المهاجرين , تقول إحدى المهاجرات , هي السبب في ما يحدث , في حين يضيف آخر قائلا : ” إنه العبث بعينه , فأغلب الموظفين من ذوي عقليات القلم والورقة , وما تزال التكنولوجيا لم تصلهم بعد, وحتى ينهي الموظف معاملة بسيطة , يتطلب منه الأمر ساعات , وهو يفتش في الكي بورد عن الأحرف. كما أن القنصلية لاترد على هواتف المراجعين لأنها ببساطة لاتملك هاتفا..” وقد شهدت إدارة القنصلية تواصل الاعتصام في الخارج، وتصعيدا في حدته، حيث اقتحم المهاجرون بهو القنصلية , ورددوا شعارات مناوئة للفساد والرشوة المستشرية فيها ، على حد قولهم ، والتي يرجعون مسؤوليتها الكاملة لشخص القنصل العام. لم تكتف الرشوة والفساد بالسكن المريح داخل جدران القنصلية , وإنما مشت تحبو على يدين ورجلين في اتجاه مخادع هاتفية متواطئة مع موظفي القنصلية , يقول آخر , إذ لا تقبل أي صورة شمسية لصاحبها إلا التي تأتي من هذه المخادع بثمن خيالي تقتسمه الأطراف المعنية فيما بينها , وكذالك الأمر بالنسبة لنسخ الوثائق أو فوطوكوبي . كما يستفسر العديد من المهاجرين عن سر ثمن الرسومات المضاعفة بالمقارنة مع ما يسدده المواطن داخل المغرب . أسئلة كثيرة تحتاج بإلحاح شديد إلى إجابات عاجلة , ومقنعة من طرف صناع القرارات في السياسة الخارجية للمغرب , قبل أن يمتد لهيب الشرارة إلى باقي المؤسسات الدبلوماسية الأخرى , في ظل وضع اقتصادي عسير , تمر به إسبانيا , ولا أحد يملك وصفة سحرية له إلى الآن , أحدث انتكاسة في جيوب المهاجرين المغاربة قبل غيرهم .