ثلاث سنوات مرت على اعتقالك، ثلاث سنوات استثنائية مرت، ثلاث سنوات غيرت شخصيتي، ثلاث سنوات اكتسبت فيها تجارب عديدة، ثلاث سنوات من الإحساس بالظلم و القهر، ثلاث سنوات من المعاناة، ثلاث سنوات مرت على سماعي خبر اعتقالك على المذياع و أنت لا زلت معنا في البيت، ثلاث سنوات ... 18 فبراير 2008 تاريخ غير مجرى حياتنا بشكل كلي، كيف لا وبعدما كنت تتمتع بحريتك أصبحت فجأة وراء القضبان في غياهب السجن فقط لأنك كنت تعمل من أجل بلادك ووطنك و أبناء شعبك بإخلاص، لأنك أردت أن ينعم المغاربة بالعيش الكريم في جو من العدل و الديموقراطية، لكن ثلة من الفاسدين و المفسدين التي احتكرت خيرات البلاد و نهبتها،أزعجها أن يدعو أناس مثلك إلى العدالة الاجتماعية ، إلى الوحدة الوطنية، إلى التداول السلمي للسلطة. فاستعملت نفوذها لتلقي بك و رفاقك في ملف مفبرك، شاء القدر الإلهي أن يصبح اكبر فضيحة قضائية في المغرب وأثار ضجة كبرى سواء على المستوى الوطني أو الدولي. كيف لا وهناك محامون أشاوس و نقباء من نخبة أهل القانون تطوعوا للدفاع عن قضيتكم العادلة ومنظمات حقوقية وطنية و دولية،وبعض الهيآت السياسية،ومؤسسات مجتمع مدني،ومنابر إعلامية مستقلة وحرة...شجبت على الفور هذا الاعتقال الظالم منهم من و صفه بالخطأ، منهم من وصفه بالقضية المفبركة المفضوحة ومنهم من هاجم وزير الداخلية وكذب روايته التي تلاشت منذ الوهلة الأولى رغم أنه أرغد وأزبد وهدد و توعد كل من يكذب الرواية الرسمية ، في إشارة تذكرنا بسنوات الجمر و الرصاص، رغم أن ملك البلاد وعد بالطي النهائي لتلك لصفحة الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسانية وتحقيق مصالحة و طنية . بغض النظر عن مسار المحاكمة الذي كان عبارة عن مسرحية عنوانها :”المحاكمة غير العادلة” والأيام القليلة القادمة قد تحمل في طياتها قرار المجلس الأعلى بخصوص نقض أو تأييد الحكم المعيب و المشوب بعشرات الخروقات و النواقص، فإن تجربة اعتقالك لم تزدني إلا حبا لهذا الوطن إلا حبا لأبناء هذا الشعب الذين وصفتهم يوما ب “النقرة الصافية” و رغبة في خدمتهم و الدفاع عن حقوقهم ، لم يزدني اعتقالك إلا تشبثا بالوحدة الوطنية لأنها سبيل الإزدهار و التقدم و النماء، لم يزدني إلا إيمانا بأن الوطن بريء من فساد المفسدين ومن تخريب المخربين و استبداد المستبدين، و أن حب الوطن يتجلى في التضحية من أجله مهما كلفنا الأمر ذلك.