”صلّوا من أجل مصر. إنّني قلق للغاية .. يبدو أنّ الحكومة تُعدّ لجريمة حرب غدًا ضدّ الشعب .. جميعنا مستعدّون للموت” كانت هذه هي نصّ الرسالة التي كتبها وائل غنيم على الموقع الاجتماعي الشهير ”تويتر”.. وذلك بعد الدعوات التي أطلقها من خلال صفحة ”كلنا خالد سعيد” للتظاهر يوم 25 كانون الثاني / يناير 2011م فيما يسمّى بثورة الغضب التي استمرّت حتى كتابة هذه السطور. تحوّل هذا الشابّ مؤسّس صفحة “كلنا خالد سعيد” إحدى الجهات التي دعت الى الثورة المصرية بتاريخ 25 كانون الثاني يناير 2011م للمطالبة باسقاط نظام حسني مبارك حديث الشارع المصري العربي والدولي؛ بل العالمية. ويذكر أنّ خالد سعيد شابّ مصري قتلته الشرطة المصرية لنشره شريط فيديو يظهر تعاونها مع رجال المخدرات في مدينة الإسكندرية العام الماضي. وائل غنيم من مواليد 1980م، ولد في جمهورية مصر العربية، ونشأ في الإمارات العربية المتحدة. حصل على شهادة البكالريوس في هندسة الحاسبات من كليّة الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004م، كما حصل على شهادة الماجستر في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عام 2007م. قام بإطلاق أحد أكبر المواقع العربية زيارة، ثمّ عمل من 2002 إلى 2005م في شركة Gawab.com لخدمات البريد الإلكتروني التي وصل عدد مشتركيها لأكثر من خمسة ملايين مشترك بالعالم العربي، وفي الفترة من 2005 إلى 2008م قام وائل غنيم بتكوين وإدارة الفريق الذي قام بإنشاء بوابة معلومات مباشر Mubasher.info وهي أكبر بوابة معلوماتية باللغة العربية متخصّصة في مجال أسواق المال. كما عمل كمستشار في العديد من المشاريع مثل مشروع تطوير بوابة الحكومة الإلكترونية المصرية، ومشروع تطوير موقع Sindbadmall.com التجاري. انضمّ وائل غنيم إلى شركة جوجل في شهر نوفمبر من عام 2008م كمدير للتسويق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنتجات Google الخاصّة بالمستخدمين (كمحرّك البحث، جيميل، ومتصفّح جوجل كروم، يوتيوب،...). كما يشرف على تعريب وتطوير المنتجات التي تفيد المستخدم العربي وذلك من خلال العمل مع فريق من المهندسين الذين يجيدون التحدّث باللغة العربية. في مارس 2009م، اقترح وائل غنيم على موسوعة المعرفة إنشاء برنامج سفراء المعرفة لترويج المعرفة في العالم العربي، وكان هو أوّل سفراء المعرفة. اختفى وائل غنيم، منذ يوم جمعة الغضب، 27 يناير كانون الثاني 2011م الساعة السادسة صباحًا بعد أن كان قد أعلن في حسابه على تويتر عن مشاركته في مظاهرة 25 يناير. ونشر على تويتر منذ يومين صورة له وهو يشارك في المظاهرات. كثرت التخمينات حول حادثة اختفاءه، ليتضح بالأمس 07 فبراير 2011م أنّه كان محتجزًا من طرف أمن الدّولة التي أطلق سراحه. وأجرت معه الصحفية المتميّزة منى حوارًا ضمن برنامجها اليوميّ “العاشرة مساءًا” في نفس اليوم. ليروي لها فصول ما جرى له إبّان اعتقاله الذي ظلّ فيها معصوب العينين مدّة اعتقاله ال12 يومًا. وليؤكد على تمسكه بمطالب الشعب المصري كاملة وهي: إسقاط النّظام بكلّ رموزه، بل عبّر عن رغبته الشديدة في عدم رؤية أيّ شعار للحزب الوطني الحاكم. وائل غنيم لم يستطع إتمام الحوار مع الصحفية، بعد أن أجهش بالبكاء، حينما مرّت على الشاشة صور الشباب الذي سقطوا خلال جمعة الغضب وما تلاها من أيّام. هذا المشهد أثّر في جموع المشاهدين الذين تابعوا هذا البرنامج داخل مصر وخارجها، وقد تأثرت كثيرًا بهذا شخصيّاً وأنا أتابع هذا المشهد مباشرة من خلال شاشة التلفاز. وأيقنت بصمود هذا الشعب الأبيّ إلى النّهاية. لقد فوّض الشباب الموجودون في ميدان التحرير وائل غنيم، وقالت النّاشطة الحقوقية إسراء عبد الفتاح، في مداخلة مع إحدى الفضائيات إنّه لن يكون هناك تفاوض مع أي جهة كانت حتى يتمّ إطلاق سراح وائل غنيم، ولن يكون هناك أي تمثيل للشباب حتى مع المعارضة نفسها دون وائل غنيم