عمرو موسى يحذر القادة العرب من تكرار النموذج التونسيحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قادة الدول العربية من خطر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الشعوب العربية، والتي قد تقود إلى اضطرابات سياسية على غرار تونس. جاء ذلك خلال كلمته أمس الأربعاء 19 يناير 2011 أمام القمة العربية الاقتصادية الثانية، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية. واعتبر موسى أن الاحتجاجات التي شهدتها مختلف الدول العربية مؤخراً، والتي بلغت ذروتها في تونس، تأتي انعكاساً لما تعانيه النفس العربية من “انكسار”، بسبب سوء الأوضاع المعيشية، نتيجة الفقر والبطالة. وقال موسى: “إن ما يحدث في تونس من ثورة، ليس أمر بعيد عن موضوع هذه القمة”، مضيفاً أن “هذه الاحتجاجات ترتبط بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها وحسن توزيعها.” وأضاف: “ليس ببعيد عما يدور في أذهان الجميع، أن النفس العربية منكسرة بالفقر، والبطالة، والتراجع العام في المؤشرات الحقيقية للتنمية، هذا بالإضافة إلى المشاكل السياسية التي لم نستطع حل أغلبها”، محذراً من أن “المواطن العربي وصل إلى مرحلة من الغضب لم يسبق لها مثيل”. ووصف موسى الأحداث في تونس بأنها “مثال على صدمات اجتماعية كبيرة، تواجه العديد من المجتمعات العربية”، واعتبر أن “سوء إدارة مثل هذه القضايا يزيد من تعقيد الوضع.” وأشار موسى إلى أنه “يجب ألّا ينظر إلى تونس على أنها حال منعزلة ويجب الخروج بدرس مما حدث”. تأتي تصريحات الأمين العام للجامعة العربية فيما تسود حالة من الحذر والترقب بعض العواصم العربية، وخاصةً في مصر، بعد أن تفوقت حركة الشارع التونسي على الأحزاب السياسية والإسلامية في إحداث تغيير النظام السياسي، بدأته احتجاجات شعبية قادت إلى هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. ويرى مراقبون أن النموذج التونسي قابل للتطبيق في مصر، “بسبب تشابه الظروف، ما لم تحدث إصلاحات دستورية تقضى على الفساد”، لافتين إلى “أن احتكار الشعب من الرئيس أو نجله أو صهره وبعض رجال الأعمال أمر لم يعد ممكناً.” وفي إشارة إلي التدخل الخارجي في البلدان العربية، قال موسي: “لم تتمكن القوى الكبرى حتى من حسن إدارة مشكلاتنا السياسية، إن لم تكن زادتها تعقيداً، وأوردتها موارد الفشل، فأدخلت المواطن العربي في حالة غضب وإحباط غير مسبوقة.” وأعرب موسى عن ثقته في أن “تحقيق نجاح حقيقي يلمسه المواطن العربي في مستوي معيشته، وفي التعامل معه، سوف يريح مجتمعاتنا، ويرفع من شأن مواطنينا، خاصة إذا ما اقترن ذلك بعودة الروح، أي عودة العرب في مجموعهم إلي لعب الدور القيادي في منطقتهم، كما كانوا عبر التاريخ كله.”