كشف أحد تقارير التنمية الإنسانية في العالم العربي الصادر عن برنامج الأممالمتحدة من حوالي ست سنوات , حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلدان العربية , حيث أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كان حافزا لأخطاء فاحشة في إدارة الموارد , وذريعة لتشويه برامج التنمية , وإرباك الأولويات الوطنية , وإعاقة التنمية السياسية , واستبدال الإنفاق العسكري بالتنمية الاقتصادية والإنسانية . لقد استعمل هذا الادعاء في معظم البلدان العربية لتبرير الفساد الموجود في مؤسسات الدولة , وتعطيل التنمية الاقتصادية , وقمع الشعوب , وغياب الديمقراطية , بحجة توحيد الصف وحماية الأمن القومي وتعبئة الأمة. ولكن الأمة في الحقيقة سيقت إلى هزائم عسكرية وسياسية تحت شعار المعركة القومية . يضيف التقرير أن الناتج الإجمالي لكل الدول العربية آنذاك كان أقل من الناتج الإجمالي لإسبانيا وحدها , وعدد السكان في البلاد العربية بلغ حوالي 350 مليون نسمة , من بينهم 20 مليون معطل عن العمل . و أنّ حوالي 100 مليون عربي من أصل 335 مليون من الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة نصفهم من النساء . و قرابة 12 مليون طفل ممن هم في سن التعليم الإلزامي خارج المدارس،وتشغيلهم في التسول والبطالة المقنعة وباقي”المهن” الأخرى التي يندى الجبين لذكرها أصبح مشروعا ناجحا . في حين أن تعريف الأمي في الدول المتقدمة , هو من لا يجيد استعمال الكومبيوتر. أما الفقر المعرفي فحدث ولا حرج , ويكفي أن العرب ترجموا في ألف سنة ما ترجمته إسبانيا في سنة واحدة. ترى هل تحسنت وضعيتنا ولو نسبيا بعد مرور ست أو سبع سنوات على صدور هذا التقرير ؟؟ لا أعتقد . هذه الصورة القاتمة لا وجود لها في إعلامنا العربي من المحيط إلى الخليج , فكل البلدان العربية تتحدث في وسائل إعلامها عن الإنجازات العظيمة في مجالات التنمية والديمقراطية , وحقوق الإنسان وتراجع نسبة الأمية , بالرغم من أن دخل الفرد العربي قد انخفض إلى أدنى المستويات في العالم , خلال العشرين سنة الماضية . أما الذلقراطية فيكفي أنها لم تتنازل بعد عن نسبة 99 في المائة أثناء الانتخابات بكل أصنافها.