أقدمت السلطات المخزنية بمدينة وجدة على محاصرة واقتحام بيت أحد أعضاء جماعة العدل والإحسان كان يحتضن مجلسا للنصيحة، واعتقلت حوالي 57 عضوا من العدل والإحسان. ففي حدود الساعة التاسعة ليلا من يوم الأربعاء 29 دجنبر 2010 قامت جحافل من القوات المخزنية بكل تلاوينها السرية والعلنية، بالتربص بالقرب من أحد بيوت أعضاء الجماعة الذي كان يحتضن مجلس النصيحة، وفي الساعة العاشرة ليلا وفي مشهد هوليودي غريب قامت بمحاصرة الحي بأكمله وتطويقه من كل الجهات وترويع ساكنة الحي، وأقدمت على اقتحام البيت بشكل غير قانوني ودون أي موجب شرعي، وفي خرق سافر لكل الأعراف والقوانين الضامنة لحرمة المسكن وحرمة وقت الاقتحام والاعتقال، بل الأدهى والأمر أنه حينما طُلب منهم الإدلاء بسند الاعتقال تكون الإجابة العجيبة الغريبة في القرن الواحد والعشرين “إنها التعليمات العليا”!!! وتم اعتقال حوالي 57 عضوا من العدل والإحسان واقتيادهم إلى مخافر الشرطة. وبذلك تستمر حماقات المخزن وجلاوزته ويستمر معه التهور والتخبط، وتستمر معه الحملة التعسفية الظالمة وغير القانونية ضد جماعة العدل والإحسان، وهذه المرة تختتم حملة سنة 2010 بالمنطقة الشرقية ومن مدينة وجدة بالتحديد، كما كانت بداية هذه السنة من هذه المدينة وفي نفس اليوم، يوم الأربعاء 17 فبراير 2010 حين قامت هذه القوات باعتقال 10 نساء أعضاء في جماعة العدل والإحسان وطفلين ورضيع، كانوا يحتفلون بالمولد النبوي، وهو ما يؤكد أن لا شيء تغيير في سنوات “العهد الجديد”. وللتذكير فقد بلغ عدد المعتقلين خلال سنة 2010 حوالي 292 عضوا من الجماعة من بينهم 135 امرأة وثلاث رضع وخمسة أطفال. ولم يطلق سراح المعتقلين إلا في حدود الساعة الثالثة صباحا، بعد جولة من الاستنطاقات والتهديد والوعيد وبعد أن حررت لهم المحاضر. إنه المنطق الأرعن البليد المخبول المقلوب، فالجميع يعرف ما تعيشه المدينة من أوضاع أمنية مزرية حيث تكاثرت الجرائم بشكل مهول لم تعد تستثني أحدا، كان آخرها العصابات المنتشرة ليلا ونهارا في جميع أحياء المدينة رغم النداءات المتكررة من الساكنة المغلوبة على أمرها وجمعيات المجتمع المدني لكن لا مجيب، بل ويزداد الوضع قتامة مع انتشار مظاهر اجتماعية خطيرة تنذر بالكارثة، تنامي بيوت الدعارة والفسوق، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعيشها ساكنة المنطقة، كل هذا والجهات الأمنية غافلة نائمة بل ومتواطئة ومشجعة، بينما يتم تجنيد القوات السرية والعلنية لمحاربة العلماء العاملين الصادحين بكلمة الحق ومحاربة مجالس ذكر الله!!