بقلم أحمد بوعشرين الأنصاري مكناس [email protected] مر على تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي خاضه الأستاذ محمد المرواني ومن معه من المعتقلين المظلومين أكثر من أسبوع، ولقد جاء هذا التعليق تلبية لكل المناشدات الحية التي تقدمت بها شخصيات علمية وفكرية وسياسية وطنية ودولية وكذا فعاليات مدنية وحقوقية، وكانت كل هذه المناشدات المفتوحة التي تعاقبت على الأستاذ محمد المرواني ومن معه من المضربين تؤكد على العناصر التالية: 1. مظلومية وبراءة هؤلاء المعتقلين وعلى رأسهم الأستاذ محمد المرواني فرج الله عليهم جميعا، ذلك أنه بعد طول معركة من المرافعات والمحاججات القضائية، وتضامن الهيئات الحقوقية والسياسية المحلية والدولية المعتبرة معهم، تبين لدى كل المهتمين والمتتبعين أن هؤلاء المعتقلين قد ظلموا بحشرهم في ملف أمني مرتب له من أجل تصفية حسابات سياسية مع بعض الأصوات الحرة المزعجة؛ 2. قيمة هؤلاء المناضلين من مثيل الأستاذ محمد المرواني، في زمن ارتفعت فيه أسهم المناضلين الشرفاء في بورصة القيم النبيلة حين قل نظيرهم، فكانت هذه المناشدات تلح على حاجة الوطن لمثل هؤلاء من أجل تعزيز صف النضال والاستمرار في معركة الإصلاحات الشاملة المرجوة؛ 3. اتفاق مجمل على مضامين بلاغ الأستاذ محمد المرواني في إعلانه استئناف إضرابه المفتوح عن الطعام، وهو بلاغ تجاوز مظلومية الذات إلى الحديث في موضوعات الإصلاح الفعلي للقضاء، وتصحيح كل المظالم القضائية التي راح ضحيتها العديد من المعتقلين الأبرياء القابعين في السجون ظلما وعدوانا، واستكمال تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة... 4. الإقرار بأن المطالب التي أتى بها بلاغ الأستاذ محمد المرواني بحاجة إلى طول نفس نضالي دونه مراحل وعقبات وأشواك في طريق النضال. إن هذه المناشدات لتضع كل الشرفاء في تقديري أمام تحديات نضالية ثلاث: أولها: تحدي استكمال معركة إطلاق سراح هؤلاء الأبرياء الذين ظلموا في هذا الملف المطبوخ والمفضوح، ذلك أن عوراته القضائية والأمنية قد تبينت بجلاء، ولا حاجة لتكرار كل عيوب هذه المحاكمة الظالمة، وإذا كان النداء الراهن هو نداء من أجل محاكمة عادلة، فلأن من شأن محاكمة عادلة بمقتضياتها وشروطها أن تفضي لا محالة إلى البراءة واستعادة كرامة هؤلاء المعتقلين وحريتهم؛ ثانيها: تحدي الاستجابة إلى مضامين بلاغ الأستاذ محمد المرواني، والذي كان جامعا لجل المطالب الحقوقية والسياسية المرحلية المشتركة، فالإصلاح الفعلي للقضاء هو من المطالب الجوهرية لإقرار إصلاحات أساسية في اتجاه تحرير المجتمع واستعادة سلطته، واستكمال تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة هو مطلب لاستكمال مسلسل الانتقال التدريجي نحو إقرار دولة الحق والقانون، وإذن فالاستجابة إلى مثل هكذا مضامين جاءت في بلاغ الأستاذ محمد المرواني، تشكل عربون وفاء لتضحيات مناضلين شرفاء من مثيله جعلوا أجسادهم المتآكلة سلاحهم الوحيد في معركة تتجاوز ذواتهم إلى الموضوع وإلى المعضلة الأساس المتمثلة في غياب دولة الحريات؛ ثالثها: تحدي بذل المزيد من المجهودات قصد تشكيل جبهة تاريخية عريضة تتصدى لهذه التراجعات الحقوقية الرسمية، وتسهم في التأسيس لمعركة الإصلاحات الشاملة، تترجح فيها موازين القوى لصالح معسكر الإصلاح، في مواجهة معسكر الإعاقة الديمقراطية على حد تعبير الأستاذ محمد المرواني فرج الله عنه وعن من معه من المظلومين. لقد لبى الأستاذ محمد المرواني ومن معه من المضربين نداءات الشرفاء في هذا الوطن، فهل ستكون هذه التلبية سببا لبث الحياة النضالية في جدول أعمال المطالب الإصلاحية الكبرى من أجل إقرار دولة المجتمع المعبرة عن نبضة واختياراته؟ كتبه أحمد بوعشرين الانصاري بمكناس يوم الأربعاء 17 ذي الحجة 1431 الموافق 24 نونبر 2010