كشفت برقيات للسفارة الأميركية في القاهرة، نشرها موقع ويكيليكس، قيام أميركا بالتحايل على رقابة الحكومات العربية على التمويل الأجنبي بتأسيس منظمات كواجهات في بعض الدول العربية، ثم استخدامها في إعادة تحويل الأموال إلى منظمات مدنية في دول عربية أخرى بغرض التمويه. وتظهر البرقيات الحديثة، التي نشرها الموقع الذي أسسه الصحفي الأسترالي جوليان أسانج، أن الحكومة الأميركية مارست ضغوطا على النظام السابق في مصر من أجل حماية العديد من المنظمات المدنية الممولة أميركيا في البلد العربي الأكثر سكانا. وذكرت البرقية، الصادرة بتاريخ 30 أبريل 2009 من السفارة الأميركية في مصر وتحمل تصنيف “سري”، أن واحدة من كبرى المنظمات المصرية المدعومة من واشنطن تتلقى تمويلا مستترا عن طريق منظمة في المغرب ممولة هي الأخرى أميركيا. وأضافت البرقية، التي حملت توقيع السفيرة السابقة بالقاهرة مارجريت سكوبي، أن “المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تلقت تمويلا من منظمة مغربية لعقد مؤتمر في القاهرة عن حرية الصحافة في يناير 2009′′. وسمت السفيرة المنظمة المغربية ب(مركز حرية الإعلام) وكشفت أنها ممولة من برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (ميبي)، الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بعد أحداث 11 شتنبر2001 ويخضع للخارجية الأميركية. وتدلل البرقية المسربة على ترابط المؤسسات الممولة أميركيا في منطقة العالم العربي والتنسيق بينها لتفادي الإشراف الحكومي العربي على التمويل، وأظهرت مثلثا للتعاون الوثيق جمع بين واحدة من أقدم المنظمات المدنية في مصر ودبلوماسيين أجانب وواجهة للتمويل في المغرب.