مئات آلاف الوثائق سربها موقع ويكيليكس المتهم من واشنطن بشتى التهم,وأغلبها عن حرب العراق وأفغانستان ,عدا عن تلك المعنية بحروب حلف الناتو.أثارت المخاوف في الولاياتالمتحدة وأوربا وبلدان في آسيا كالعراق وأفغانستان. واضح إن الوثائق سربت في وقت حساس جدا لجهة الصراع المحتدم في العراق بين قوى سياسية نسيت الشعب وأنشغلت بالمناصب السيادية ,وتوجهت مباشرة الى المحور الإيراني السوري ,ورمت القنبلة جهة القوى الشيعية (الدعوة,التيار الصدري,المجلس الأعلى,حزب الفضيلة).وأتهمتها بالعمل مع الإيرانيين لتنفيذ أجندات خاصة ,ثم توجهت الى سوريا لتعلن أنها تقف وراء الهجمات بالأحزمة الناسفة التي أصابت العراقيين بمقتل ,وتحدثت عن دور إيراني في العراق يتصاعد منذ 2003 أي منذ الدخول الأمريكي. هل يمكن القول .أن عدم الإرتياح الامريكي لتحالف المالكي مع التيار الصدري وظهور بوادر رضا إيراني سوري لتجديد الولاية الرئاسية له هو الذي دفع الموقع الالكتروني (المحايد) لنشر هذا الكم الهائل من الوثائق؟ وهل يسمح لنا بطرح سؤال عن الإنتقائية في إختيار الوثائق وبثها لجهة صلة الأمر بسوريا وإيران والجماعات الشيعية ,وفي هذه الفترة التي تشهد رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط الذي لاترغب واشنطن في رؤية جبهة بهذا الحجم تتشكل فيه لتحكم مستقبله ورسم معالم مايمكن أن يكون عليه في المراحل القادمة؟ هل ترغب واشنطن في تقليم أظافر المالكي الذي ذهب بعيدا في ظنها حين تحالف مع الصدريين وزار إيران وأعاد مد حبال الوصل بدمشق,ولتدفعه أكثر لتقديم تنازلات في عملية التفاوض الصعبة من أجل تشكيل الحكومة؟ هل كانت واشنطن تريد من المالكي أن يتحالف مع الدول القريبة منها كالسعودية؟علما أن الرجل لن يقوى على ذلك لان حلفاء السعودية في بغداد لايمكن أن يسمحوا بمزاحمتهم في علاقاتهم وولكل في العراق علاقاته بالجوار والاقليم الابعد. كيف يتيسر لموقع ألكتروني أن يبث هذا الكم الهائل من الوثائق دون علم أجهزة المخابرات الامريكية , وهل كانت الوكالة الاكبر والاخطر في العالم نائمة حين صحا سدنة الموقع وبثوا مابثوا؟واين كانت تلك الوثائق ,هل سربت من بغداد أم من دوائر البنتاغون التي لايسمح للذباب أن يدخلها تحت اي ظرف؟وهل يتعلق الامر بحرية الصحافة والتعبير عندما يتعرض مدنيون الى الخطر وعندما يكون الموقع المذكور ملبيا لتوجهات تتنافى ومبادئ حرية التعبير تلك؟ كيف يتسنى لواشنطن السكوت على تهديد من هذا النوع يصيب إستراتيجيتها حول العالم بمقتل ويضعف من حضورها؟أم إنه تسريب متعمد لتحقيق مكاسب او لتمرير سياسات؟وإذا كانت امريكا عاجزة عن منع هذا التسريب الخطير فإن المعنى واضح بفشلها وإنهيارها أمام ضربات الحلف الأصولي الإسلامي والقوى الرافضة للهيمنة الامريكية حول العالم. ألا يدفع ذلك قوى شيعية ماتزال تصر على رفض تولي المالكي الرئاسة لولاية ثانية ( المجلس الاعلى ,الفضيلة) على التراجع عن موقفها والعودة الى ساحة الرضا به ,خاصة وإن السوء الذي سيصيبها أكبر في حال مضت الأمور الى جهات يمكن أن تشكل الحكومة المقبلة وتطالب بمحكمة دولية كما أشار الى ذلك السيد سلمان الجميلي العضو في القائمة العراقية أول أمس,مثلما إن التقرير إتهم الفصيلين الآنفين بالمشاركة في عمليات تصفية بدعم إيراني ,وهو ماسيقوي موقف المالكي مرة أخرى ويساعد على تشكيل جبهة متعاضدة تستشعر بالخطر الداهم وربما دفع ذلك قيادات شيعية لمراجعة إستراتيجية عملها مستفيدة من أخطاء المرحلة الماضية . أخيرا .هل إن موقع ويكيليكس يعود لدوائر الإستخبارات الأمريكية وهي التي سمحت له بشكل او بآخر أن يسرب تلك الوثائق التي لم تأت بجديد لأن وسائل الأعلام العراقية ومعتقلين تحدثوا عن تجاوزات وعمليات تعذيب في بعض السجون وهنالك أرقام بعدد القتلى لدى وزارة حقوق الإنسان العراقية مماثلة لما أورده الموقع. أنا أميل لمرشح غير المالكي لتولي رئاسة الحكومة .ولذلك فرؤيتي غير مرتبطة بولائي له ,عدا عن ذلك فإن من غير المعقول أن يتم تسريب وثائق بهذا الحجم وعلى هذه الدرجة من الخطورة دون علم الأجهزة الأستخباراتية الامريكية.وإلا فإن أمريكا قد إنهارت بالفعل . هادي جلو مرعي