الشرطية سهام سويد تفضح المسكوت عنه داخل دهاليز الشرطة الفرنسية أحدثت شرطية فرنسية من أصول عربية مسلمة هزة عنيفة داخل أجهزة الأمن ووزارة الداخلية الفرنسية،حينما تجرأت على إصدار كتاب يحمل عنوان “سلطة الصمت داخل الشرطة”،و فيه تفضح ما يجري و يدور من كل أصناف الكره و العنصرية ضد كل ما هو عربي و مسلم في مطار أورولي من قبل أجهزة الأمن الفرنسية. اسمها سهام سويد،فرنسية من أصول تونسية، تبلغ من العمر 29 ربيعا ،قررت فجأة أن تخرج عن «صمتها»، الذي اعتبرته العملة السائدة في ردهات مطار أورلي الفرنسي لتصيغ تجربتها في الكتاب،الذي نشرت داخله عدة وثائق و منشورات داخلية أثناء عملها في شرطة الحدود في مطار أورلي الباريسي،وفيها تعليمات واضحة بطرد أكبر عدد من العرب و المسلمين،معززة بوقائع موثقة كانت سهام شاهدة عليها طيلة مدة خدمتها في “أورلي”،قبل تنقيلها بشكل تعسفي إلى محافظة باريس. سهام أخبرت الدولية في اتصال هاتفي أن إدارة الشرطة المركزية تطالب رجال و نساء الأمن من أصول عربية و مسلمة أن يكونوا أكثر تشددا و عنصرية ضد الأجانب لإتباث ولاءهم لجنسيتهم الفرنسية،و للتأكيد على أنهم فعلا فرنسيون. الشرطية الفرنسية من أصول عربية قالت أيضا إن زملاءها في شرطة الجدود بمطار أورلي الباريسي يتعاملون بطريقة جد فظة مع المهاجرين الشرعيين و غير الشرعيين الذين لا يتحدثون اللغة الفرنسية،وبجبروهم على التوقيع على قرارات طردهم دون أن يفهموا ما كتب في هذه القرارات،وهو ما يعتبر مخالفا للقانون الفرنسي. ويعتبر الكتاب انتفاضة على التعامل غير العادل تجاه المهاجرين، والتجاوزات غير القانونية في حق الأجانب، معززة بوقائع موثقة كانت المؤلفة شاهدة عليها طيلة مدة خدمتها. تتذكر سهام سويد التي طالها عانت هي الأخرى من الحيف خلال ممارستها لعملها ضمن شرطة الحدود والجو في مطار أورلي والذي تطلب المعالجة عبر تدخل وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفوه. غلاف الكتاب المثير للجدل في كتابها تكشف سهام نماذج من عبارات عناصر شرطة الحدود في حق طائرات تكون قادمة من بلدان أفريقيا مثل «انظروا، ثمة طائرة أخرى للعبيد» أو «أنا ذاهب لمراقبة البرع». كما أدانت سهام سويد في كتابها، سياسة الطرد التي تنهجها فرنسا في حق المهاجرين، معتبرة ان بعضها يتم بشطط في استعمال السلطة و ذلك لأجل تحقيق الأرقام المتفق عليها والتي يجب أن تصل 30 ألف عملية إبعاد وطرد. و عوض أن يخضع الأجانب الذين «انتهت مدة صلاحية تأشيراتهم» لإجراء دفع ذعيرة ومنحهم «تأشيرة تسوية» للخرورج من التراب الفرنسي كما ينص على ذلك القانون،تقول سهام إنهم يحولون إلى مهاجرين غير قانونيين ويصدر في حقهم قرار بالطرد، وذلك بناء على قرار شفوي لمحافظ ڤال دو مارن بتعويض إجراء «تأشيرة التسوية» ب«قرار الطرد»، دون «الاعتقال». مشيرة الى أن شرطة الحدود كانت تتوفر على قرارات مختومة مسبقا لربح الوقت. بالمقابل، يرى مقربون من سهام سويد أن الدافع الأول والأخير لاقدامها على كتابة كتاب «قانون الصمت داخل الشرطة» دهو الغيرة عن قطاع احبته و انضمت اليه بعدما تشبعت بقيم الجمهورية، وأنها لم تكن تنوي الاساءة لهذا الجهاز، بالرغم من كون الكتاب يضم اتهامات من بينها تلك التي وجهتتها للمسؤول الأول السابق عن شرطة الحدود والجو في مطار أورلي، العميد الان بيانشي، الذي ينفي كل تلك الاتهامات ويحتفظ بحقه في المتابعة. تفتيش المهاجرين العرب و المسلمين و إهانتهم هدف مفضل للشرطة الفرنسية مولود عونيت رئيس حركة مكافحة العنصرية و التآخي بين الشعوب أبلغ الدولية أيضا أن حركته إضافة إلى منظمات أخرى فرنسية تعمل في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين قررت تنصيب نفسها كطرف مطالب بالحق المدني في هذا الملف،و المطالبة بمحاكمة و عقاب كل من تورط في هذه القضية،خاصة أولئك الذين فضحتهم الشرطية سهام بالأدلة و الحجج. و تخوض المحامية الفرنسية من أصول تونسية سامية مكتوف محامية سهام سويد تخوض معركة قضائية ضد تفشي العنصرية داخل أسلاك الشرطة الفرنسية،المحامية أكدت للدولية في اتصال هاتفي نبأ تنصيب منظمات فرنسية مدافعة عن المهاجرين في مواجهة العنصرية لنفسها كطرف مطالب بالحق المدني المدني في هذا الملف الشائك. و ينتظر أن تبدأ محكمة باريسية خلال الأيام القليلة المقبلة،النظر في دعوى أقامتها سهام سويد ضد عنصرية إدارة الأمن و وزارة الداخلية الفرنسية.