محمد فحلي في يوم فاتح ماي من كل سنة يحتفل العالم بأسره بعيد الشغل الذي يلثأم فيه الصغير والكبير والرجل والمرأة لتلتقي الأفكار وتداول المطالب والتواصل لغد مشرق ينعم فيه المرء بالكرامة والحرية والحقوق وتفعيل الواجبات في صبيحة يوم الأحد فاتح ماي باليوسفية, جندت اللجنة المنظمة للاتحاد الوطني المغربي للشغل وشبيبة العدالة والتنمية في جو كان ممطرا...حيث في حوالي السادسة صباحا توجهت أربع حافلات مملوءة بالمناضلين والمناضلات صوب الدارالبيضاء, وبعد وصول الركوب من كل بقاع المغرب تم الالتقاء في الدارالبيضاء كما كان مقررا تنظيم مسيرة مركزية تحت شعار * دستور ديمقراطي من أجل مغرب الكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية * حيث في الساعة العاشرة انطلقت الوفود الهائلة التي لم تكن في الحسبان حسب المنظمين في شارع الفداء بالبيضاء وهي تهلل بشعارات نضالية و أنية ” الشعب يريد إسقاط موازين ” , ” المفسد سير بحالك المغرب ماشي ديالك ” , ” لا صحة لا تعليم هذا المغرب الله كريم ” ومن تم اجتمع الحشد الجماهيري في المنصة ليتم اللقاء وإلقاء الكلمة من طرف *محمد يتيم* رئيس الاتحاد الوطني المغربي للشغل حيث أكد بأنه استحضارا للظرفية الاجتماعية والسياسية التي يمر منها المغرب والحراك السياسي المتميز بالنقاش حول الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية والسياسية, وأن كلمة المغاربة الآن هي إسقاط الفساد بكل أنواعه والقطع على جل أشكال البلقنة ونهب ثروات البلاد والاستبداد السياسي والإعلامي, كما استنكر نبأ الاعتداء الإجرامي الذي استهدف عددا من الأبرياء, من المواطنين المغاربة ومن مواطني بعض الدول الصديقة, ويؤكد تضامنه معهم في آلامهم, ويترحم على أرواح الشهداء من المواطنين المغاربة الذين طالتهم يد الغدر والإجرام ويؤكد ما يلي ؛ استهجانه لهذا العمل العدواني المدان شرعا وعقلا, وأن الذين خططوا لهذا الحادث ونفذوه في هذه اللحظة التي يشهد فيها المغرب حراكا سياسيا رسميا وشعبيا وتعبئة وطنية شاملة من أجل انجاز أوراش الإصلاح الكبرى التي أطلقها المغرب منذ الخطاب الملكي ليوم 09 مارس 2011, إنما يستهدفون ذلك المسار الإصلاحي وزرع الشك والخوف والبلبلة والعودة بالمغرب إلى الأجواء التي أعقبت التفجيرات الإرهابية ل 16 ماي. وبعد ذلك ألقى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأستاذ ” عبد اله بن كيران ” كلمته كالعادة في وسط ترحيب وتشجيع جماهيره العريضة, وبدأ كلمته بأنه يجب أن لا ننسى ما وقع في مراكش, لأنها ضربة في أنفسنا ولحمنا وأولادنا, ومحبة بلادنا لن تضعف رغم كل ما يفعلون, كما سوف نقف نترقب لنعرف من خطط لضرب براءة مراكش لأن الشعب يريد إظهار الحقيقة ونحن مستعدون من أجل مقدسات وعراقة هذا البلد بأن نموت من أجله, وأن مثل هذه الضربات لن توقف عجلات التنمية والإصلاح, كما جاء بأن عهد فؤاد عالي الهمة والياس العماري...قد ولى لأن الشعب عرف حقيقة هؤلاء ويعد الحاضرون بأن حزب الأصالة والمعاصرة لن يحلم بنفسه حزبا أولا في البلاد, كما ناشد الأمين العام *صاحب الجلالة* بأن يطهر البلاد من المفسدين وأن يعلم بأن بعض المفسدين يرسمون له البلاد في الصورة التي يريدونها هما, ويؤكد وبصوت عال ” عاش الملك يسقط الفساد ” كما تطرق الأستاذ بن كيران بأن يشمل الاقتصاد المغربي الطبقات الكادحة وأن يفكر في الأرملة والفقير المريض والمعاق...وفي الأخير أعطيت الكلمة لرئيس حركة التوحيد والإصلاح ليؤكد هذا الأخير بأن يتم دمج المرجعية الإسلامية والتطور الديمقراطي في الدستور الجديد والدفاع عن قيم البلاد.