لقي عاملين حتفهما، أمس الخميس (8 أبريل 2011)، في حادث انهيار مقلع لاستخراج الطين بمنطقة بنجليق بضواحي مدينة فاس، وأصيب خلال الحادث 8 عمال آخرين بجروح خطيرة نقلوا على إثرها إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني. وشارك العديد من عمال صناعة الفخار اليوم الجمعة في تشييع جثامين الضحايا، وهم “سعيد.ط” وهو من مواليد سنة 1976، متزوج وأب لخمسة أطفال أكبرهم سنا يبلغ من العمر 12 سنة، والضحية الثاني يسمى “عبد الله.ع” وهو في عقده الرابع، متزوج وأب لسبعة أطفال. وذكر شهود عيان، أن الحادث وقع لحظة تواجد العديد من العمال داخل المقلع وهو عبارة عن منجم غير مرخص يستغل في استخراج مادة الطين التي تستعمل في صناعة الفخار، والمقلع يوجد في ملكية الاتحادي محمد اتحيفة الرئيس السابق لغرفة الصناعة التقليدية بفاس. وأكدت المصادر ذاتها، أن جهات دخلت على الخط لاحتواء الوضع، ومحاولة عقد صلح مع عائلات الضحايا لحثهم على عدم تقديم شكايات ضد مالك المقلع من خلال تقديم إغراءات مالية لعائلات الضحايا، في الوقت الذي طالب عمال الصناعة التقليدية بفتح تحقيق حول الحادث. وذكرت مصادر من المنطقة، أن هذا المقلع يعد الثاني الذي يوجد بمنطقة بنجليق التابعة إداريا لجماعة سيدي احرازم، حيث يوجد المقلع الثاني وهو بدوره غير مرخص في ملكية “بوشتى.ب” الذي يملك العديد من مقاهي الشيشة بأحياء فاس، وأفاد العديد من العمال أن هاته المقالع لا تتوفر فيها شروط العمل ولا تتوفر على تأمين للعاملين بها. وتساءل العمال عن الجهات التي تحمي مالكي هاته المقالع والتي يبلغ عمق بعضها أزيد من 2 كلم، رغم أنهم تقدموا بالعديد من الشكايات في الموضوع، كما نظم الصناع التقليديون وقفات احتجاجية تطالب بتقنين هاته المقالع وتحسين ظروف العاملين بها، بعد وقوع العديد من الحوادث بداخلها.