لم تكد تمر ساعات على وقوع الفاجعة الوطنية والتي حصدت أجسادا أسلمت أرواحها وسط نيران حافلة اصطدمت بشاحنة قيل عنها أنها كانت تهرب البنزين حتى خرجت أصوات ساخطة تعبر عن سخطها وغضبها وتستعيد ذكرى كلميم وتطالب بفتح تحقيق في الفاجعتين. فاجعة بكل المقاييس أخرجت ملفات خطيرة تحمل بين ثناياها اتهامات لأشخاص مسئولين، فمن الناس من يتهم رئيس بلدية كلميم إذ قالوا عنه أنه من أكبر مهربي البنزين ويجب التحقق من مصدر ثروته التي راكمها في سنوات قليلة بعدما كان مجرد أجير يتقاضى في الأغلب 30 درهما في اليوم ،وأضاف الذين يوجهون سيلا من الاتهام أن هناك أياد تود "طمس هوية المهرب الكبير للبنزين المدعم في الصحراء وعدم الكشف عنه وتدخل الجهات النافدة التي تدعم مهربي البنزين في الصحراء لتحوير مسار التحقيق" اتهامات خطيرة وأصوات ساخطة تعبر عن غضبها نتيجة هذه المأساة التي جعلت الجميع يستحضر فاجعة كلميم التي شرب فيها الماء أجسادا كثيرة ولازالت نتائج التحقيق لم تظهر، اليوم أكلت النيران أجساما فتية لبراعم كان من المؤمل فيهم أن يصبحوا رياضيين أبطالا. قيل وقيل ليخرج مندوب وزارة الشباب والرياضة بمدينة طانطان بتصريح يؤكد من خلاله أن الشاحنة التي اصطدمت بالحافلة كانت مخصصة لنقل الأسماك، في وقت أكد سائق الحافلة أن الشاحنة كانت تحمل مواد قابلة للاشتعال، الشيء الذي أكده أيضا فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطانطان. فأين الحقيقة وهل ستضيع بين تصريحات تتقاذف من هنا وهناك ؟ومن سيمنع غضب الأصوات المطالبة برأس وزير التجهيز والنقل عبد العزيز الرباح بتوقيع استقالته اقتضاء بسنة البلدان الديمقراطية ومن سيلبي نداء مغاربة بإعلان حداد وطني وقيام صلاة الغائب على من راحوا ضحية الحرب غير المعلنة، ومن سيشرف عن فتح تحقيق نزيه ويطلع عليه الرأي العام على خطواته من البداية وحتى الانتهاء ، ومن ؟وهل ؟ولماذا هذا هو السؤال الذي ينتظره الغاضبون فالكل غاضب فمن سيطفئ نار الغضب وهل ستبقى مشتعلة مثل نار الحافلة حتى يتحول الغضب إلى رماد ومن بعده إلى سواد وهل سنلصق الفاجعة هاته في القدر ونقول أيضا قدر الله وما شاء فعل؟؟