بالرغم من انطلاق الإعداد المادي والأدبي لمؤتمر منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب منذ سنة تقريبا، إلا أن مناضلو و مناضلات المنتدى عاشوا ضغوطا رهيبة من كل الجهات كانت أخطرها منع انعقاد المؤتمر أيام 10، 11 و 12 دجنبر الماضي، مما جعل اللجنة التنظيمية للمؤتمر و تنسيقية المنتدى تعيش ارتباكا واضحا، و جعل البعض يشكك في قدرة مناضلي ومناضلات المنتدى تجاوز هذا الامتحان الصعب في تاريخ المنتدى و الريف الكبير. لقد كانت ولادة المنتدى رسميا في 2006، كمحاولة لذوي النيات الحسنة من ديمقراطيين و حقوقيين و تقدميين من أبناء الشمال المغربي الذين اجمعوا على ضرورة خلق إطار جهوي لحقوق الإنسان يقطع مع أساليب المركز العتيقة دون نفي التعاون مع الاطارات الحقوقية الوطنية و التكامل معها بما له من مصلحة للريف و للوطن. مباشرة بعد المؤتمر التاسيسى باشر المناضلون بناء المنتدى و هيكلته في أقاليم الريف الكبير/شمال المغرب، إذ تأسست على التوالي تنسيقيات كل من القصر الكبير، و العرائش و سيدي اليمني و طنجة و تطوان و الحسيمة. أمام هذا الحماس بكل ما كان يحمله من نقاش و رهانات و صعوبات أيضا، اصطدم المنتدى بنزاع على الطريقة الاوطمية أولا، إذ اختفت تنسيقية المنتدى بتطوان بمجرد التحاق منسقها المحلى "أ. ي" بالاتحاد الاشتراكي، بعد أن كان مناضلا في الحزب الاشتراكي الموحد. بالتحاقه بالاتحاد الاشتراكي أراد "ا. ي" ومن معه إلحاق الفرع بحزبه الجديد أو تصفيته، مما دفع مناضلات و مناضلى المنتدى إلى تأسيس تنسيقية جديدة سميت بتنسيقية ثطاوين، بدل تنسيقية تطوان. المنعطف الثاني و الخطير هو بروز ما سمي بحركة كل الديمقراطيين، و بعدها حزب الأصالة و المعاصرة الذي أتى على الأخضر و اليابس ليس في شمال المغرب فحسب بل في كل جهات الوطن مستعملا في ذلك كل الأساليب المشروعة و الغير المشروعة، كالضغوط و سياسة الاحتواء و الإغراءات و التشويه في حق المناضلين الغير المتفقين معه ومع خطه السياسي و أساليب اشتغاله. بالرغم من كل هذا، فالمنتدى حافظ على توهجه، على الرغم من خسارته كليا لتنسيقية القصر الكبير، بمجرد التحاق منسقه "لع" ومن معه بالوافد الجديد، دون نسيان خسارة المنتدى لبعض مناضليه ببعض المواقع الأخرى. إن صمود الأغلبية المطلقة من مناضليه جعل المنتدى ينتصر على خصومه و يحافظ على استقلاليته كإطار حقوقي يوفر حق التعبير و الاجتهاد لكل مناضليه في إطار احترام تام للمرجعية الفكرية التي تأسس عليها و احتراما للأهداف المعلنة التي خلق من اجلها، ألا و هي توحيد جهود أبناء الريف الكبير المخلصين و تاطيرهم حقوقيا للنضال السلمي لاسترجاع ما ضاع من حقوقهم، و الدفاع على تاريخ الريف الكبير عبر المطالبة بالكشف عن الحقيقة الكاملة لما جرى بالريف من مجازر و انتهاكات جسيمة، والمطالبة بضرورة محاسبة المسئولين عن الجرائم السياسية و الاقتصادية و البيئية المقترفة والعمل على حفظ الذاكرة الجماعية لأهل شمال المغرب.
منع المؤتمر جاء منع انعقاد المؤتمر ايام 10، 11 و 12 دجنبر الماضي، انتقاما من البعض من مناعة المنتدى و دفاعه المستميت على استقلالية قراراته. و فسر البعض شعار المؤتمر "من اجل دستور ديمقراطي يقر بحق الجهات التاريخية في تقرير مصيرها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي"، تصعيدا من طرف المنتدى و خاصة أن لجنة عزيمان كانت تطبخ في الكواليس جهوية تقطع فيه أوصال الريف الكبير إلى ثلاثة أجزاء. في حين اعتبره البعض تشويشا على مشروعهم السياسي. هذه التبريرات المخزنية توجت بقسم عامل إقليم الشاون الشهير عندما اقسم بالله أن لا يسمح لعقد مؤتمر المنتدى و لا تأسيس تنسيقية الشاون مادام هو عاملا على إقليم الشاون. تحويل منع المؤتمر الى قوة يقول المثل الشعبي "الضربة لما كتقتلكش تقويك". فمنع انعقاد المؤتمر أدى إلى سرعة تحرك أعضاء المنتدى و متعاطفيه، حيث و كثفوا من تحركاتهم في الداخل والخارج متشبثين بعقد مؤتمرهم بنفس المكان و بنفس الشعار. في الوقت الذي عرف فيه المنتدى تضامنا واسعا من طرف العديد من المنظمات الديمقراطية في الداخل و الخارج. كما باشر أعضاء التنسيقية العمل على واجهتين: الأولى فتح حوارات ماراطونية مع سلطات الشاون لتوضيح مغزى شعار المؤتمر و معاني اختيار مدينة الشاون بالذات بدلالاتها التاريخية و الجغرافية كمدينة تتوسط بين الريف الشرقي و الريف الغربي، وأهلها خاضوا معركة التحرير إلى جانب البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي. و الثانية، تكمن في استمرار بناء فروع المنتدى و حل القضايا المتعلقة بالتنظيم و هكذا تم تأسيس تنسيقية اشاون، و تفعيل اللجنة التحضيرية بالناضور، و تأسيس لجنة تحضيرية بتازة وفتح نقاش مع مناضلي وزان و المضيق. كما تمكنت التنسيقية بإقناع العديد من مناضلى الخارج بالانخراط الفعلي في هذه الديناميكية، وتوجت كل هذه المجهودات بعقد مؤتمر أمستردام الذي حضره العديد من مناضلى الداخل و الخارج أسفر عن تشكيل التنسيقية لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب و أوروبا، كصيغة توافقية بين مناضلي الداخل والخارج. كما اشتغل مناضلي المنتدى على إمكانية عقد المؤتمر في الخارج في حالة منعه للمرة الثانية بالمغرب. فالحوار مع سلطات الشاون كان يوازيه الإعداد لعقد مؤتمر المنتدى في أوروبا إذ كانت كل من كطالونيا، و امستردام او سبتة ومليلية مرشحة لاحتضان هذا المؤتمر في حالة منعه للمرة الثانية في الداخل. ثورة تو نس فكت الحصار و حركة 20 فبراير كسرت الجدار لا يجادل اثنان بان نجاح الثورتين التونسية و المصرية و بروز حركة شباب 20 فبراير كقوة ضاغطة، سهلت الطريق لعقد المؤتمر بمدينة الشاون أيام 22، 23 و 24 ابريل الماضي. فتحضيرات المؤتمر تزامن مع تصاعد الثورات في بلدان شمال أفريقيا و الشرق الأوسط و بروز حركة شبابية بالمغرب (حركة 20 فبراير) و نزول الشعب المغربي و قواه المناضلة إلى الشارع. كل هذه العوامل ساهمت ايجابيا على ترتيبات انعقاد المؤتمر حيث كبرت الانتضارات، و اشتعلت المزيد من الأسئلة، وازدادت أجواء الشاون دفئا و سخونة بالرغم من شدة البرودة فيها. لذلك اجل المؤتمر شهرا إضافيا آخر لمنح ما يكفي من الوقت لمناضلي و مناضلات المنتدى لقراءة الوضع و المستجدات السياسية و وطنيا و مغاربيا. إن وقع هزة المنع كانت أقوى مما يتصورها الكثيرون لا على المستوى التنظيمي و الإداري و لا المادي، لان المنع تطلب من اللجنة التحضيرية للمؤتمر تغيير العديد من الأمور و إعادة صياغتها ( اللافتات، و الملصقات و تبديل مكان انعقاد المؤتمر...الخ). انعقاد المؤتمر و ساعة الحقيقة اختلفت انتظارات المؤتمرين والملاحظين و المتتبعين من محطة المؤتمر. فالعناق بين الأصدقاء لم يخف قلقهم وخوفهم من تعثر هذه المحطة الهامة من تاريخ المنتدى، و خاصة أن العديد من الخصوم السياسيين كان يتمنون دفن هذه التجربة المتواضعة في جبال الشاون. في البدء كانت أجواء مكهربة، و وجوه العديد من المناضلين كانت شاحبة كأنهم ينتظرهم اجتياز امتحان الباكالوريا. فالضغوط لم تتوقف على تنسيقية المنتدى السابقة و خاصة على المنسق العام عبد الوهاب التدموري الذي تعرض لضغط رهيب من عدة أطراف فيما فيها ضغوط بعض المؤتمرين الذين هددوا بالانسحاب أو عدم الترشح لأية مسؤولية. و ازداد حضور بعض الأطراف الجلسة الافتتاحية بدون سابق إنذار الوضع اضطرابا، علما أن الجلسة الافتتاحية كانت مفتوحة أمام الجميع. الجلسة الافتتاحية كان واضحا للمتتبعين و للعديد من المؤتمرين بان الجلسة الافتتاحية عمتها جانبا من الارتجالية، و خاصة الشق المتعلق بالجانب التنظيمي. فالتنسيقية العامة السابقة مثلا أتت إلى المؤتمر بدون كلمة مكتوبة كما لم تحسم لوائح المؤتمرين و لا الملاحظين و لا الضيوف...الخ. ندوة حقوق الإنسان و نقطة التحول الأولى شهدت الندوة مناظرة حقيقية بين طرفين نقيضين الأول يمثله المجلس الوطني لحقوق الإنسان في شخص ممثه الصبار، و الثاني مثله كل من بن عبد السلام عبد الالاه عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و علي الطابجي عن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب، أما مداخلة منتدى الحقيقة الإنصاف فقد شابها كثيرا من الديبلوماسية و التملق والمجاملة نضرا للتاريخ المشترك بين المانوزي و الصبار. جاءت مداخلة علي الطابجي باسم المنتدى قوية و أكثر من رائعة تجاوب معها الشباب وكل الحاضرين بالتصفيقات و رفع شارات النصر. بل أكثر من ذلك فمداخلة الطابجي حسمت التردد في الارتباك النظري و الفكري و الموقفي الذي كان يتخبط فيه المنتدى منذ تأسيسه، و وضحت العديد من المفاهيم اعتمادا عن المرجعية الحقوقية و المواثيق العالمية لحقوق الإنسان. اليوم الثاني التقرير الأدبي و المالي و نقطة التحول الثانية بعد تلاوتهما ومناقشتهما و الوقوف عن مكامن الخلل و القوة فيهما، حيث انتقدت الهفوات والقصور بلا هوادة، كما تم تثمين المجهودات التي بذلت بكل إخلاص و تفان، مع اعتراف الجميع بصعوبة الولادة، لكن الجميع أيضا كان يطالب بالقطع مع مرحلة سادها منطق رضاء الخواطر و الفوضى التنظيمية و اللامبالاة أيضا و منطق الاتكال على الأخر. وبعد نقاش مستفيض تم التصويت على التقريرين الأدبي و المالي بالأغلبية المطلقة. استقالة القيادة السابقة و انتخاب رئاسة المؤتمر لم تنجو اقتراحات تشكيل رئاسة المؤتمر من جدل، فالمقترح الذي قدمته التنسيقية المستقيلة تم رفضه جملة و تفصيلا. لذلك قدمت عدة مقترحات توج احدها بالإجماع. و روعي في تكوين رئاسة المؤتمر تمثيل الداخل و الخارج، الشيوخ و الكهول، النساء و الشباب و كل اقاليم الريف الكبير/شمال المغرب الممثلة في المؤتمر . و تكونت اللجنة من 14 عضوا يترأسها احمد المرابط كرئيس شرفي و سعيد العمراني رئيسا. وتميزت لجنة الرئاسة بتعددها إشارة قوية، بان المؤتمر ذاهب إلى إشراك جميع أبناء الجهة و إسماع صوتهم و تمثيل الجميع في الأجهزة المنتخبة عبر احترام تام لقواعد الديمقراطية والمساطر القانونية المصادق عليها في المؤتمر نفسه. ورشات الندية و الاثارة، لكن " كول واحد حاضي احوايجو" قسم المؤتمرون إلى ستة و رشات (القانون الأساسي، الشباب، المواطنة و المرأة، الانتهاكات الجسيمة و الذاكرة و التاريخ)، بالإضافة إلى لجنة البيان الختامي. عرفت كل الورشات نقاشات حادة بين المؤتمرين، لكن لم تتجاوز حدود الياقة، إذ دافع كل واحد على رأيه بكل حرية. فإذا كانت كل الورشات احترمت التوقيت المحدد لها إلا أن ورشة القانون الأساسي عرفت نقاشا فقهيا وفلسفيا ماراطونيا امتد إلى اليوم الأخير من المؤتمر، وتوج بتوافق بين جميع المؤتمرين و صودق عن التغييرات و التعديلات والاضافات بالإجماع. البيان الختامي جاء تتويجا للأفكار و المواقف التي تداولها نقاش المؤتمرين و المتمخضة عن النقاش الذي دار في الورشات و ابرز ما ورد فيه: + إن المؤتمر يؤكد أن الإشكالات الحقوقية و الديمقراطية والتنموية العميقة ببلادنا قد تراكمت بفعل اغتصاب الشرعيات التاريخية المقاومة بمجمل جهاته التاريخية (الريف الكبير نموذجا)، خاصة منذ 1955 من طرف جماعة إيكس ليبان التي نهجت ولا زالت دورا وظيفيا لصالح الدولة الوصية (فرنسا)، على حساب حرمان الشعب المغربي من حقه في الحرية والديمقراطية و التنمية، وعبر تفقيره، و السطو الممنهج على خيراته وثرواته. + يحيي المؤتمر الروح النضالية العالية لحركا 20 فبراير من خلال إصرارها على مواصلة الصمود و التحدي من أجل الحق في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية، و يدين بشدة الأساليب القمعية للدولة في تعاملها مع احتجاجاتها ، و يطالب بفتح تحقيق نزيه في مختلف الإنتهاكات المسجلة في هذا الصدد و يجدد مطلبه في كشف ملابسات استشهاد خمسة شباب بمدينة الحسيمة في ظروف غامضة متزامنة مع المسيرات الحاشدة يوم 20 فبراير بالإقليم و إطلاق سراح كافة المعتقلين فورا. + التأكيد مجددا على أن مدخل بناء الدولة الديمقراطية المدنية ،يستوجب حصريا الإقرار بدستور ديمقراطي يضمن حق الجهات التاريخية في تقرير مصيرها الإقتصادي والاجتماعي و الثقافي و السياسي ضمن مفهوم دولة ذات الاطونوميات الجهوية المتضامنة. + التشبث بحق مطالب أهالي الجهة الشمالية/ الريف الكبير في الكشف عن الحقيقة الكاملة لماضي و حاضر الانتهاكات الجسيمة بالمنطقة ، ويؤكد على ضرورة اعتذار الدولة عن ماضي هذه الانتهاكات و التي اعترف بالمسؤولية عنها الملك الراحل الحسن الثاني في خطابه الشهير لسنة 1984 ، واعتذار الملك في هذا الصدد بصفته رئيسا للدولة ، و حزب الاستقلال باعتباره مسؤولا عن الفضاعات التي ارتكبتها ميليشياته سنوات 55-56-57 58-59 بالمنطقة و بتواطئ مكشوف لجماعة إيكس ليبان السياسية. + إصرار المؤتمر على مطلب التغيير الديموقراطي الشامل،و التصدي و المواجهة لأية محاولة لتجديد أو إعادة إنتاج أساليب الهيمنة والنفوذ لقوى جماعة إيكس ليبان و ورثتهم الجدد،و رفضه و تصديه كذلك لأية محاولة لتقطيع أوصال الريف الكبير ،و لأي دستور لا يستمد شرعياته من الشعب المغربي و جهاته التاريخية و حقوق هذه الجهات في السلطة و الاستفادة العادلة من ثرواتها . + يجدد المؤتمر موقفه الرافض للمشاركة في التمثيلية داخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي تأسس على قاعدة الفصل 19 من الدستور و يتنفس من داخل مقتضياته التي تقوم على قيم "الرعايا" بدلا من قيم المواطنة...و استعدادنا للتعاون حول القضايا الحقوقية مع مختلف الأطراف التي تحترم كونية و شمولية حقوق الإنسان. + يجدد المؤتمر مطلب إقرار أمازيغية المغرب و هوياته المتعددة ،وضرورة دسترة الآمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في إطار مبدأ المساواة ،ضمن دستور ديموقراطي شكلا ومضمونا،وعبر توفير وسائل التطوير والتنمية والنهوض بها إنسانا ومجالا، كما يجدد مطلبه بإطلاق سراح معتقلي نشطاء القضية الأمازيغية . + يؤكد المؤتمر على حقه المبدئي في إطار تصفية الاستعمار ،في استكمال تحرير الأجزاء المحتلة من تراب منطقتنا الشمالية/الريف الكبير و من ضمنها سبتة و مليلية و جميع الجزر المحتلة من طرف الدولة الإسبانية، و ذلك في إطار جهوية حقيقية تضمن لمنطقتنا الجغرافية الممتدة من حوض اللوكوس غربا إلى حوض ملوية شرقا و وادي ورغة جنوبا حقها في تقرير مصيرها في إطار الأطونومية. + يؤكد على أن إعادة الاعتبار للذاكرة الجمعية المشتركة لجهة الريف الكبير يستوجب إعادة كتابة التاريخ ، وتكثيف الأبحاث ألأركيولوجيا، وصيانة مختلف مآثر المنطقة و تراثها العريق، و إجراء تحقيقات حول جملة من جرائم الطمس و التخريب الممنهج أو الإهمال الذي طال العديد من الآثار على مستوى مناطق مختلفة من الريف الكبير ( كمدينة إمارة النكور بالحسيمة و مآثر القصر الكبير ...إلخ، و اتخاذ مختلف التدابير من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه و إعادة ترميمها ،و في هذا الصدد قرر المؤتمر رفع مذكرة /رسالة إلى منظمة اليونيسكو في شأن اعتبار مدينة الشاون جزء من التراث الإنساني العالمي، و من أجل تفعيل المغرب للإتفاقية الدولية التي صادق عليها في شأن حماية و صيانة المآثر التاريخية للشريط الساحلي لحوض البحر الأبيض المتوسط. + بقدر ما يؤكد المؤتمر على حقه في المطالبة باستعادة رفاة الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، بقدرما يؤكد كذلك على احترام رغبة الأمير عندما كان حيا و الذي ربط مسالة عودته بشروط استكمال التحرير لكل أجزاء وطنه، و إقامة نظام ديمقراطي قائم على العدل و المساواة و الكرامة الذي يشكل مدخله الأساسي تشكيل دستور ديمقراطي متعاقد عليه بين جميع أطياف الشعب المغربي. + إن المؤتمر و في شأن حفظ الذاكرة و التاريخ و الملفات الحقوقية للمنطقة المرتبطة بفترة الإحتلال الإستعماري (ملف الاستعمار الاسباني لشمال المغرب ،الغازات السامة ، المحاربون القدامى من شمال المغرب المقحمون في الحرب الأهلية الإسبانية بشكل قسري و منهم القاصرون و قبورهم المجهولة بإسبانيا،ملف الأرشيف الذي هربته فرنسا من المنطقة خلال نهاية عشرينيات القرن الماضي .....) هي قضايا غير قابلة للمساومة أو المقايضة و تستوجب الدراسة و البحث و المتابعة و تحمل المسؤوليات من أجل إنصاف ذوي الحقوق كانت فردية أم جماعية،دون إغفال ملف المورسكيين و حقوقهم التاريخية في إسبانيا و ملف المبعدين بشكل تعسفي من الجزائر سنة 75. + إن المؤتمر يؤكد على مطلبه وحقه القاضي بحفظ الذاكرة الجماعية لمرحلة سنوات الرصاص بالريف الكبير خصوصا و المغرب عموما و ذلك بحصر و ترميم كل المخافر السرية للاعتقال و التعذيب سواء تلك التي كانت تستعمل من طرف الأجهزة الرسمية أو الميليشيات الحزبية و نذكر منها دار بريشة و معتقل غفساي، مقر قيادة العمليات العسكرية بتطوان في حرب الإبادة الجماعية التي شنتها الدولة على أهالي الريف الأوسط سنة 58-59 ...إلخ + يندد المنتدى بالسطو الممنهج على أراضي الجموع لأهالي منطقة الريف الكبير لفائدة المضاربات العقارية الجشعة و بتواطؤ السلطات المحلية للدولة : السواني ،السعيدية ،مارتشيكا، ملف العقار ماركيز دي كوبا في الحسيمة،أراضي المرج بسيدي اليمني...إلخ. + يستنكر المؤتمر بشدة التدمير الممنهج للمجال البيئي البحري و البري الذي يهدد بشكل خطير مستقبل منطقة الشمال بصفة خاصة، و حوض البحر الأبيض المتوسط بصفة عامة، و يؤكد على ضرورة اتخاذ تدابير استعجالية لوقف هذا النزيف. انتخاب اعضاء المجلس الجهوي و ترسيخ الديموقراطية المحلية اعتمدت رئاسة المؤتمر و بتشاور مع باقي المؤتمرين إرسال الكرة إلى مؤتمري أقاليم الجهة للتشاور مع بعضهم البعض لتقديم مرشحيهم إلى المجلس الجهوي الجديد. وبعد مشاورات التي كانت بعضها عسيرة، توجت بانتخاب 60 عضوا في المجلس الوطني مثل فيها كل الأقاليم الحاضرة و روعي فيها إلى حد كبير مدة تأسيس الفروع، و حجم الانخراطات وعدد المؤتمرين، و حضور النساء و الشباب. نجاح المؤتمر نجاح لكل اعضاء المنتدى و متعاطفيه و للريف الكبير على مناضلي و مناضلات المنتدى أن يفتخروا بأنهم منذ نفي الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي و تدمير الثورة الريفية، تمكن ريفيو المنتدى لأول مرة في التاريخ الحديث توحيد صفوف أبناء القبائل و الأقاليم الريفية في مدينة الشاون التاريخية، بعدما كانت الأجيال السابقة تتبادل التهم بين الجبلي و العروبي و الامازيغي. نص الكلمة الختامية التي أجهشت دموع تدموري و المرابط و التي اذكت الاعتزاز بالانتماء للمنتدى و الريف الكبير من اجل هذه المحطة التاريخية، قضينا جميعا اوقاتا طويلة في التفكير و الاجتهاد. من اجل هذه اللحظة التاريخية ضحينا جميعا بوقتنا و دمائنا و أموالنا و أرواحنا. من اجل هذه اللحظة التاريخية ننجز محطة انعقاد المؤتمر/مؤتمرنا الأول لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب بنجاح، بالرغم من منع و حضر انعقاد مؤتمرنا الأول أيام 10/11 و 12 دجنبر الماضي. أنجزنا مهمتنا بنجاح كبير بصمودنا و نضجنا و إرادتنا الصلبة لتحقيق أهداف التي رسمها مناضلو و مناضلات المنتدى و كل المتعاطفين و المتعاطفات معنا منذ تاسيسه. من اجل هذه اللحظة التاريخية "هرمنا"، لكننا نؤكد جميعا استعدادنا لمواجهة مشروعة الجهوية المشبوهة الذي أعده المخزن و بأيادي "الاطفائي" عمر عزيمان، و مواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد الريف الكبير. باسم رئاسة المؤتمر نحييكم جميعا على صبركم و مسؤوليتكم و التزامكم و جهدكم الكبير من اجل إنجاح مؤتمرنا الأول، بما يخدم قضايا الريف/شمال المغرب و مستقبل المغرب و المغاربة جميعا. مغرب الديمقراطية و حقوق الإنسان. مغرب يحترم الحريات الفردية و الجماعية ويضمن المساواة بين الجنسين، و يحمي الطفولة و البيئة و ينمي الامازيغية و يرسمها كلغة و طنية و رسمية. باسمكم جميعا نحيي مجددا الرفاق في مدينة الشاون المجاهدة و اللجنة التنظيمية التي سهرت على انجاز هذه المحطة التاريخية. نحيي ضيوفنا الكرام و الصحافة التي واكبت هذا الحدث العظيم. نشكر عمال و إدارة الفندق الذي احتضن أشغال هذا اللقاء. باسمكم جميعا نهدي هذا النصر لشهداء الشعب المغربي جميعا و معتقليه و مجاهديه الأحياء منهم و الموتى و من بينهم الرئيس الشرفي لمؤتمرنا الرفيق و الأخ و العم و الأب الأستاذ احمد المرابط. تحياتنا لكم جميعا و السلام عليكم. كلمة حول بعض الردود في بعض المواقع الالكترونية إذا كانت هذه الردود لا تستحق الرد لان أصحابها مجهولي الهوية، لكن لابد من توضيح بعض الأمور لزوار هذه المواقع. فبالرغم من المواقف الواضحة التي عبر عنها المنتدى ابتداء من مقاطعته للجنة المانوني مرورا بالنقاش الذي دار في الورشات و صولا إلى البيان الختامي للمؤتمر، إلا أن هذه الردود لا يمكن فهمها إلا إذا كانت جزءا من استمرار التضييق و التشويش المتعمد الذي مورس على المنتدى قبيل انعقاد المؤتمر. ففي نضرنا يمكن تقسيم هذه الانتقادات إلى ثلاثة أصناف. الصنف الأول: قد تكون تلك الانتقادات صادرة فعلا عن غيورين حريصين على استقلالية المنتدى و يطالبوننا بعدم الانزلاق و ضرورة تحصين هذه التجربة. فإذا كان الأمر كذلك فعلى أعضاء المنتدى إلا الإنصات إلى هؤلاء المواطنين و المناضلين الغيورين على المنتدى و مصلحة الريف و الوطن. الصنف الثاني: قد تكون صادرة عن بعض العاجزين أو الذين لازالوا يقتاتون من الماضي و لا شغل لهم اليوم إلا تفجير مكبوتاتهم وعجزهم في المقاهي و الحواسيب. الصنف الثالث: هم أولئك الذين لا يقرؤون التاريخ إلا بعين واحدة، أو من أنصار الحزب الواحد، و الذين لا يعترفون بأي احد. ففي نظرهم إما أن تكون من حزب النهج الديموقراطي أو في الأصالة و المعاصرة، فلا مكان لموقع بينهما، كان المغربيات لا يلدن أناسا أحرارا من حقهم أن يفكروا كيفما شاءوا، و يختاروا ما شاؤوا، و يبنون تجربتهم بكل حرية و استقلالية و بدون وصاية من احد و لو كان من أقدس المقدسين. هؤلاء للأسف يعتقدون بأنه لا يوجد في العالم إلا لونين لا ثالث لهما، فإما آن تكون معهم أو آن تكون في الطرف النقيض. فنقل لهؤلاء ولكل من يريد التأكيد، بان المنتدى إطارا حقوقيا مستقلا و يعلن استقلاليته عن كل الأحزاب بما فيها الأصالة و المعاصرة و ذلك بالنسبة لنا خط احمر. و نقول أيضا فإذا كان المخزن و سلطات الشاون اتهمتنا بالانفصال و الخيانة و أعداء الوطن، فان الأسرار على اتهام المنتدى بالانتماء لحزب البام أو خدمة اجندة هذا الحزب لا تقل قساوة عن التهم الأخرى، بل لها نفس المعنى و يتلاقى أصحابها للأسف مع المخزن لكي لا نقول آن تلك الردود من صنعه. لحسن الحظ أن جميع المؤتمرين و المؤتمرات و الملاحظين و الصحفيين خرجوا من المؤتمر محصنين ضد هذه التهم الرخيصة، بحيث شاهدوا بأعينهم و تابعو بأنفسهم أجواء الجدية و المنافسة و الوضوح التي سادت أشغال المؤتمر، و التي كانت كافية لهم و لكافة المناضلين، بان المنتدى له وجهة نظر أخرى، و مقاربة جديدة حول الريف خاصة و المغرب عامة، وسيدافعون عنها إلى آخر رمق، بالرغم من الإرهاب الفكري الذي يمارسه البعض مصحوبا بحملات مسعورة و تشويهات و تسويفات و تهديدات...الخ. عن استقلالية المنتدى ذهبت بعض الردود إلى اتهامنا بخدمة أجندة البام بالريف. لهؤلاء نقول بان استقلالية المنتدى خط احمر. و نطمئن ما يحتاج إلى ذلك بان كل من يريد مس استقلالية المنتدى من أي جهة كانت ستقطع يده. لكن لابد من التأكيد بأننا كأبناء لهذا الريف الكبير لا نريد أن نصنع خصومات أو نخلق عداوات بالمجان مع أي كان، إلا مع من يريد أن يحارب حقنا في الوجود، و حقنا في التعبير و التنظيم و التفكير المستقل. لذلك نعلن بأننا سنحترم من يحترمنا، و نعادي من يعادينا و سنحارب كل من يحاربنا بكل إمكانياتنا المتواضعة، تماما كما فعلنا إبان منع انعقاد مؤتمرنا الأول في دجنبر الماضي. فنحن كحركة حقوقية، فتية و لازالت في مرحلة البناء لسنا مستعدين لإنهاك أنفسنا في الحروب الصغيرة و الصراعات الهامشية، فدورنا اليوم انتقاد الأوضاع و رصد الخروقات الاقتصادية و السياسية اليومية التي يتعرض لها الريف الكبير و أبنائه، و فضح بدون تردد أو كلل كل خروقات حقوق الإنسان، و المساهمة في تقديم الإجابات الممكنة للوضع المتردي في جهة الريف الكبير، و العمل على إعادة الأمل لأبنائه داخل الوطن وخارجه في النضال الوحدوي، بعيدا عن السياسات المدمرة التي انتهجت و ينتهجها البعض اليوم سواء بحسن أو بسوء نية.