لم يكد يمر يوم واحد على الإعلان عن النتائج الأولية الرسمية للانتخابات التشريعية بالمغرب، حتى نظمت مجموعة من النساء ينتمين إلى حركة على فيسبوك تدعى "العيالات جايات" أي "النساء قادمات"، تظاهرة أمام ساحة البريد في قلب العاصمة الرباط، طالبن فيها بتعزيز حرية المرأة في البلاد، وعدم التراجع في مجال المكتسبات الحقوقية والاجتماعية التي تحقق للنساء بفضل نضالات المنظمات ذات الصلة. ورفعت متظاهرات من حركة "النساء قادمات"، خلال المظاهرة التي شارك فيها رجال مناصرون للحركة، شعارات تطالب الحكومة الجديدة التي سيقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي بعدم تهميش المرأة أو اضطهادها، أو سن قوانين تحد من حريتها التي اكتسبتها في السنوات القليلة الأخيرة. وجدير بالذكر أن قيادات حزب العدالة والتنمية، الذي حصل على تقدم كاسح في الانتخابات البرلمانية ليوم الجمعة المنصرم، أكدت غير ما مرة أنه بتسلمه للسلطة في البلاد لن يمس حقوق المغربيات بشيء، ولن يتدخل في قضايا خلافية أو تثير الجدل، من قبيل حظر الخمور أو فرض الحجاب على النساء. النساء قادماتواجتمعت في الرباط، أمس السبت ليلا، العشرات من النساء اللائي ينتمين إلى حركة افتراضية جديدة تسمى "العيالات جايات"، والتي أنشأتها ناشطات مغربيات على موقع فيسبوك منذ بضعة أسابيع، رافعات شعارات تطالب بدعم حقوق المرأة في البلاد، وأن لا يتم النكوص إلى الوراء تحت أية ذريعة كانت، أو بداعي سن أي قانون مهما كان،. وتقدمت التظاهرة مجموعة من النساء، من حركة "النساء قادمات" ذات التوجه اليساري، بشعار بارز يقول "لا تحرر للمرأة بدون تحرر المجتمع، ولا تحرر للمجتمع بدون تحرر المرأة"، مطالبات الحكومة الجديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية بمزيد من الحريات العامة والخاصة لفائدة المرأة في المغرب. وأعربت سناء الشاوي، إحدى المتظاهرات الحاضرات في وقفة حركة "العيالات جايات"، في تصريح ل "العربية.نت"، عن خشيتها من أن يدوس الحزب الإسلامي الفائز في الانتخابات التشريعية على بعض المكتسبات والإنجازات التي حققتها المرأة المغربية، ليس منة أو هبة من الدولة، بل عبر تراكمات متوالية من النضالات، وبعد جهد جهيد من المتابعات والمطالبات والمظاهرات، وغيرها من أشكال النضال النسائي لإحقاق مكانة لائقة بالمرأة ككيان إنساني متميز، له احترامه وتقديره ومكانته داخل المجتمع. وزادت الناشطة أن الوقفة التي قامت بها حركة "العيالات جايات" على الانترنت، ليست سوى أداة عملية تجسدت على أرض الواقع، لإثارة الانتباه إلى أن حقوق النساء في البلاد، لا يمكنها أن تهادن أحدا، أو تتباطأ أو تماطل، لأنها مسار اختارته المغربيات، ولا يمكن الرجعة فيه. وتمنت ناشطة تدعى السعدية الفاضلي، على صفحة الحركة على فيسبوك، أن لا يحاول حزب العدالة والتنمية الزحف على مكاسب النساء المغربيات، إيهاما منه للناس بإحداث تغيير ما على الواجهة المدنية لإخفاء عجزه عن تحقيق أي تغيير سياسي، مردفة أن فعل الحزب ذلك ستتكسر مساعيه على صخرة النساء المغربيات المناضلات، وستكون ثورة نسائية"، على حد تعبير الناشطة. ومن جهته، ما فتئ حزب العدالة والتنمية يرد، خاصة منذ فوزه يوم الجمعة الماضي بالانتخابات البرلمانية، على كل التخوفات التي تثيرها بعض الجهات، بخصوص قضايا الحقوق الفردية، لا سيما بالنسبة لحقوق المرأة، بأنه إذا مس بها، أو حاول مثلا فرض الحجاب على المغربيات، سيكون قد أوجد لنفسه السبب الرئيسي في فشله فشلا ذريعا في مهامه.