«أشرف السكاكي»، قصة طفل وديع لكنه مشاغب حولته عدالة بلجيكا إلى مجرم مصنف في خانة «الخطر» بعد أن وضعته مع مجرمين كبار بدل وضعه في إصلاحية الأحداث وعمره لم يكن يتجاوز ال13 سنة، كان ضمن الفارّين الثلاثة من قلب سجن بروج في بلجيكا عبر طائرة مروحية بطريقة هوليودية، وتم اعتقاله مباشرة بعد دخوله إلى التراب الوطني بوثائق مزورة رفقة شريكه محمد الجوهري، لتبدأ محاكمته بوجدة، ثم ينجح مرة أخرى في عملية فرار جهنمية من إصلاحية وجدة بطريقة ذكية وتحضير جسماني قاس، قبل أن يتم اعتقاله ساعات بعد فراره بالناظور بمنزل صديقته التي عشقته كما عشقته العديد من الفتيات بعد أن تحول إلى بطل خرافي لا يضاهيه إلا «أرسين لوبينArsène Lupin» أو»بابيون Papillon»... عرف الطفل أشرف النور وسط أسرة متواضعة سنة 1983 بمدينة «مالينس» البلجيكية الناطقة بالهولندية بالجهة الفلامانية، والواقعة بمقاطعة «أنفيرس» في شمال بلجيكا. كان الطفل ذكيا حيويا ونشيطا ومحبا للدعابة والضحك، كما كان يعمل كلّ ما في طاقته لإظهار قدراته وكفاءاته التي يتميز بها عن أصدقائه، ولو كانت تدخل في الجرأة الزائدة، بل التهور في غياب توجيه ومراقبة تربوية خاصة بعد ولوجه مرحلة المراهقة الصعبة. لم يحالفه الحظ في إكمال دراسته الابتدائية وبدأ يتعاطى بعض السرقات «الصغيرة» و»البسيطة »بهدف تسلية زملائه، الأمر الذي جعله يقع في قبضة الشرطة البلجيكية، وهو ابن الثالثة عشرة، وسلمته للعدالة التي وضعته بين يدي أخصائيين في الطب النفسي والذين وضعوه داخل إصلاحية «مول» على بعد حوالي 20 كلم من الحدود الهولندية حيث كانت تنشط شبكة البيدوفيليا المشهورة «زاندفورت» وتشغل الأطفال في أفلام بورنوغرافية، دون اتخاذ تدابير لإنقاذه بعد دراسة وضعيته الاجتماعية والنفسية والاهتمام بمستقبل طفل في حاجة إلى رعاية تروبوية- نفسية ومساعدته على تجاوز عثرات تعترض أي طفل وأي مراهق، وحمايته من السقوط في أحضان الإجرام... سرقات الطفل تمكن أشرف المراهق من الفرار سنتين بعد ولوجه الإصلاحية والعودة إلى مسقط رأسه، ليعتقل من جديد سنة 1999 وسنّه لم تكن تتجاوز 16 سنة، ويوضع في السجن دون تحديد المدة ولا ذكر الأسباب. كانت معاناة أشرف تزداد وحالته النفسية تستفحل خاصة أنه لم يجد من يتفهم وضعيته ولا من يصلحه، بل وجد في البوليس القساوة وفي القضاء اللامبالاة وفي حراس السجن أشخاصا خشنين انتقاميين وعدائيين، ساهموا في إذكاء نار الحقد في قلبه الصغير بعد أن اتهموه بالعثور داخل زنزانته على كمية من مخدر «الهيروين»، وأحيل أشرف، مرة أخرى، على العدالة البلجيكية سنة 2002 وهو لم يكمل بعد 19 سنة وهي العدالة التي أدانته وحكمت عليه بالسجن المؤبد. في سنة 9 شتنبر 2003، كان «السكاكي، القائد»، كما أصبح يلقب من طرف الجميع، قد أمضى حوالي 5 سنوات بالسجن، أي ما يعادل 15 سنة سجنا حسب القانون البلجيكي بعد تقليص مدة العقوبة إلى الثلث في إطار الإفراج المشروط نتيجة سلوك حسن. لكن يومها، نفذ عملية فرار من سجن «تورنوت» صحبة سجين آخر بعد تكسير قضبان نافذة قاعة الرياضة. معاناة ب«غوانتانامو البلجيكي» في سنة 2009، رغم تبرئته من طرف محكمة «كانْدْ» من تهمة محاولة الفرار من سجن «تِرموندْ» بشمال بلجيكا، بعد تحضير وتخطيط عملية فرار فاشلة لفائدة صديقه السجين «جواد زريوح» من داخل المحكمة باستعمال قنبلة يدوية وزرع الرعب من طرف أحد أصدقائه من خارج المحكمة، ليقوم السجين المحرر بجمع المال لتمكينه من الفرار بدوره، رغم التبرئة ظلّ رهن الاعتقال بالسجن بتهمة السطو على البنوك باستعمال السلاح والسرقة والاختطاف. كان أشرف «مغربي مالينس» قد قضى 11 سنة في السجن، 8 سنين منها من أجل السرقة والسطو على وكالات بنكية حددت في 16 عملية، في الوقت الذي قضى شريكه الذي واكب العمليات 3 سنوات و4 أشهر... كما كانت طلبات الإفراج عنه لحسن السلوك والسيرة تقابل بالرفض كما لو كان محكوما عليه بالسجن المؤبد منذ ولادته. لم يكن أشرف ليتقبل ظلم العدالة البلجيكية في حقّه، وظروف اعتقاله في سجن بروج بشمال بلجيكا، والإجراءات الصارمة التي يخضع لها، مما جعله يستنكرها ويصف السجن في تصريحاته ب»غوانتانامو البلجيكي». فرار «القائد» من السجن اهتزت الأوساط الإعلامية لخبر فرار أشرف السكاكي من السجن المحلي بوجدة، مساء يوم الاثنين 22 نونبر المنصرم، وتناقلت مختلف المنابر و الوكالات الإخبارية الوطنية والدولية الخبر الذي اعتبر مثيرا نظرا لخطورة السجين الفار، وللطريقة التي تم بها تنفيذ هذا الفرار، واستندت مختلف وكالات الأنباء على قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء، التي أشارت إلى أن الشرطة المغربية استطاعت أن تلقي القبض على سجين بوجدة رفقة مساعديه بعد بضع ساعات من فراره. كما اهتمت الأوساط البلجيكية بخبر فرار «السكاكي، القائد» بحكم معرفتها به، حيث أنجبته إحدى مدنها، ورمت به في الإصلاحية وهو طفل، وفي السجن وهو مراهق، ومرغت كرامته وهو شاب يافع، فكان يخطط لعمليات فراره من السجون كما كان يخطط لعمليات السطو على عدد من الوكالات البنكية بعد فراره، لكن لم يسجل عليه قطّ، قتل شخص أو جرحه، ولقب ب»رعب الكوميساريات» أو «المجرم الخطر» و»السكاكي، القائد». يعدّ السكاكي، واحدا من أخطر سارقي البنوك بأوروبا، إذ سبق أن نفذ رفقة محمد الجوهري المزداد سنة 1985، وعبد الحق ملول المزداد سنة 1967، أربع عمليات سرقة لبنوك بلجيكية، هذا قبل أن يثبت مهارته في التخفي والهروب من السجون، مثل «أرسين لوبين» أو «بابيون» بطرق مثيرة ومقلقة للأمنيين الذين أسندت إليهم مهام مطاردته بأوروبا والمغرب. فرّ السجناء الثلاثة «أشرف السكاكي و»محمد الجوهري» و» عبد الحق ملول الخياري» في عملية مثيرة للغاية مدروسة ومخطط لها بذكاء شبيه بالأفلام الهوليودية، يوم الخميس 23 يوليوز 2009، وذلك عبر طائرة مروحية حطّت في باحة سجن مدينة بروج البلجيكية بشمال بلجيكا، بعد أن سيطر متواطئون عليها وأجبروا الطيار على الهبوط في باحة السجن الداخلية وصعد السجناء الثلاثة للطائرة وفروا إلى خارج السجن. وسيطر على الهليكوبتر شاب صغير السن يدعى الحسين الحدوشي، وهو بلجيكي من أصول مغربية، وشاركت معه فتاة بلجيكية وهي صديقة الجوهري، حيث استأجرا الطائرة على أساس القيام بجولة سياحية لكن سرعان ما هددا الطيار وأجبراه على الهبوط في باحة السجن ليقل السجناء الثلاثة تحت تهديده بالسلاح. ومباشرة بعد ذلك بعد الخروج من دائرة السجن، اختطف السجناء الثلاثة بعد ذلك سيارة مرسيدس انتقلوا بها إلى هولندا، بعدما قرر البوليس البلجيكي تصنيف السجناء الفارين في خانة المجرمين الخطيرين متخصصين في السطو على البنوك، وبعد أن سبق للقضاء البلجيكي أن أصدر أحكاما سجنية في حقهم تتراوح مددها مابين 7 سنوات و30 سنة من أجل تهمة السرقة باستعمال العنف بالسلاح. كانت توجد ضمن المتورطين في التخطيط لعملية هروب السجناء الثلاثة، شابة بلجيكية تدعى « ليسلي ديكرس» تبلغ من العمر 24 سنة صديقة محمد الجوهري، والتي قامت باستئجار المروحية رفقة الحسين الحدوشي بدعوى رغبتهما في القيام بجولة سياحية قبل السيطرة عليها واستعمالها في تنفيذ العملية الهوليودية. وتمكن الأمن البلجيكي من اعتقال المدعو عبد الحق ملول الخياري بمنزل شقيقه ببلجيكا بتاريخ 2 غشت 2010، فيما تمكن الآخران من عبور بلدان أوروبا والدخول إلى التراب المغربي. دخول المغرب بوثائق مزورة تمكن الأمن المغربي من اعتقال الفارين الاثنين اللذين دخلا المغرب عن طريق ميناء الناظور بجوازين مزورين، ثم توجها إلى مدينة بركان على بعد 80 كلم من مدينة الناظور و60 كلم من مدينة وجدة، حيث أقاما هناك في فندق مدة 24 ساعة، مع العلم أن السكاكي «ولج التراب المغربي قادما من إسبانيا على متن سيارة وباستعمال جواز سفر مزور تحت اسم آلان بلازير». وألقي القبض على محمد الجوهري في حين فرّ السكاكي إلى منطقة جبال العروي الوعرة في اتجاه الحسمية في سيارة خاصة، غير أنه أصيب بعد أن اصطدمت سيارته بسيارة أخرى أثناء مطاردة عناصر الشرطة له، ويعتقد أن إصابته هي التي أدت إلى اعتقاله بعد مطاردة وعمليات تمشيط قامت بها مختلف مصالح الأمن بالجهة الشرقية. واعتقلت عناصر الأمن بمدينة الحسيمة، أشرف السكاكي، يوم الأحد 9 غشت 2009، حين كان على متن سيّارة أجرة مُتوجّها منها نحو مدينة تطوان، بعد أن تم تحديد مكان تواجده بمدينة الحسيمة، قبل إلقاء القبض عليه بعد مطاردة وعمليات تمشيط قامت بها مختلف عناصر الأمن، كما تم أيضا إيقاف شخص يُدعى رشيد العيساتي كان يؤويه، إضافة إلى أربعة أشخاص آخرين كانوا قد ساعدوه على الإفلات من مطاردة الشرطة المغربية. وضع السكاكي والجوهري بإصلاحية وجدة وما زالا نزيلين بها ينتظران محاكمتهما، مع الإشارة كذلك إلى أن هذا الأخير يعد أحد المطلوبين الدوليين الثلاثة من طرف الشرطة القضائية الدولية «الإنتربول»، بناء على مذكرة بحث صادرة من سلطات بروكسيل. وتتمثل الأفعال الإجرامية، التي اعتقل على إثرها الجوهري ببلجيكا، في إقدامه، رفقة مجموعة من الأشخاص، في سنة 2005، على السطو على مؤسستين بنكيتين، الأولى بضواحي العاصمة بروكسيل، والثانية بمدينة هوغستراتين، حيث تمكنوا من الاستيلاء على مبالغ مالية مهمة، قبل أن يتم إيقافهم جميعا من طرف مصالح الأمن، باستثناء الجوهري، الذي تمكن من الفرار لبعض الوقت، قبل أن يلقى عليه القبض هو الآخر، ويدان ب 11 سنة وتسعة أشهر سجنا نافذا. وكان محمد يعتزم زيارة عائلته في المغرب، وركب القطار نفسه الذي شوهد على متنه عبد الحق ملول الخياري، قبل أن توقفه السلطات الأمنية البلجيكية. محاولة فرار من الجلسة كان «أشرف» الشاب الوسيم والوديع مهووسا بالفرار من السجن وكان يعتبر المؤسسة السجنية بوجدة مفتوحة على مصراعيها، ولكن كانت العيون تراقب حركات النزلاء، بل كان البعض يراقب البعض الآخر، وكان لا بدّ من مساعدين من داخل السجن وخارجه لضمان نجاح أي عملية دون إثارة أي انتباه. خطط «السكاكي، القائد»، انطلاقا من فكرة جهنمية وذكية تمت ترجمتها إلى خطة محكمة ومسطرة، لتنفيذ عملية الفرار رفقة صديقته التي حلت بالمغرب منذ ما يناهز الثلاثة أشهر خصيصا لتنفيذ هذه المهمة الصعبة، والتي تتطلب إحكاما خاصا، وقد تمكنت هذه الأخيرة من زيارة السكاكي بصفة منتظمة منذ دخولها التراب المغربي، بعدما تمكنت من الحصول على بطاقة مزورة تثبت هويتها كأنها قريبته تقيم بالناظور. أوضح أشرف خلال البحث والتحقيق معه أن صديقته البلجيكية من أصول مغربية، كانت تُمِده خلال كل زيارة بأقراص خاصة تساعده على نقص الوزن بحوالي 10 كيلوغرامات خلال كل أسبوع بهدف الوصول إلى مستوى كبير من النحافة حتى تَسَعَ الحقيبة جسده دون كبير عناء، وتساعده بشكل وافر على تنفيذ المخطط الفراري بالدقة والنجاح المطلوبين في مثل هذه الحالات، كما كان يتابع حمية قاسية وصارمة جدّا إضافة إلى تمارين رياضية قاسية ومنتظمة. تمكن «القائد» من التسلل مثل حيّة إلى الحقيبة المجرورة التي أدخلتها معها صديقته وَسِعت جسده، وقامت هذه الأخيرة بإخراجها بمساعدة أحد النزلاء الذي كان على علم بها في إطار اتفاقية بينهما، حوالي الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الإثنين 22 نونبر الجاري من السجن المحلي في وجدة. ومباشرة بعد خروجهم من السجن، استقل السكاكي صحبة صديقته وشقيقه سيارة أجرة من وجدة إلى مدينة الناظور بهدف مغادرة التراب الوطني عبر البحر أو الجوّ، وفي جماعة بني شيكر، بمنطقة تشارانة الواقعة تحت نفوذ إقليمالناظور حيث تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالناظور من إيقافهم، واعتقالهم ونقلهم إلى مدينة وجدة صباح يوم الثلاثاء 23 نونبر المنصرم بمنزل أحد أقارب الفتاة حيث قضوا الليلة. وباشرت عناصر الشرطة القضائية تحت إشراف المسؤولين الأمنيين بولاية أمن وجدة بحثا وتحقيقا مع الأطراف المباشرة وغير المباشرة بمحيط السجين الفار، من عمال وحراس ونزلاء الإصلاحية. كما حلّت لجنة مركزية من إدارة السجون بإصلاحية وجدة للتحقيق في ملابسات عملية الفرار واحتمال وجود متورطين من داخل السجن أو من خارجه. اعتقال الفار مباشرة بعد نهاية فترة الزيارات قامت إدارة السجن بأول إجراء وهو التحقق ومن لائحة الحضور بالمناداة على النزلاء، لتكتشف هول الصدمة التي تمثلت في اختفاء أشرف السكاكي، ثم استنفرت حراسها قبل أن تتأكد من نجاح تنفيذ عملية الفرار وتخبر بها مصالح الأمن الولائي التي استنفرت عناصرها التابعة لمصالح الشرطة القضائية بوجدة، في حدود الساعة الخامسة بعد زوال يوم الاثنين 22 نونبر 2010. تمكنت عناصر الشرطة القضائية بوجدة، في ظرف وجيز من إجراء تحرياتها وأبحاثها فور هروب أشرف السكاكي من السجن المحلي بوجدة، وبانتقالها إلى عين المكان وإجراء تحقيقاتها في الموضوع، التي أفضت إلى تحديد ملامح وعنوان سكنى قريب صديقة السكاكي، وكذا عن طريق ربط الاتصال بجميع القوات العمومية، وبعث إخبارية مرفقة بصورة المعني بالأمر لمختلف المصالح الأمنية بما فيها الحواجز الأمنية ونقط العبور. تمكنت المصالح الأمنية بفضل التنسيق المحكم من إلقاء القبض بداية على شقيقه بمعبر بني انصار الحدودي، وهو يحاول مغادرة التراب الوطني، حيث تبين بعد البحث معه أنه قضى ليلة بفندق مصنف بوجدة قبيل فرار أخيه، وكان ذلك بغية إيجاد طريقة تمكنه من تهريب شقيقه، ومن تم انطلق البحث والتحري الذي انتهى بتطويق المنطقة التي كان يوجد بها أشرف بجماعة بني شيكر بالناظور، ليتم الاهتداء أخيرا إلى المنزل الذي قضى به أشرف السكاكي ليلته الأخيرة حرّا طليقا رفقة صديقته، حيث تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالناظور من إيقافهم، واعتقالهم ونقلهم إلى مدينة وجدة، صباح يوم الثلاثاء 23 نونبر 2010 بمنزل أحد أقارب الفتاة. تحقيقات وتوقيفات حلّ وفد يضم عناصر من الشرطة القضائية البلجيكية بمطار وجدة أنجاد أواخر شهر أكتوبر 2009، وذلك لتعميق البحث حول ظروف وملابسات فرار السجناء البلجيكيين الثلاثة من أصول مغربية، من سجن مدينة بروج ببلجيكا والذين تم اعتقال اثنين منهم بالجهة الشرقية. وسبق للعدالة البلجيكية أن طالبت المغرب بتسليمها المعتقلين لكن المغرب لا يسلم مواطنيه بحكم أنهما مغربيان يحملان الجنسية البلجيكية، لتتم محاكمتهما من طرف العدالة المغربية. وسبق أن أحالت عناصر الضابطة القضائية المعتقل/الفارّ على العدالة بعد أن أخضعته لبحث وتحقيق معمقين، يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2009، كما واصلت التحقيق مع المعتقل الثاني محمد الجوهري المتورط معه في ذات القضية قبل إحالتهما على العدالة باستنئافية وجدة. كان من المفروض أن تنطلق جلسة محاكمة أشرف السكاكي صباح يوم الأربعاء 24 نونبر 2010 يومين بعد فراره من السجن، لكن تم تأجيلها إلى جلسة لاحقة بعد مباشرة النيابة العامة تحقيقا آخر في عملية فرار أخرى لكن هذه المرة من سجن وجدة. كما حلّت قناة تلفزية بلجيكية في نفس اليوم لتغطية حدث المحاكمة، لكنها قامت بتغطية عملية الفرار، مع العلم أنها منعت من التصوير في الموضوع... مباشرة بعد عملية الفرار حلّت بإصلاحية وجدة لجنة من مديرية السجون للتحقيق في ملابسات وظروف الحادث، كما أصدرت المديرية قرارها بإعفاء مدير الإصلاحية المشرف على التقاعد. كما تفيد بعض المصادر أنه من الأرجح أن تتخذ إجراءات تأديبية في حق الموظفين المكلفين بالحراسة، ممن ستثبت في حقهم تهم التقصير أو الإخلال بالواجب المهني، وذلك على خلفية نجاح عملية فرار المعتقل أشرف السكاكي بإصلاحية وجدة، والتي قامت بها صديقته رفقة شقيقه البلجيكيين من أصول مغربية بمساعدة أحد النزلاء، مساء يوم الإثنين 22 نونبر الجاري من السجن المحلي في وجدة، قبل أن يتم اعتقال الجميع صباح يوم الثلاثاء الموالي بجماعة بني شيكر بالناظور. وبعد البحث والتحقيق المعمقين تبين تورط أربعة أشخاص في العملية، ويتعلق الأمر بالفارّ أشرف السكاكي وصديقته البلجيكية ذات الأصول المغربية وشقيقه والنزيل المتورط الرابع، وأحيلوا جميعهم على العدالة، بعد استكمال البحث والتحقيق معهم، من أجل الفرار من السجن والمساعدة، والتزوير واستعماله... غموض كبير يلف الواقعة أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن في محاولة لفهم مجريات عملية فرار السكاكي بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غريبة اللهم إذا كان هناك تواطؤ داخلي أوخارجي، إذ كيف يعقل أن يتمكن نزيل سجن مصنف في خانة «الخطر» ويعد من أخطر المجرمين ببلجيكا، بعد أن نجح في الفرار من سجن بروج شمال بلجيكا عبر طائرة مروحية، ويتمكن ثانية من الفرار داخل حقيبة مجرورة، على مرأى من حراس السجن في الوقت الذي يقوم هؤلاء بعمليات تفتيش وجبات الأكل وتجزيء أرغفة الخبز والدجاج وبقر أكياس الميكا... ؟ كيف تمكن من الانسياب بجسده داخل حقيبة أثناء وقت الزيارة كما لو كان أفعى أو لعبة من اللعب في الوقت الذي توجد أبواب وحواجز مراقبة، وليس كما قد يتبادر للذهن أن الفار استغل الاكتظاظ الذي كانت تعرفه باحة الزيارة وبوابة المعقل ليختبئ داخل الحقيبة المجرورة...؟ كيف تم إدخال حقيبة مجرورة فارغة أو مملوءة بأي شيء ثم يتم إخراجها منتفخة ومحملة ب»بضاعة»، نجحت صديقته رفقة شقيقه من إدخالها إلى المكان المخصص للزيارة بالسجن المحلي بوجدة، بالرغم من منع القوانين المنظمة لإدارة السجون لذلك، كما نجحت في إخراجها بعد استغفال حراس السجن دون إثارة أية شكوك، ليلة مثوله أمام هيئة محكمة الاستئناف بوجدة...؟