استنفرت مصالح الأمن الولائي عناصرها التابعة للشرطة القضائية بوجدة بعد أن تمكن، مرة أخرى، البلجيكي أشرف السكاكي ذو الأصول المغربية، نزيل إصلاحية وجدة، من الفرار في حدود الساعة الرابعة بعد زوال يوم الاثنين 22 نونبر 2010 من سجن وجدة. ويعد الفارّ أحد المجرمين المصنفين في خانة «الخطر» من طرف الشرطة القضائية البلجيكية، إلى جانب السجناء البلجيكيين الثلاثة من أصول مغربية، الذين نجحوا في الفرار من سجن مدينة بروج ببلجيكا خلال شهر يوليوز 2009، بطريقة هوليودية. ويتعلق الأمر بكلّ من أشرف السكاكي ورفيقه محمد جوهري المعتقلين بالمغرب، في الوقت الذي تمكن الأمن البلجيكي من اعتقال المدعو عبد الحق ملول الخياري بمنزل شقيقه ببلجيكا بتاريخ 2 غشت 2009. وتمكن أشرف السكاكي، البالغ من العمر حوالي ستة وعشرين سنة، من تنفيذ عملية الفرار بنجاح بعد أن تمكنت صديقته البلجيكية من أصول مغربية، التي تعودت أن تزوره في إطار خطة محكمة ومسطرة، من إخراجه من السجن بمساعدة شقيق له، بعد وضعه داخل حقيبة مجرورة أدخلتها معها وَسِعت جسده النحيل بعد خضوعه لِحِمْية تمثلت في إضراب عن الطعام سبق للفارّ أن نفذه. ومباشرة بعد خروجهم من السجن، استقل السكاكي صحبة صديقته وشقيقه سيارة من وجدة إلى مدينة الناظور بهدف مغادرة التراب الوطني عبر البحر أو الجوّ، إلى حدود جماعة بني شيكر، بمنطقة تشارانة الواقعة تحت نفوذ إقليمالناظور، حيث تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالناظور من إيقافهم واعتقالهم ونقلهم إلى مدينة وجدة صباح يوم الثلاثاء 23 نونبر 2010. وباشرت عناصر الشرطة القضائية تحت إشراف المسؤولين الأمنيين بولاية أمن وجدة بحثا وتحقيقا مع الأطراف المباشرة وغير المباشرة بمحيط السجين الفار، من عمال وحراس ونزلاء الإصلاحية. كما حلّت لجنة مركزية من إدارة السجون بإصلاحية وجدة للتحقيق في ملابسات عملية الفرار واحتمال وجود متورطين من داخل السجن أو من خارجه. وتعود وقائع اعتقال الظنينين محمد الجوهري وأشرف السكاكي إلى شهر غشت 2009، بعد أن تمكنا من الفرار خلال شهر يوليوز 2009 من سجن بروج البلجيكي شمال بلجيكا، رفقة سجين ثالث يدعى عبد الحق ملول الخياري في عملية هوليودية ومثيرة عبر طائرة هيليكوبتر بعد أن سيطر متواطئون عليها وأجبروا الطيار، تحت التهديد بسلاح ناري، على الهبوط في باحة السجن الداخلية فصعد السجناء الثلاثة إلى المروحية وفروا إلى خارج السجن، يوم الخميس 23 يوليوز 2009. ومباشرة بعد الخروج من دائرة السجن، اختطف السجناء الثلاثة بعد ذلك سيارة مرسيدس انتقلوا بها إلى هولندا. ويصنف السجناء الفارون في خانة المجرمين الخطرين المتخصصين في السطو على البنوك، إذ سبق للقضاء البلجيكي أن أصدر أحكاما سجنية في حقهم تتراوح مددها مابين 7 سنوات و30 سنة بتهمة السرقة باستعمال العنف بالسلاح. وتوجد ضمن المتورطين في التخطيط لعملية هروب السجناء الثلاثة، شابة بلجيكية تدعى ليسلي ديكرس، تبلغ من العمر 24 سنة، وهي صديقة محمد الجوهري. وقد قامت هذه الأخيرة باستئجار مروحية رفقة شخص ثان بدعوى رغبتهما في القيام بجولة سياحية. وتمكن الأمن البلجيكي من اعتقال المدعو عبد الحق ملول الخياري بمنزل شقيقه ببلجيكا بتاريخ 2 غشت 2010، فيما تمكن الأمن المغربي من اعتقال الفارين الاثنين اللذين دخلا المغرب عن طريق ميناء الناضور بشمال شرق المغرب بجوازين مزورين، بعد مطاردة وعمليات تمشيط قامت بها مختلف مصالح الأمن بالجهة الشرقية. ومن جهة أخرى، حلّ وفد يضم عناصر من الشرطة القضائية البلجيكية بمطار وجدة أنجاد أواخر شهر أكتوبر 2009، لتعميق البحث حول ظروف وملابسات فرار السجناء البلجيكيين الثلاثة من أصول مغربية من سجن مدينة بروج ببلجيكا، والذين تم اعتقال اثنين منهم بالجهة الشرقية. وسبق أن أحالت عناصر الضابطة القضائية المعتقل الفارّ على العدالة بعد أن أخضعته لبحث وتحقيق معمقين يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2009. كما واصلت التحقيق مع المعتقل الثاني محمد الجوهري المتورط معه في نفس القضية.