شهدت هولنداوبلجيكا سلسلة من الحوادث العنيفة خلال الأسابيع الماضية نتيجة لعملية سرقة شحنة كبيرة من الكوكايين نفذها أشخاص متنكرون في زي رجال شرطة. الشحنة، التي بلغت 1400 كيلوغرام من الكوكايين، تم سرقتها في أواخر شهر غشت الماضي قرب مدينة أنتويرب البلجيكية، ما أدى إلى تداعيات خطيرة في هولندا أيضًا، حيث يتم التحقيق في وجود علاقة بين هذه السرقة وحوادث انفجارات وحرائق في مدن مثل روتردام ولاهاي، بالإضافة إلى عملية اختطاف في أوتريخت. وفقًا لتقارير صحفية، كان مصدر الشحنة مجموعة من المغاربة المقيمين في أوتريخت إلى جانب مجموعة أخرى من الصرب. الشحنة وصلت إلى ميناء أنتويرب في نهاية غشت، حيث تم وضعها في حاوية تم تحميلها على شاحنة يقودها سائق من أوروبا الشرقية. بعد مغادرة الميناء، توجهت الشاحنة نحو منطقة واسلاند البلجيكية، حيث كان من المقرر أن يتم تفريغ المخدرات في مستودع. غير أن الشاحنة تعرضت لهجوم من قبل مجموعة من الأفراد الذين كانوا يقودون سيارة مزودة بأضواء زرقاء، مما أعطاها مظهر سيارة شرطة. تمكن هؤلاء من محاصرة الشاحنة وسرقة حقائب رياضية كانت تحتوي على الكوكايين. يُعتقد أن عائلة رضوان التاغي، المعروف بقيادته لشبكة إجرامية دولية تضم مغاربة، كانت من بين المستثمرين في هذه الشحنة. في أعقاب هذه الحادثة، قامت الشرطة البلجيكية بمداهمات في مدينة أنتويرب، بما في ذلك في شارع زونسترات في منطقة بورغيرهاوت، حيث تم القبض على عبد الحكيم إي.م. المعروف بلقب "حكيم المجنون"، وهو مغربي يبلغ من العمر 46 عامًا. خلال المداهمات، تم العثور على أسلحة وأزياء شرطة في منزله، مما زاد من الشكوك حول تورطه في عملية السرقة. تم اعتقال عبد الحكيم إلى جانب اثنين من المشتبه بهم الآخرين، حيث أمر القاضي بالتحقيق معهم. الحادثة أدت إلى حالة من التوتر والقلق في الأوساط الإجرامية، وفقًا لمصادر في الشرطة. ففي بلجيكا، انفجرت قنبلة قرب منزل عبد الحكيم بعد أيام قليلة من اعتقاله، وفي هولندا، تعرضت منازل لهجمات مشابهة، حيث شهدت مدينة روتردام انفجارًا في أوائل سبتمبر، أسفر عن حريق كبير أجبر نحو أربعين شخصًا على إخلاء منازلهم. وفي لاهاي، حدث انفجار آخر قرب منزل في شارع أسندلفت، والذي يُعتقد أن له علاقة بسرقة الكوكايين. بالإضافة إلى ذلك، تحقق الشرطة الهولندية في عملية اختطاف لأحد الأفراد في مدينة أوتريخت، حيث يُعتقد أن الضحية، المعروف للشرطة بسوابقه الإجرامية، قد تعرض للاختطاف والتعذيب قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد عدة أيام، بعدما اقتنع خاطفوه بأنه لا علاقة له بالشحنة المسروقة. ورغم هذه التطورات، رفضت النيابة العامة الإدلاء بأي تعليقات حول الحوادث المرتبطة بالقضية، نظرًا لأن التحقيقات ما زالت جارية.