إننا ودون شك نلاحظ في الآونة الأخيرة، رسوباً ونزولا كبيراً داخل دور المؤسسات التعليمية. سواء الابتدائية منها أو الاعدادية، وكذا الجامعات العربية. حيث نجد أن الهم الوحيد الذي يشكل البؤرة الأساس في حياتنا هو الوصول والنجاح وتحقيق الذات، ولو على حساب أخلاقنا وتربيتنا الدينية وتنشئتنا الصالحة؛ والتي يؤكد عليها ديننا الحنيف. فالانسان على هذه البسيطة يشكل البؤرة الأساس؛ في خلق التوازن الاجتماعي، عن طريق تنمية العلوم والتكنولوجيا واستثمارها أحسن استعمال، بما يعود على الفرد والمجتمع بالخير والتنمية المنشودة. وحتى السنوات الأخيرة تفاقم هذا الوضع والذي من شأنه أن يسيء لمراكز تقديم المعلومة، وبلورتها بشكل يخدم العمارة في الأرض. لأننا دون شك عندما نقترب من مختلف الحقول التعليمية. فهدفنا الأول هو تحقيق الإنتاج لهذا المجتمع. علاوة على ذلك يبقى السؤال المطروح هل الجماعة التي تعيش داخل وحدة مستقلة بدون تطبيقها للمبادئ الأخلاقية ممكن أن تسهم في تطوير المجتمع رغم صغرها؟؟ هنا نجيب أن الأسرة المكونة من بعض الأفراد، إن كان واحداً منهم عنصر سلبي فإنه يدمر الاستقرار الداخلي لتلك الأسرة، ويجعلها تتأثر وتأثر في الجماعة، لأننا إن اشتغلنا على نفسية الفرد الواحد بالايجاب سيكون عنصر قوة للجماعة وعلى مثل ذلك فقس... بالإضافة أننا ندخل كعناصر مركبة للمجتمع الواحد يكمل الآخر حتى نعطي لوحة فنية جميلة تكون قيمة مضافة لهذا المجتمع... فعن طريق التكامل الفكري وتزاوج الأفكار؛ يدرك الفرد أنه لن يكون عمله مثمراً إلا إذا قبل بفكرة التعايش: وهذا التعايش يكون مغلفاً بالحب والاحترام المتبادل وتقدير الذات الأخرى. مع عدم تهميش ما للآخر من قدرات شخصية...نعود للسؤال المركزي هو غياب الوازع الأخلاقي داخل المدارس والجامعات العربية، لأننا نرى ظواهر تعبر عن الانحطاط الخلقي لهؤلاء الثلة من الشباب. والتي لن تقود به لتحقيق الفاعلية الإيجابية، أو تقوده ليكون صالحاً للمجتمع، لأنه لم يحافظ على الواجب داخل المؤسسات التعليمية فكيف له أن يكون إيجابيا خارجها. وتماشيا مع هذا الطرح يظل التحلي بالأخلاق وحسن التصرف والامتثال بالآداب الراقية، أهم سمة يجب على طالب العلم التشبع بها والمحافظة عليها، حتى يكون وعاءاً يقبل الصالح وينبذ الطالح، ليكون حافزاً له على الاجتهاد، وتحصيل الكثير. محفزاً، وتعميم المعرفة على جميع أفراد المجتمع...