تعيش ساكنة دوار "امرنيسن" بجماعة بني عبد الله، بالإقليم الحسيمة، عزلة حقيقية، منذ عشرات السنين، نتيجة الحالة المزرية للمسلك الطرقي الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي، دون اية التفاتة من الجهات المسؤولة. وتتضاعف معاناة ساكنة "دهار نتزموارت" مع هطول الامطار، حيث يصبح التنقل الى المناطق المجاورة، من اجل التبضع، والتطبيب، وقضاء أغراضها الإدارية، شبه مستحيل باستعمال العربات، حيث يتحول هذا المسلك الطرقي الذي يربط الدوار المذكور بالطريق الساحلية، الى شعاب وحفر كبيرة، مما يجعل التنقل بواسطة السيارات أمر غير ممكن، بسبب الأوحال والأحجار التي تمتلئ بها الطريق. وكشف مواطنون من الدوار ان انقطاع الطريق، يهدد حياة المرضى، والنساء الحوامل، بسبب تعذر وصول سيارة الإسعاف، حيث يضطرون في الكثير من الاحيان لنقل النساء الحوامل على ظهورهم الى اقرب طريق سالكة، من اجل الوصول الى المستشفى، ونفس الامر بالنسبة للتلاميذ الذين يضطرون لقطع الكلومترات، من اجل الالتحاق بحافلة النقل المدرسي التي تقلهم الى مؤسساتهم التعليمية. ولم تخف ساكنة "امرنيسن"، في تصريحات متطابقة لجريدة "دليل الريف"، أن السلطات وعلى اختلاف مستوياتها أحجمت عن إدراج مشاريع من شأنها فك العزلة عنهم، معربة عن تذمرها وغضبها الشديد إزاء ما سمتها ب"سياسة التهميش والإقصاء" المفروضة عليهم، دون أن تتحرك السلطات الإقليمية والمحلية التي لا تعير أدنى اهتمام لانشغالاتهم وطلباتهم بعد أن سئم هؤلاء السكان من التردد على المسؤولين المحليين والوقوف أمام مكاتبهم لرفع شكاويهم في كل مناسبة لعل أن تجد آذانا صاغية، على حد تعبير الساكنة.