اعترفت ألمانيا الجمعة ولأول مرة في تاريخها بارتكاب "إبادة جماعية" ضد شعبي الهيريرو والناما في ناميبيا خلال استعمارها هذا البلد قبل أكثر من قرن. وقال وزير الخارجية هايكو ماس في بيان إن برلين ستدفع مساعدات تنموية للدولة الأفريقية تزيد قيمتها عن مليار يورو، وشدد الوزير على أن هذه الأموال ليست تعويضات على أساس قانوني وأن هذا الاعتراف لا يفتح الطريق "لأي طلب تعويض قانوني". وأضاف "اعتبارا من اليوم سنصنف رسميا هذه الحوادث بما هي عليه في منظور اليوم: إبادة جماعية". ورحب ماس في بيانه بتوصل ألمانيا وناميبيا إلى "اتفاق" بعد مفاوضات شاقة استمرت أكثر من خمس سنوات وتمحورت حول الأحداث التي جرت إبان الاحتلال الألماني للبلد الإفريقي الذي استعمرته ألمانيا من 1884 إلى 1915. وقتل المستعمرون الألمان عشرات الآلاف من أبناء شعبي الهيريرو والناما في مذابح اعتبرها العديد من المؤرخين أول "إبادة جماعية" في القرن العشرين. وفي سياق متصل ظهرت بعض الأصوات مؤخرا تطالب بإثارة موضوع قصف الريف بالغازات السامة في عشرينيات القرن الماضي، والدور الألماني في هذه الجريمة، التي راح ضحيتها الآلاف من الأرواح، وخلفت مآسي، لازالت أثارها قائمة الى حدود اليوم. وسعت اسبانيا الى امتلاك الأسلحة الكيمائية مباشرة بعد الهزيمة المذلة التي تعرض لها جيشها علي يد المجاهدين الريفيين بقيادة عبد الكريم الخطابي بمعركة أنوال والمعارك الأخرى التي تلتها، حيث قامت باستيراد كمية منه من ألمانيا التي كانت تمتلك مخزونا من هذا السلاح الذي استعملته في الحرب العالمية الأولى كما عقدت اسبانيا صفقة سرية مع ألمانيا لبناء مصنع لإنتاج الغاز السام بمدريد. وأشار تقرير أكاديمي ألماني حول التعاون العسكري الاسباني الألماني نشر في سنة 2012 وحصلت جريدة "دليل الريف" على نسخة منه ان قبائل الريف تعرضت لهجوم كبير بالغازات السامة ، وان عشرات الآلاف من المواطنين بهذه المناطق أصيبوا بجروح خطيرة توفي الكثير منهم بعد عذاب لا يوصف، كما اكد ذات التقرير ان استعمال الغازات السامة أدى إلى تلوث الحقول الزراعية و مياه الشرب وهو ما يفسر حسب التقرير تفشي مرض السرطان بهذا المناطق. واظهر التقرير صور للمصنع الألماني الذي زاره ضباط من الجيش الاسباني كما نشرت صورة للملك الاسباني الفونسو الثالث عشر رفقة خبراء ألمان متخصصين في الأسلحة الكيميائية. متابعة مخزن الاسلحة الكميائية الالمانية التي تم تصديرها الى اسبانيا مصنع لانتاج الغازات السامة في الماني زاره ضباط اسبان بعد هزيمة انوال ملك اسبانيا الفونسو الثالث عشر رفقة علماء المان متخصصين في الاسلحة الكميائية