أثار قرار مجلس جماعة بني بوعياش تفويت قطعة أرضية لبناء مسجد وسط المدينة، بعد ان كانت مخصصة لاحتضان مركز ثقافي، نقاشا واسعا وسط شباب المدينة، الذين عبروا عن استغرابهم من هذا القرار. وفي هذا الاطار قال اسماعيل الصديقي الناشط المدني "اذا كان من المهم التأكيد على أن توفير دور العبادة حق أساسي للمواطنين، فإنه من الأهم الاشارة الى أن مبدأ التشخيص الترابي لإحتياجات المواطنين المحليين يستدعي دق ناقوس الخطر بعد المصادقة على هذا المقرر، خاصة وأن مجهودات وتحركات مدنية كبيرة بُذلت من اجل تخصيص هذه البقعة الأرضية لبناء مركز ثقافي/دار ثقافة يملأ الفراغ المرفقي القاتم الموجود بالمدينة خاصة وأن المرفق الثقافي الوحيد (مكتبة محمد بن عبد الكرسم الخطابي) تم تحويله الى مقر للجماعة، هذا المرفق الثقافي الذي كان شاهدا على احتضان العديد من الندوات والملتقيات الفكرية المحلية والوطنية ما أعطى اشعاعا ثقافيا للمدينة وساهم في تشجيع النسيج الجمعوي على المبادرة والعمل الجاد.". واضاف "المجلس التداولي لجماعة ايث بوعياش، الذي كان الى عهد قريب يترافع من اجل تثبيت هوية الاقتصاد الثقافي والمعرفي للمدينة، مطالَب اليوم بتعديل مقرره القاضي بتفويت العقار لبناء مسجد، واعادة تخصيصه بناء على شراكات مع القطاعات الوزارية المعنية لبناء مركز او دار ثقافة يجيب عن انتظارات المواطن البوعياشي ذات الطابع الفكري، المعرفي والثقافي.". وفي نفس السياق اعتبر الناشط سليمان اشهبار "كيف يعقل أن يتم تحويل المكتبة الوحيدة داخل تراب الجماعة إلى مقر للبلدية دون التفكير في البدائل الممكنة، حتى لا ينعكس ذلك سلبا على الواقع الثقافي للمدينة،(و ذالك ما حدث بالفعل...)، علما ان هذا الفضاء احتضن قبل تحويله للعديد من الانشطة المتميزة". وأضاف ان "بناء مسجد بمحاذات مسجد آخر لا أساس ديني و لا عقلي له، إذ أن المسافة الفاصلة بين المسجد القائم وسط المدينة و بين المزمع بناءه لا تتجاوز 40 مترا، إذا ما الداعي و ما هي الخلفيات الحقيقة وراء هذا التهافت المدّثر بالبُعد الديني؟". من جانبه حمل رئيس المجلس الجماعي لبني بوعياش، مسؤولية تغيير هذا المشروع من مركز ثقافي الى مسجد لعامل اقليمالحسيمة. وقال في هذا الاطار "أثارت انتباهي خلال اليومين الأخيرين، تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي، يثير فيها مجموعة من الشباب المهتمين بالشأن المحلي والمجال الثقافي خصوصا بمدينتنا موضوع تخصيص قطعة أرضية من الملك الجماعي قصد بناء مسجد نموذجي وسط المدينة؛ هذه التدوينات أتت مباشرة بعد المصادقة على نقطة بجدول أعمال الدورة العادية لشهر أكتوبر الجاري والمتعلقة بالدراسة والتصويت على استخراج قطعة أرضية من الملك الجماعي العام إلى الملك الجماعي الخاص وتخصيصها كهبة لجمعية المسجد المركزي ببني بوعياش لبناء وتسيير مسجد نموذجي وسط المدينة". واضاف انه "تم التوافق مع وزارة الثقافة من أجل تخصيص هذه القطعة الأرضية لبناء مركز ثقافي، وقد استجابت مصالح الوزارة المعنية حيث خصصت مبلغا قدره مليار ونصف سنتيم للمشروع على أن تعمل هذه الجماعة على توفير القطعة الأرضية المعنية كوعاء عقاري لاحتضان هذه المعلمة الثقافية، وهو ماكان، حيث تمت المصادقة في إحدى دورات المجلس الجماعي الحالي لبني بوعياش على نقطة أُدرجت بجدول الأعمال تقضي بتفويتها لوزارة الثقافة، وبدأت الإجراءات الإدارية والمسطرية بالتنسيق مع المصالح المعنية قصد إخراج ذات المشروع إلى حيز الوجود... شاءت بعض المتغيرات وبعض التدخلات على أن يكون هناك منعطف، سيغير كل الانتظارات، حيث تدخل مجموعة من الأشخاص الغيورين والمهتمين بالشأن الديني لدى عامل صاحب الجلالة على إقليمالحسيمة، ملتمسين منه تخصيصها لبناء مسجد نموذجي، معتمدين في طرحهم هذا، أنه وكما ورد بتصميم التهيئة للمدينة، ومشاريع التأهيل الحضري للمدينة، فالقطعة الأرضية مخصصة لبناء مسجد. حيث تدخٌل رئيس المجلس العلمي المحلي بالحسيمة شخصيا في للموضوع". وتابع "لكننا كمجلس جماعي، وللتاريخ، دافعنا باستماتة على استكمال إنجاز مشروع المركز الثقافي بنفس المكان، على أن يتم توفير وعاء عقاري آخر بالنفوذ الترابي لهذه الجماعة قصد تخصيصه لبناء مسجد". تبرير رئيس الجماعة لتغير قرار انشاء مركز ثقافي، علق عليه احد النشطاء بالقول، "اذا لم تكن لكم سلطة لتنفيذ قرارات المجلس المنتخب من طرف المواطنين، واذا كان رئيس المجلس العلمي وعامل اقليمالحسيمة هما من لهم القرار فما عليكم سوى تقديم الاستقالة وإراحة الساكنة".