هذه هي المرة الثانية التي يدخل فيها المنتخب الجزائري لعبة الاحتمالات للتأهل للدور الثاني في نهائيات كأس العالم، بعد أن كان قد دخل فيها للمرة الأولى في مونديال إسبانيا عام 1982، وخرج بعد مؤامرة رياضية "غير أخلاقية" بين منتخبين أوروبيين، ضد منتخب عربي من العالم الثالث. المرة الأولى فرضت على الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" توحيد موعد المباريات الأخيرة ضمن الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم. في تلك المرة، أي في يونيو/حزيران عام 1982، تجلت الخديعة العالمية والنزعة العنصرية "الأوروبية" باتفاق بين ألمانيا والنمسا في ذلك المونديال، بالتآمر من أجل تأهلهما، وإخراج الجزائر خالية الوفاض بعد أن حققت فوزين وخسارة. الجزائر كانت قد ضمنت التأهل تقريباً، بعد فوزها على ألمانيا بهدفين لهدف، وخسارتها أمام النمسا بهدفين، وبقيت لديها مباراة واحدة أمام تشيلي، ولم يكن في وارد الحسبان "الخيانة" الأوروبية. في تلك الجولة، دخلت الجزائر بلعبة الاحتمالات: كان مطلوباً من الجزائر أن تفوز بثلاثة أهداف نظيفة لتتأهل بصرف النظر عن نتائج المنتخبات الأخرى،أو أن تخسر ألمانيا أمام النمسا أو تتعادل أو تفوز بأكثر من هدف. بعد أن تقدم الجزائريون في الشوط الأول أمام تشيلي بثلاثة أهداف، عادت الأخيرة لتحرز هدفين بالشوط الثاني، لتنتهي المباراة بفوز الجزائر بثلاثة أهداف لهدفين وهنا تجلت مؤامرة منتخبين أوروبيين ضد منتخب عربي إفريقي من دول العالم الثالث. ألمانيا نجحت في إحراز الهدف الوحيد في تلك المباراة في الدقائق الأولى للمباراة، ليركن بعدها لاعبو المنتخبين لتناقل الكرات، ذلك أن المنتخبين ضمنا التأهل. مشوار الجزائر وعقدة الهداف مشوار المنتخب الجزائري في النهائيات كان متفاوتاً، فبعد بداية جيدة المستوى سيئة النتيجة أمام سلوفينيا حيث خسر بهدف مباغت. لقد كان أداء المنتخب الجزائري خلال هذه المباراة جيداً، ولم يكن يستحق الخسارة، لكن هذه هي كرة القدم، فهي مجنونة بحق. المنتخب الجزائري في اللقاء الثاني عاد ليؤدي مباراة مشرفة أمام الإنجليز، فخرجوا متعادلين بدون أهداف. هذا التعادل أمام الإنجليز كان تعادلاً بطعم الفوز، للجزائريين وبطعم الخسارة للإنجليز، ولكنه لم يكن كافياً. حتى الآن مازال المنتخب الجزائري يعاني من عقدة التهديف، فهو لم يحرز أي هدف في اللقائين السابقين أمام سلوفينيا وإنجلترا، وهو ما يثير القلق أكثر من الدفاع أو حراسة المرمى. لعبة الاحتمالات من جديد في مونديال جنوب أفريقيا 2010، يعود المنتخب الجزائري للعبة الاحتمالات مرة أخرى، وهي لعبة صعبة، قد تكون أصعب من خوض المباراة المتبقية أمام المنتخب الأمريكي الأربعاء. الاحتمالات لا تخضع لتعادل المنتخب الجزائري مع نظيره الأمريكي، فهو يصب في خانة الخروج من الدور الأول. الاحتمالات المطلوبة هي: فوز إنجلترا على سلوفينيا بفارق هدف واحد يقتضي من الجزائر الفوز على المنتخب الأمريكي بفارق هدفين للتأهل لدور الستة عشر، بينما فوز الإنجليز بفارق هدفين أو أكثر فهو يستوجب على الجزائر الفوز على الأمريكيين بفارق هدف واحد. ولكن فوز سلوفينا على إنجلترا أو تعادلها يعني تأهل الجزائر إذا ما فازت على الولاياتالمتحدة بأي نتيجة. أين المنتخب الأمريكي؟ طبعاً الخوض في هذه الاحتمالات أمر مقبول ووارد، ولكن يجب أن يكون المنتخب الأمريكي حاضراً عند دراسة هذه الاحتمالات، ذلك أن الاحتمالات السابقة يتم طرحها وكأن المنتخب الأمريكي سيكون لقمة سائغة أمام الجزائر، قد يكون هذا صحيحاً إذا نجح محاربو الصحراء في اللعب بالطريقة ذاتها التي لعب بها أمام الإنجليز، مع ضرورة أن يعرف الخضر طريقهم لمرمى الخصم. المنتخب الأمريكي سيلعب من جانبه للتأهل أيضاً، فهو نجح في اقتناص التعادل من الإنجليز، بعد أن كان متأخراً بهدف دون مقابل، وعاد ليقتنص التعادل من سلوفينيا بعد أن كان خاسراً بهدفين دون مقابل. ومن هنا نرى أنه منتخب مكافح، لن يقبل بالخسارة بدون تضحيات، وهو الأمر الذي يجب أن يدركه الجزائريون جيداً. إن فوز المنتخب الأمريكي بأي نتيجة يؤهله للدور الثاني، أما خسارته بأي نتيجة فتعني خروجه من البطولة. تعادل المنتخب الأمريكي مع الجزائر، سيخرج الجزائر من البطولة ويدخل الأمريكي في لعبة الاحتمالات مع الإنجليز، إذ إن لكل منهما نقطتان من تعادلين، لكن الولاياتالمتحدة سجلت أهدافاً أكثر، إذ إن لها 3 أهداف وعليها مثلها، بينما للإنجليزي هدف وعليهم مثله.