على هامش مراسم إحياء الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلاً واسعا بعد التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام والتي قال فيها إن كل الجنرالات الفرنسيين الذين شاركوا في تحقيق النصر خلال الحرب العالمية الأولى سيكرمون الأحد في باريس. ولم يستثنِ ماكرون في تصريحاته الماريشال بيتان، العسكري ورجل الدولة الفرنسي الذي شارك في تحقيق النصر واتهم بالخيانة خلال الحرب العالمية الثانية. وأشاد ماكرون بالدور البطولي الذي لعبه الماريشال بيتان كجندي قاد إلى النصر في فردان في العام 1916، ثم تطرق إلى خيانته للدولة في العام 1940 خلال تقلده منصب رئيس الدولة الفرنسية في الفترة ما بين 1940و1944 وتعاونه مع النازيين في حملة إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وقال ماكرون إن "المارشال بيتان كان جندياً عظيماً خلال الحرب العالمية الأولى، على الرغم من أنه اتخذ خيارات قاتلة خلال الحرب العالمية الثانية، ودوري ليس التعليق على آراء الناس، بل محاولة التفسير. يجب أن أكون حازماً في قناعاتي، وأواجه تاريخنا". الجدل الذي اثاره تصريح ماكرون دفع وسائل اعلام فرنسية واسبانية، تسلط الضوء على جرائم الماريشال بيتان، خاصة في حرب الريف، بعد تحالفه مع اسبانيا للقضاء على المقاومة الريفية. وفي هذا الاطار نشر موقع "فرانس تي في" مقالة بعنوان " فيليب بيتان ، مارشال حرب الريف في المغرب في العشرينات"، تطرق خلالها كاتب المقال الى مشاركة فرنسا بقيادة المرشال فيليب بيتان في قمع ما اسماها بثورة الريف بين عامي 1925 و 1926. واكد ذات المصدر الى ان تعيين المريشال بيتان لقيادة الحملة العسكرية ضد ثوار الريف، جاء بعد القلق الفرنسي من اندفاع الريفيين نحو الاراضي الواقعة تحت الحماية الفرنسية، مشيرا الى ان القائد العسكري الجديد في المغرب وضع تحت تصرفه اكثر من 100 الف جندي ، وموارد هائلة من وطائرات. وفي نفس السياق كتب الكاتب الاسباني "خوان دي ساكارا"، مقالة تحت عنوان "ماكرون وماريشلاته" ، تطرق فيها الى التصريح الذي صدر عن الرئيس الفرنسي، كما تحدث عن الحياة العسكرية للمارشال بيتان وتعاونه مع النازية، ليختم مقالته بالقول انه عندما كان يتم قصف النساء والاطفال في الريف بالغازات السامة، كانت هناك دعوات للسلام، فرفض بيتان الدعوى، ليستمر في قصفهم بالغازات السامة.