واصلت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، امس الثلاثاء، الاستماع إلى التسجيلات الهاتفية، التي كانت أساس متابعة ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف بتهم "تلقي تمويلات من الخارج" و"المساس بأمن الدولة" و"التحريض ضد الوحدة الترابية" " الترجمة التي قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لمكالمتي، يكذبها الواقع"، هذا ما قاله الزفزافي تعليقا على ما جاء في مكالمة تجمعه مع المدعو عز الدين ولد خالي علي، الذي تعتبره النيابة العامة أحد انفصالي الخارج. وطعن الزفزافي بكلامه فيما جاء في محضر تفريغ هذه المكالمة، من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي كانت محور الاستجواب والنقاش، في محاكمته أمس الاثنين، إلى جانب 53 معتقلا. المكالمة كانت باللهجة الريفية، وقال الزفزافي إن ترجمتها الصحيحة للعربية هي ما جاء على لسان المترجم المحلف أمام المحكمة، مؤكدا أن ماجاء فيها من حديث عن مال سيرسله المدعو ولد خالي علي، كان بسبب عوزه المادي، قائلا "من بعد اللايف لي درت في الفيسبوك، وقلت فيه ماعنديش لفلوس باش نخلص القهوة هادشي علاش ماكنجلسش مع الناس في المقاهي.. وأنو صاحب مقهى غلاكسي كيعطيني القهوة فابور، انا بقيت في الناس وهادشي خلاهم يتعاطفو معايا وهو لي خلى ولد خالي علي يتصل بيا ويقول ليا غادي يرسل ليا فلوس وقال لي غادي نديرك في البروغرام "البرنامج" ديالي". وأضاف الزفزافي "بسبب المكالمة سأحكم بالاعدام، في الوقت لي أنا قلت فيه كلام لم يكتبه ضابط الفرقة المكلف بترجمة المكالمة، حيث قلت لولد خالي علي لا أرغب في المساعدة المادية، وهو ما لم يكتب في المحضر"، مستنكرا حذف كلامه ووضع محله ثلاث نقط، قائلا "الترجمة غير صحيحة، أنا أواجه الإعدام بسبب اتهامات باطلة". كما أوضح الزفزافي أن الحديث عن (برنامج) حور في سياق ليفهم منه أنه برنامج الحراك، في حين المكالمة كانت تتحدث صراحة عن (برنامج) تلفيزيوني يقدمه الصحفي التيجيني الذي ذكر بالاسم في المكالمة، واختفى اسمه في التفريغ والترجمة. وجعلت المكالمة دفاع الزفزافي وعبارة البرنامج تثير جدلا مطولا حول ترجمتها، معتبرا أن البرنامج يقصد به المدعو ولد خالي علي "أنه في باله وليس برنامجا لخدمة أجندات أجنبية"، كما اعتبر دفاعه أن "المكالمة جرى بترها بسوء نية حيث وضعت عبارة أنت هو البرنامج عوضا عن عبارة غادي نديرك في البروغرام (البرنامج ديالي"، وأن "الهدف هو توريط الزفزافي من خلال ترجمة ضابط الفرقة"، ملتمسا عرضها للخبرة وملأ نقاط الحذف فيها. من جهته، قال الوكيل العام إن ما جاء في المحاضر مطابق للترجمة الفورية التي قام بها المترجم داخل المحكمة، وأن الخلاف فقط كان في مفهوم كلمة برنامج، وأنه لا يوجد خلاف جوهري فيما تضمنته محاضر الفرقة، وإن كان هناك اختلاف، فلتعرض المكالمة على المترجم، ساندا الأمر في ذلك للمحكمة. المحكمة قررت عرض المكالمة على المترجم التي قال فيها الزفزافي عبارة "الاستعمار الإسباني رحم من الاستعمار العروبي"، ليؤكد الزفزافي ما جاء على لسان المترجم وأنه قصد عبارة "الفكر العروبي" وليس الاستعمار، موجها سهام اتهاماته مرة أخرى للفرقة الوطنية، قائلا إنها من حرفت كلامه وعبارته مضيفا "حتى لو حكم عليا بالإعدام سأكون مرتاحا لأني فضحت احترافية الفرقة الوطنية لي حيدات الفكر ودارت الاستعمار" معتبرا أنها "بنت اتهاماتها على استنتاجات خاطئة. رئيس الجلسة اجاب الزفزافي قائلا "أنت اليوم امام تحقيق نهائي وكل الأدلة تعرض عليك".