عادت إشكالية البطالة بمليلية لترخي بظلالها على طاولة النقاش السياسي بين الحزبين الشعبي و الاشتراكي بعد أن عمد رئيس الحكومة المحلية خوان خوسيه أمبرودا إلى التنبيه لتزايد معدل أعداد العاطلين الذي تجاوز 10000 عاطل وفق آخر المعطيات المسجلة في القوائم الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء الوطني الإسباني بشكل ينذر بانعكاسات خطيرة لا سيما و أن ارتفاع المعدلات المسجلة بباقي الجارة الشمالية فاقت نسبتة 20 في المائة للمرة الأولى منذ 1997 الأمر الذي بوأ إسبانيا صدارة دول الاتحاد الأوربي بمعدل وصل الضعف ساهم في تراجع مستوى النمو إلى درجات متدنية و انتشار حالة ركود همت ميادين شكلت عصب الاقتصاد الاسباني كالبناء و السياحة و الخدمات. هذا وقد اغتنم أمبرودا الفرصة لتوجيه ما أمكن من الانتقادات لحكومة مدريد محملا إياها مسؤولية الوضع العام بالمدينة التي توجد على رأس المناطق الأكثر تضررا من الأزمة مطالبا مدريد بإقرار نظام ضريبي كفيل بتشجيع المقاولات المغلقة أو الحديثة العهد على الاستثمار و استيعاب اليد العاملة مع التخفيف من الرسوم المفروضة في العديد من القطاعات، أمور وإن تبدو تصب في صلب الاستراتيجية الموجهة لدعم الاقتصاد المحلي فإنها لا يمكن فصلها عن الحملات المتواصلة التي يقودها الحزب الشعبي بمليلية على ثابتيروا الرامية إلأى جعل الرأي العام المحلي أكثر اقتناعا بفشل السياسة الحكومية الإشتراكية. حي أشار رئيس الحكومة المحلية أن تزايد أعداد العاطلين بمليلية بنسبة 8 في المائة مستجد يدعو إلى القلق على مستقبل المليليين الذين هم في حاجة إلى دعم تفضيلي على اعتبار الموقع الاستراتيجي و الدور الحيوي الذي تلعبه المدينة. وفي شكل بدائل حلول اقترح أمبرودا الاهتمام أكثر من قبل بمشاكل الحدود كي تكون أكثر مرونة بما يؤكد بالواضح أن حجم الحركة التجارية الذي ارتبط بالتهريب شكل على مدى العقود الفارطة البقرة الحلوب للخزينة المحلية التي وجدت نفسها في وضع حرج وغير مستقر بفعل تراجع الإقبال على المنتجات القادمة من الشمال مقابل تنامي دور الأسواق المحلية و الوطنية بالناظور و المناطق المجاورة مما انعكس على الحياة العامة داخل المدينة السليبة، مضيفا أن إنشاء البنى التحتية الكبرى يظل قطاعا خصبا لاحتواء أعداد العاطلين على أن يتم إرفاق ذالك بسياسة التكوين المستمر لتسهيل الولوج إلى سوق الشغل. كما حاول أمبرودا اغتنام الفرصة كعادته لتمرير رسائل مشفرة للحكومة الاشتراكية و الاتحاد الأوربي تعطي الانطباع حول المجهودات المبذولة بمليلية وكأنها إجراءات فاعلة تخدم الفضاء الأوربي ككل كمنطقة متقدمة تمتص شتى أصناف المشاكل القادمة من جنوب المتوسط محملا مرة أخرى تبعات تراجع الدور الاستراتيجي لمليلية لإسبانيا التي تشرف ولاية رئاستها للاتحاد على النهاية في إشارة إلى حرمان المدينتين من امتيازات المناطق التابعة للاتحاد الأوربي.