نظم مركز الدراسات القانونية والاجتماعية، في إطار تنفيذ أنشطته العلمية، التي تم تسطيرها في برنامجه التوقعي لسنة 2017، لقاء علميا تفاعليا، بقاعة العروض بالمركب السوسيو رياضي بمدينة الحسيمة، مساء يوم الجمعة 04 غشت 2017 حول موضوع “الباحثون الشباب وتحدي التميز الأكاديمي” وقد أطره الدكتور سعيد الصديقي أستاذ القانون بجامعة العين بالإمارات العربية المتحدة وبكلية الحقوق بفاس، وبحضور أعضاء المكتب المسير للمركز، ومجموعة من الأطر والباحثين والمهتمين. افتتح رئيس المركز، السيد محمد أمزيان، هذا اللقاء بالترحيب بعموم الحاضرات والحاضرين، وقدم في ورقة موجزة أهمية الموضوع وراهنيته وسياقه بالنظر إلى المستجدات الحاصلة في المجتمع والعالم والمؤثرة بشكل طبيعي في ضوابط وقواعد البحث العلمي التي أثيرت في الوسط العلمي والأكاديمي، وأكد على أن هذا اللقاء يعد خيارا جذابا للباحثين الأكاديميين من ذوي القدرات الأكاديمية للاشتغال بشكل جدي وجيد في هذا الموضوع، وذلك لتحقيق التنافس على مستوى عال في مجالات البحث العلمي. كما شكر رئيس الجلسة مؤطر اللقاء على تلبية دعوة المشاركة، وقدم نبذة موجزة حول سيرته الذاتية، خصوصا وأنه متخصص في هذا المجال لكونه اشتغل على هذا الموضوع بشكل معمق، ومن شأن ذلك تنوير الباحث الأكاديمي حول أهمية البحث ومواكبة ما يحصل من مستجدات في هذا السياق. ورسم مسار التميز العلمي على المستوى العالمي. وفي بداية كلمة الأستاذ المؤطر الدكتور سعيد الصديقي، وبعد شكره للمركز وللحضور النوعي والمكثف الذي حج إلى القاعة لحضور أشغال اللقاء العلمي، أسس كلمته بمجموعة من الأسئلة المركزية والمحورية التي تنبني عليها محاضرته، من قبيل ما هي المعايير الجديدة والمعاصرة التي تعتمدها المراكز المتخصصة لقياس جودة البحث الأكاديمي على المستوى الفردي وتأثيره العلمي ؟ ما هو الباحث الجيد وكيف نميز بين هذا الباحث باعتباره متميزا وبين باحث آخر غير متميزا؟ ثم أين يمكن للباحث أن ينشر كتاباته، وإلى غير ذلك من الأسئلة ذات الصلة بالموضوع.... ومباشرة بعد طرح هذه الأسئلة، تطرق ذات المؤطر إلى الإجابة عنها من مختلف الزوايا والجوانب، لاسيما وأن هناك عدد لا يستهان به من الباحثين بدول الجنوب تحديدا، تفتقد بحوثهم إلى الجودة ولا زالت تحتاج إلى الكثير لاتخاذ الطريق السليم نحو التميز الأكاديمي، لأن جل الباحثين بهذه الدول ربما أخطأوا هذا الطريق، حسب قول الأستاذ المؤطر. وفي معرض حديثه عن المعايير المعتمدة في جودة البحث العلمي، فقد أكد بأنه في الوقت الراهن يتم قياس الأكاديمي بأعماله التي تنضبط لمجموعة من المعايير، وبالتالي ينتفي معه البعد العالمي لمثل هذه البحوث. وأما موضوع تصنيف الباحثين ووزنهم من حيث نسبة التأثير العلمي بناء على ما أنتجوه من دراسات في مختلف التخصصات، فقد أكد الدكتور سعيد الصديقي بأن هؤلاء لديهم حسابات ببعض المواقع المتخصصة بحرفية عالية في التصنيف تشعرها بأن هناك مجموعة من الأشخاص بحثوا عنهم وعن مقالاتهم، بحيث يمكن للباحث أن ينشر مقالا واحدا وكأنه يضع رصيدا ماليا بالبنك ويتضاعف مع مرور الوقت، وذلك بالنظر إلى نسبة الاقتباسات التي يتم اعتمادها على مقاله، وبالمقابل يمكن للآخر أن ينشر عشرات المقالات، ولكن لم يكن له تأثير علمي وبعد عالمي. وهو ما تتبناه جامعات العالم، إذ تفضل الباحثين الذين يستأثرون بالعدد الأكبر من الاقتباسات. وفي هذا الإطار أعطى الأستاذ المحاضر مجموعة من الأمثلة حول التصنيفات المعتمدة في البحث العلمي/الأكاديمي والتي تمنح للباحث معرفة ما إن كان قد حظي بحثه بنسب كبيرة من الاقتباسات أم لا. وأثناء حديثه عن العوائق الأساسية التي تحد الباحث من الريادة العالمية والتأثير العلمي، فقد أكد الدكتور على عامل اللغة، إذ أن أغلب الدوريات المعتمدة والمصنفة والتي لها معامل مرتفع، هي باللغة الانجيلزية. وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه الباحث في مساره الأكاديمي، والمتمثل في عدم التمكن من اللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من أن هذا التحدي يبدو كبيرا وصعبا إلا أنه يمكن التغلب عنه عن طريق الترجمة. هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأمور التي تطرق إليها في مداخلته القيمة، والتي نصح فيها الباحثين باعتمادها لسلوك المسار السليم الذي يؤدي إلى التميز الأكاديمي/ العلمي. وفي آخر اللقاء العلمي تفاعلت القاعة بشكل كبير، بالنظر إلى نوعية الحضور، مع محاضرة الدكتور سعيد الصديقي، وذلك بطرح مجموعة من الملاحظات والاقتراحات وبعض الأسئلة في هذا الموضوع. وقد أسدل الستار عن هذا اللقاء العلمي التفاعلي بتقديم شهادة تقديرية للدكتور سعيد الصديقي.