قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة، ان المسيرة السلمية التي نظمتها ساكنة الريف في الخميس الماضي، هي مشروعة وأن جل المطالب الاجتماعية التي رفعت هي معقولة وتعبر عن حاجات ملموسة للسكان. وقال الخلفي، خلال استضافته في برنامج "حديث مع الصحافة" على القناة الثانية، مساء اليوم السبت، إن إقليمالحسيمة برمته يعاني مشاكل تراكمت طيلة عقود، مشيرا إلى أن "المطالب الاجتماعية سواء في الصحة، التعليم، البنيات التحتية، مجال الاستثمار ثم التشغيل التي طالب بها المتظاهرون، لقيت تفاعلا سريع مع الحكومة لمواصلة المشاريع التي قيد الانجاز والأخرى المطروحة والعمل على الانصات وأن لا خيار سوى الحوار". وعرج الخلفي في حديثه، على قضية وفاة محسن فكري، النقطة التي أججت الاحتجاجات من في منطقة الحسيمة منذ شهر أكتوبر الماضي، مؤكدا أن هناك حراك الذي يحمل بعدا سلميا، وفي نفس الوقت، قدم الناطق الرسمي باسم الحكومة، بعض الإحصائيات بشأن عدد الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف، وأشار إلى أن أزيد من 700 حركة احتجاجية تمثلت في وقفات ومسيرات، وأن الحسيمة لوحدها سجلت 145 احتجاج في ظرف سبعة أشهر. ونوه المسؤول الحكومي، بمجهودات السلطات الترابية والأمنية، التي استطاعت احتواء وضبط النفس، مبرزا في نفس الوقت، أن كل هذه الاحتجاجات لم تسجل أي تدخل أمني، غير أنه سجلت بعد الحوادث الخفيفة. "نحن معنيون بتسريع الأوراش التنموية بالمنطقة، لذا فالمجلس الحكومي اتخذ قرارا، لكي يقوم عدد من وزراء الحكومة بالنزول إلى الميدان للتتبع سير الأشغال وعقد لقاءات مع السلطات المحلية" يضيف الخلفي عن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة. ونفى الخلفي،، أن تكون رئاسة الحكومة في تفاعلها مع الحركة الاحتجاجية بالحسيمة قد أصدرت اتهاما مباشرا إلى المحتجين بأنهم يمثلون "حركة انفصالية". وأوضح الخلفي، أن رئيس الحكومة لم يصدر عنه هذا الأمر، مضيفا، أن "البيان الذي صدر عن الأغلبية الحكومية كان دقيقا في هذا الشأن، وجاء فيه أنه يحذر من بعض التصرفات التي تسعى إلى خلق حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي بالمنطقة". وشدد المسؤول الحكومي، قائلا " إنه لا يمكن السماح بوصف أهل الريف بأنهم انفصاليين"، ومن جهة أخرى، أشار ذات المتحدث، إلى أن الإنزال الأمني الذي واكب مسيرة الخميس الماضي بالحسيمة، كان الهدف منه تعزيز الأمن حتى لا تقع أي انزلاقات، مبرزا في الوقت ذاته، أنه "كانت هناك حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تروج بشأن عسكرة المدينة، فبعض الصور التي تداولت منها ما هو غير صحيح". وواصل الخلفي، أن المسيرة مرت في أجواء سلمية وأن الشباب الذين قادوا هذا الحراك شكلوا سلاسل بشرية لحماية ممتلكات الناس، وهو ما يؤكد أنه ليس هناك أي عقدة مع وجود رجال الأمن في المدينة الأمر الذي يفند كل الادعاءات المغلوطة.