مع اقتراب موعد انطلاق الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها تنسيقية الهيآت المدنية والديمقراطية لمناهضة الغلاء والدفاع عن المجالات العمومية بالحسيمة مساء يوم الخميس 19/11/2009 ، تجمع مآت المواطنين والمواطنات من مختلف الأعمار والأجناس أمام مبنى قصر بلدية الحسيمة قبل الشروع في ترديد شعارات الاستنكار والشجب لما كشفت عنه المبالغ المالية الخيالية لفواتير الماء والكهرباء التي تضاعفت بشكل غير مستصاغ وغير مسبوق على المستوى الإقليمي ، وأشارت ذات الشعارات إلى اللامبالاة والازدراء الذي يُعامل به المواطن من قبل ممثلي هذه المصالح والمؤسسات الخدماتية كلما تقدم إليها بالشكوى اوالاستفسار، وهي الحكّرة التي يحس بها هذا المواطن يوميا جراء ما يكتوي به من نيران الأسعار التي عمت، إضافة لفواتير الماء والكهرباء ، مختلف المواد الاستهلاكية الأساسية كالدقيق والزيت والسكر ومعها بعض المواد التي يعتبر الإقليم من منتجيها ومصدريها كالسمك الذي تتلاعب بأثمنته عصابات ومافيا الميناء وسماسرة السوق ، ضدا على مصلحة البحارة وعيش شرائح مجتمعية واسعة ، وهو ما فجر هذا السخط والغضب الجماهيريين العارمين إيذانا بدخولها (الجماهير)في أشكال نضالية متقدمة قمينة بإسماع صوتها الرافض لكل ما يحاك ضدها من إقصاء ونفي لحقها في العيش الكريم نتيجة السياسة الرسمية المتبعة في مجال الخدمات العمومية التي أضحت مهددة بفعل تسليعها وخوصصتها على حساب مكتسبات الشعب المغربي التي نالها بتضحياته الجسام ، مما ينببئ بسير البلاد نحو مزيد من الغليان والاحتجاجات كجواب على هذه السياسة اللاشعبية المنتهجة حيالة غالبية الشعب المغربي المقهور ، مقابل سياسة تشجيع سخي لذوي النفوذ ومافيا اقتصاد الريع. وفي كلمة المنسق : الرفيق بوعلي ، أشار إلى دواعي مثل هذه الوقفات وكذا مختلف الأشكال النضالية المتقدمة التي قد تفرضها، مستقبلا ، جسامة المسؤولية التي تضطلع بها التنسيقية في مثل هذه المرحلة الحرجة المتسمة بضرب القوت اليومي للجماهير والدوس على حقوقهم المشروعة في حياة وعيش كريمين، وهذا ، يضيف المنسق، أقل ما يمكن أن يعبر عنه المواطن إزاء مثل هذه السياسة الخدماتية اللاديمقراطية واللاشعبية لمؤسسات مثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ONEP و المكتب الوطني للكهرباء ONE التي (السياسة الخدماتية) تهدد مصالح المواطنين وقدراتهم الاقتصادية المنعدمة أصلا ..مذكرا بما يمارس في حقهم من استهجان من قبل الهيآت المنتخبة التي ترميهم في الفترات القبلية لل"استحقاقات " بوعود براقة سرعان ما تبين الأيام والأحداث بهتانها وفراغها وزيفها ، كما ذكر بكارثة التطهير والاتفاقية التي أبرمها المجلس البلدي مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالشكل الاعتباطي الذي يؤدي المواطنون اليوم ضريبتها القاسية دون أن يكونوا هم ملزمين بأية عقدة تربطهم بالمكتب المذكور !!! ودعى المنسق ، عموم المواطنين إلى ضرورة لمّ الشمل وتوحيد الصفوف كسبيل أوحد ووحيد لفرض المطالب وانتزاع الحقوق وصيانتها ، ضدا على كل الخروقات التي ترتكبها المصالح االمفروض فيها تقديم خدماتها للمواطنين واحترام إرادتهم وكرامتهم . ووعد في الأخير ،عموم الحاضرين ، بعزم التنسيقية على تنظيم لقاء تواصلي ( مباشرة بعد جلسة الحوار التي ستُعقد بولاية الجهة بتاريخ 20/11/2009 ) لعرض النتائج المتوصل إليها خلال هذا الحوار على جموع المواطنين بشكل شفاف وديمقراطي، تمهيدا لكل الخطوات النضالية المقبلة . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوقفة اختتمت على إيقاع قصائد شعرية حماسية للفنان الأمازيغي :عبد المجيد ثيرلي الذي تجاوبت معه الجماهير الغفيرة بشكل كبير لما تتضمنه هذه القصائد من عمق المآسي التي يكتوي منها المواطن يوميا ... حرمان ...إقصاء ..نهب ..واستغلال..