تباينت الردود حول البلاغ الذي اصدرته "لجنة الاعلام والتواصل للحراك الشعبي بالحسيمة" والتي دعت فيه الى الحوار باعتباره اسلوبا حضاريا لتحقيق المطالب. وذهبت العديد التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي لتثمين هذه المبادرة، باعتبار هدف الحراك في حد ذاته هو البحث عن حوار لتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية لساكنة الاقليم، فيما اعتبر ان فحوى البلاغ تم تقريره بشكل انفرادي من طرف بعض النشطاء، ويظهر الحراك في حالة ضعف. وفي هذا السياق قال الناشط محمد المساوي "في تقديري بلاغ لجنة الحراك الشعبي بالحسيمة ليس سيئا بتلك الدرجة التي تستدعي التهجم والتهكم عليه، نعم يمكن تسجيل ملاحظات، نعم يمكن اقتراح اضافات، نعم يمكن انتقاد لغته وطريقة صياغته، لكن مضمون البلاغ أجده جيدا، ومهم جدا أن تخرج لجنة الحراك ببلاغ تبين فيه موقفها من الحوار مع الدولة، مادام أحد مسؤولي الدولة قد لوح بورقة الحوار عند زيارته للحسيمة يوم الاثنين". من جعته اعتبر عمر لمعلم رئيس جمعية ذاكرة الريف ان "البلاغ الذي أصدرته لجنة الإعلام المنبثقة عن حراك الحسيمة، ينم عن فطنة وذكاء... وعن تقدير موضوعي للظرفية، ولسان حاله يقول: نحن بسطاء فقراء مقموعين مقهورين، نريد العيش والصحة والتعليم والشغل واحترام ثقافتنا ورموزنا التاريخية... نقبل بالحوار، ولا نخاف الخصوم والأعداء، مطالبنا واضحة ويمكن لنا أن نشرحها لكم بالخشيبات إن كنتم يا من بيدهم القرار، عاجزين على فهمها، ولكن كونوا على يقين أن نضالنا سيستمر والحراك تدفع الإنسان إلى قول كلام ناري... ". بالمقابل قال المرتضى اعمراشن احد النشطاء البارزين في الحراك: " لقد أرسلت لجنة الإعلام والتواصل، بيانها الأخير في مجموعة أنشأت فجأة ليلة أمس على الماسينجر، وذلك من أجل مناقشته قبل اصداره، وانتقد كثير من النشطاء البيان وطلبوا عدم اصدار قرار بالحوار دون التوافق، ودون حتى الحسم في الملف المطلبي الذي لم تصادق عليه الجماهير بعد..، لكن رغم قرار أكثر النشطاء رفضها للبيان قامت اللجنة التي ليس من حقها تقرير مسار الحراك، وإنما فقط تتحدث بقرارات الجمعات العامة المنبثقة عن الجماهير، قامت بنشره فجأة، دون أي احترام للحس الديمقراطي ولوعي جماهيرنا.. ، وللأسف فمهما كان البيان فإنه صدر بشكل فردي ولا يعنيني بشيء" هذا الراي تشاطره الناشطة مينة اكروح التي كتبت تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قالت فيها "الحوار يا سادة له قواعده فان كان الحوار يخص الحسيممة المركز فقط فنحن من الهوامش بريئون منه كما براءة الذئب من دم يوسف ، أما ان كان الحوار يخص الكل فنحن لسنا مستعجلين عن هذا الحوار ،لأن الحوار ياسادة عليه أن يمثل كل الريف فتماسينت وبوكيدان وامزورن وبني بوعياش والجالية الريفية في كل العالم لها لجنتها ولها اختيار ناطقها ان كنتم حقا أبرياء فأنا هنا من موقعي كأم ريفية ومناضلة في صفوف الجماهير منذ نعومة أضافري وبوعيشية الأصل أقول لكم جميعا من يمينكم الى يساركم تمعنوا تعقلوا واتحدوا فان انعزالكم سيضر بكم وليس بنا وستضل هذه الهوامش تزعجكم وتزعج المخزن ولكم وحدكم اتخاذ القرار اللذي أتمنى ان يكون في صالح الكل. وبين هذا وذاك اعتبر نور الدين لمعلم وهو احد نشطاء الحراك ايضا "مناقشة البلاغ ورفضه أو رفض بعض النقط فيه أو الدفاع عنه نقاش مقبول وصحي بل حيوي ليستمر الحراك في عنفوانه، وكذلك ينم أن الجميع له غيرة وعشق وحب وإهتمام ومستعد للتضحية من أجل ريفينا الغالي". واضاف المطلوب الثقة الكاملة فيما بيننا وعدم التدحرج إلى المزيدات الفارغة التي لا تكون بتاتا لصالح الحراك.الثقة الكاملة مطلوبة فيما بيننا وغير ذلك ليس في صالحنا، وحتى لو أصدر الشباب في اللجنة بلاغ رفض الحوار كأسلوب فتجد هناك من سينتقده ويرفضه، كل ما هناك ان التقديرات والقراءات تختلف من زاوية إلى أخرى...الإختلاف رحمة...والإتهامات المجانية كارثة".