قال يوسف فرتوت، المدرب الجديد لشباب الحسيمة لكرة القدم، إن ما شجعه على التوقيع، هو رغبة المكتب المسير في الارتقاء بالفريق إلى الأفضل في المستقبل، مضيفا في حوار أجراه معه «الصباح الرياضي» أنه تلقى العديد من العروض بعد انفصاله عن نهضة الزمامرة، غير أنها لم تكن في مستوى تطلعاته، فقرر الخلود إلى الراحة، ومتابعة تطورات كرة القدم الوطنية، إلى أن تلقى عرض شباب الحسيمة. وأكد فرتوت أنه ينتظر قرار جامعة كرة القدم، بخصوص السماح للفريق بانتداب لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية، ليعمل على سد الخصاص الذي يعانيه الفريق في بعض المراكز. وفي ما يلي نص الحوار : ما السر وراء غيابك عن الساحة الكروية في الآونة الأخيرة؟ لم أغب عن الساحة الكروية، بل العكس، تعاقدت مع نهضة الزمامرة الذي لديه مشروع طموح يرغب في تحقيقه، وهو الصعود إلى القسم الثاني. وكنت متحمسا له، باعتباره مشروعا يهدف إلى الارتقاء بالفريق على مستوى الجهة التي ينتمي إليها، إذ يحتوي المشروع على بناء ملعب بمواصفات حديثة وملاعب ملحقة للتداريب، ومركز للتكوين وقاعة مغطاة. قدت الفريق في ست مباريات، قبل أن أطلب من رئيسه الإعفاء من مهامي، لظروف شخصية، ما استجاب له، علما أن الفريق كان يوجد في المركز الأول. تلقيت بعد ذلك عروضا من أندية من القسم الثاني، غير أنها لم تكن في مستوى تطلعاتي، فقررت الخلود إلى الراحة، ومتابعة تطورات كرة القدم الوطنية، إلى أن تلقيت عرض شباب الحسيمة.
ألا تخشى أن تكون لهذا الغياب انعكاسات سلبية على وضعك داخل البطولة الوطنية؟ لدي رصيد في مجال التدريب، بفضل التجارب التي خضتها رفقة العديد من الأندية كرجاء بني ملال وأولمبيك آسفي، ومثل هذه الأمور لا يمكنها أن تؤثر في شخصيا. أفضل أن أبقى بعيدا على أن أخوض مغامرة غير محسوبة العواقب.
كيف تم التوقيع مع شباب الحسيمة؟ اتصل بي رئيس الفريق الذي عرض علي تدريب شباب الحسيمة، قبلت العرض واتفقنا بسرعة على بنود العقد وكان التوقيع بالحسيمة، إذ لم تكن هناك عراقيل. وبدوري لاحظت أن الرئيس يملك رغبة قوية في الارتقاء بالفريق إلى الأفضل في المستقبل، وهذا ما شجعني على التوقيع لشباب الحسيمة. كما لمست الجدية والرغبة في العمل على توفير الظروف المواتية من المسؤولين بالفريق، وبالتالي لم أكن لأرفض عرضه.
هل كنت تتابع أخبار الفريق الحسيمي؟ أود أن أعبر لك عن سعادتي لتدريب شباب الحسيمة، وأنا فخور بالإشراف على تدريبه وأتمنى أن أكون فريقا تنافسيا ومتجانسا. كما أود الإشارة إلى أنني من المعجبين بالفريق الحسيمي وبجمهوره ومكوناته وكذا مدينة الحسيمة، خاصة أن جذوري قريبة من المنطقة، وكنت أمني النفس بتدريب الفريق، وأشكر المكتب على الثقة التي وضعها في، وكذا الجمهور وبعض الجمعيات التي كانت متحمسة لأكون مدربا لفريقها، الشيء الذي جعلني أقبل العرض المقدم لي، كما أن الجميع وعدني بأن يكون بجانبي، ما شجعني على ذلك دون تردد.
ما هي الأهداف التي سطرتها مع الفريق؟ سيكون علينا إخراج الفريق من الرتبة الأخيرة التي يحتلها والتي لا تليق بسمعته، وإرجاعه إلى سكته الصحيحة. ونحن نحاول إصلاح جميع الأخطاء التي قد يكون الفريق ارتكبها في بداية البطولة، رغم أن هذه النتائج السلبية، تلازم حتى الأندية القوية.
كيف وجدت نفسية اللاعبين؟ أضع فيهم ثقة كبيرة للخروج من هذه الأزمة وتدارك الموقف في الدورات المقبلة. يجب أن نشعرهم بالطمأنينة في التداريب والمباريات. بعد حديثي معهم تفهموا الأمر. وجدت لديهم رغبة قوية في إخراج الفريق من هذه الرتبة في المباريات المقبلة.
هل أنت متخوف من المرحلة الحرجة التي يمر منها الفريق؟ إطلاقا. لن تخيفني وضعية الفريق، بما أنه يتوفر على تركيبة بشرية مؤهلة لرفع التحدي. الفريق في حاجة إلى بعض اللاعبين من ذوي التجربة، فقط ننتظر موقف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من السماح للفريق بانتداب لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية، إذاك سنعمل على سد الخصاص الذي يعانيه الفريق في بعض المراكز.
هذا يعني أنك متفائل بمستقبل الفريق؟ طبعا، تعاقدت مع الفريق من أجل تحقيق النتائج الإيجابية، والتركيز على الجانب النفسي لتجاوز مرحلة الفراغ التي يمر منها.
هل حسمت في طاقمك المساعد؟ حين التحقت بالفريق، وجدته قد تعاقد مع أعضاء الطاقم التقني، وليس لدي أي مشكل مع هؤلاء الأعضاء الذين يمثلون الطاقم التقني بالحسيمة، على غرار ما أجده في جميع الأندية التي أشرفت على تدريبها. طلبت من رئيس الفريق إضافة عنصر آخر إلى الطاقم، وأنتظر رد الفريق، وأتمنى أن يكون مساعدي في الفريق منسجما مع طريقة عملي ويسهل علي العديد من الأمور. فنحن محاصرون بعامل الوقت ويلزمنا مزيد من العمل على كافة الخطوط.
كيف ترى مستوى البطولة الوطنية في الوقت الراهن؟ ليس هناك فرق كبير بين مستوى البطولة الوطنية في الموسم الماضي وهذا الموسم. لم يتلق اللاعب المغربي تكوينا كافيا يؤهله كي يكون لاعبا كبيرا. ليس هناك تباين كبير بين مستوى اللاعبين المغاربة. يكفي أن تتهيأ للاعب المغربي ظروف الممارسة، كأن يتسلم مستحقاته في وقتها، ويطمئن عن حالته المادية، كي يحقق نتائج إيجابية.
ما تعليقك على التغييرات التي تطول المدربين من حين لآخر؟ ظاهرة سيئة. لا يمكن للنتائج الإيجابية أن تتحقق بسرعة، كما أن العمل الذي يقوم به المدرب لا يمكن أن يكون مثمرا ويعطي نتائجه في ثلاث مباريات أوأربع. في أوربا مثلا نجد العديد من الأندية استعدت بما فيه الكفاية، ولعبت عشر مباريات، ولم تتمكن من تحقيق نتائج إيجابية، والأمور تبقى على حالها والطاقم التقني لا يطوله التغيير.