في العصر الحديث أضحى العالم بمثابة قرية صغيرة بفضل تكلولوجيا الإتصالات وتقنيات المعلوميات والإختراعات المستحدثة في هذا المجال, لا شك ان هذه القفزة والتطور اتاح الفرصة للبشرية لتنعم بمتابعة كل ما يروق تطلعاتها ويستجيب لرغباتها تماشيا مع زمن السرعة , ليقطعوا بذلك الطريق أمام الوسائل والأليات البدائية ابرزها" لانطير" فإلى وقت كبير كانت أعمدة "لانطير" عنوان بارز لإسطح المباني على مختلف اللوانها وعلوها حينذاك كنا شبه مرغمين على مشاهدة قنواتنا والرضوخ لبرامجها وإنتجاتها الهزيلة الفاقدة لتشويق والإثارة مع التسويق لإشهارات وافلام مقرفة اكل عليها الدهر وشرب "عجبك ولا معجبك التلفزة ممسوقش ليك" يشعر المشاهد بسماعه مثل هذا الكلام من كثرة تكرار المواد والإنتجات المقرفة من قبل التلفزة لكن مع مرور الوقت استبدلت اعمدة "لانطير" بالصحون المقعرة وزاد التطور الى الجهاز الرقمي "النيميريك" الذي يمكنك من إلتقاط المئات من القنوات, كل واحدة على حدة تعددت الأسماء وتنوعت البرامج واصبح بمقدورنا رد الدين لقنواتنا التي لم تعير ادنى اهتمام لمويولاتنا وأذواقنا وتصاغرت قنواتنا في ظهور قنوات كحجم الجزيرة والعربية والقائمة طويلة وكما يقول المثل الريفي" احوري يتبان ذاي يسدي" اين اختفت وسائلنا المرئية ولماذا كانت ومتزال بعيدة عن المجتمع الريفي وقضاياه رغم ما يمثله معقل المجاهد ع الكريم الخطابي في الماضي والحاضر رمز ومفخرة ليس لريف فحسب بقدر ما هو مفخرة للمغرب والعرب ككل والقضية التي ناضل من اجلها قضية امة كاملة قبل ان تكون دولة ومنطقة لهذا يتعين على إعلامنا المرئي بصفة عامة إدارة عدسات كاميرتها نحو جبال الريف الشامخة والشاهدة على جحافل جنود الريف وصخورها التي تزينت بدمائهم الزكية و إلى تراثنا وتقاليدنا العريقة والمتنوعة والتعريف على ثقافتنا وهويتنا التي هي جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الذي يدعى المغرب حان لوقت لنقل همومنا ومواكبة اخبارنا وتظاهرتنا وإعطائنا فرصة لدخول عالم التلفزيون وإتاحة فرصة لطاقتنا ومواهبنا لظهور والبروز ليس كما فعلت القناة الثانية في برنامجها استوديو دوزيم المخل الذي مكن احد ابناء الريف من المشاركة والغناء في برنامجها الهزلي الذي يتعارض و اخلاقيات واعراف مجتمعنا المحافظ ناهيك عن بعض المشاركين الذين فاحت منهم رائحة وشبهات .. والذي لا يمكن في حال من ان تجمعنا بهم قاعة استديو دوزيم ولعل ابرزهم المشارك البلغاري الذي تربي في صفرو اجتاز التصفيات التمهيدية لمدينة اكادير في البريم- الأول و حسب جريدة المساء في عددها 1110 فقد تلقى هذا المشارك ذو الأصل البلغاري دعم من بوابة الشواذ"غي مروك" دون ان تعلن على إنتسابه الى البوابة او الى حركة الشواذ واعتبر المسؤولين عن الموقع ان فوزه في استوديو دوزيم من شأنه ان يدعم قضية الشواذ بإستثمار قضيته ونجوميته في هذا الإتجاه, الحديث على هذه القناة طويل ومتشعب نحن بحاجة الى إعلام يعطي كل ذي حق حقه اما تطل علينا قنواتنا المرئية بالبهرجة والدندنة لتنيم المشاهدين إذا كان هناك حقا من يشاهدها خصوصا ان هناك قنوات عربية احرى استأثرت اهتمام واسع من طرف اصحاب الضمائر النابضة والمفعمة بالحيوية . الإعلام المرئي متى كان استعماله في التفاهة والدوارن في حلقة فارغة اعاد على المتلقي بالتشاؤم" والتكلاخ" ومع الاسف لا فرق بين قناوتنا سواء القدية او الحديثة النشأة إلأ في الإسم مازال يطبعها الزواق البراق وبوق تسوق به الشركات بضائعها وانجاتها التي تغضب النظارة , وجتى يتطور إعلامنا المرئي ويخرج من قوقعة الإحتكار لابدا من تسطير برامج هادفة وتمكين كل ثوابت ومناطق المغرب من ضمنها مناطقنا الريفية مع إقحام المبدعين ذوي التجربة والاقدمية الفنية الإذاعية والتلفزية وقطع الطريق عن المتطفلين والمتطفلات الذين اخفقوا في تقديم برامج الهادفة والسليمة. [email protected]