لم تمر إلا ايام قليلة من رفع الحصار وبشكل تدريجي عن بروكسيل إلا ان تحركت اجهزة الامن البلجيكي لشن مداهمات و اعتقالات جديدة في صفوف ارهابيين محتملين كانوا بصدد التحضير لشن هجمات انتحارية ليلة راس السنة في قلب العاصمة البلجيكية و الاوروبية بروكسيل حسب تقييم "الكام" / اي الجهاز الذي ينسق بين مختلف الاجهزة الامنية البلجيكية. الشرطة البلجيكية تحركت بسرعة و في خطوة استباقية لتعتقل ستة متهمين يومي الاحد و الاثنين 27 و 28 دجنبر الجاري. اطلقت سراح اربعة منهم في حين احتفظت على عنصرين خطيرين احدهما كان معروفا لدى الاجهزة الامنية و المسمى سعيد السعوتي (انظر الصورة)، و الثاني يسمى محمد كراي. الاول سبق له ان قضى عقوبة حبسية لمدة 10 سنوات بسبب سرقته لعدة مطاعم و محلات تجارية تحت تهديد السلاح و الثاني "غير خائف من استعمال السلاح كونه يعتقد بان العنف ضروري" حسب جريدة "لاكابيطال" البلجيكية الواسعة الانتشار. و الرجلان متهمان معا بالتخطيط لشن هجمات على اجمل مكان في العالم (الساحة الكبرى / لاغراند بلاص) و مفوضية الشرطة لبروكسيلالمدينة و "انهم كانوا يريدون قتل أكبر عدد ممكن من رجال الشرطة "، في عملية تتشابه مع ما حدث بباريس في شهر نونبر الماضي حسب مصادر امنية. تهديدات مقلقة يقول المتحدث باسم مكتب المدعي العام الفدرالي البلجيكي جان باسكال ثورو، بان "لدينا معلومات قليلة جدا. يجب علينا أن نضمن أن لا يتسرب اي شيء. نفضل عدم جذب انتباه أي متهم من طرف السلطات من أجل تجنب هروبهم ". و يضيف ( جان باسكال ثورو) بان "تدخلات و مداهمات أخرى يمكن أن تتم في اية لحظة من اللحظات في سياق الإجراءات والتدابير المستقبلية لأمن البلاد". تساؤلات مقلقة عادة يقضي البلجيكيون بالآلاف و بشكل جماعي حفل راس السنة في اجواء يسودها الفرح و المرح و الرقص و الغناء و معانقة الحرية و الحب لكن من المؤكد انه سيتفادى العديد منهم هذه السنة الحضور الى ساحة "ديبروكر" القريبة من الساعة الكبرى و هو المكان الذي تطلق منه الشهب الاصطناعية على الساعة الثانية عشرة ليلا بالضبط و التي تشهد على انتهاء سنة و استقبال اخرى. كما يتداول الان احتمال الغاء كلي للحفلات. فحسب عمدة بروكسيل السيد "ايبان مايور" فانه ينتظر تقييما للوضع الامني من طرف "الكام" (تنسيق الاجهزة الامنية) قبل اتخاذ اي قرار في هذا الشان. وسائل الاعلام البلجيكية السمعية و البصرية تؤكد من جهتها بأنه مهما كان قرار السلطات الامنية فان حفلات راس السنة لسنة 2016 لن تكون كسابقاتها بل ستمر تحت الحصار و الاجراءات الامنية المشددة و التي ستحد لا محال من حركة و حرية المحتفلين. و يمكن الاشارة ايضا فان تجار و ارباب المقاهي و المطاعم الساحة الكبرى بدؤوا يدقون ناقوس الخطر من الان و هم يشتكون من قلة الزبناء مقارنة مع نفس الفترة للسنوات السابقة.