في إطار الإنفتاح وربط جسور التواصل مع المجتمع المدني، نظّم المجلس الجهوي لجهة طنجةتطوانالحسيمة، أمس السبت 26 دجنبر الجاري، لقاءاً تواصلياً مع الفعاليات المدنية بإقليم الحسيمة، ترأسه رئيس الجهة إلياس العماري، بحضور أعضاء عن الجهة ورئيس بلدية الحسيمة محمد بودرا. اللقاء استهل بكلمة لرئيس الجهة تحدث خلالها عن أهمية الإنفتاح على فعاليات المجتمع المدني، وإشراكها في السياسات العمومية بإعتبارها فاعلاً أساسياً في تحقيق التنمية، لاسيماً بعد أن عزّز دستور 2011 مكانتها، و أكدت على حقها في المساهمة في بلورة السياسات العمومية، والنصوص التشريعية. وبعد ذلك مباشرة تم فتح المجال أمام ممثلي جمعيات المجتمع المدني، لإغناء النقاش التشاوي، وكان يُراهَنْ على أن تَحْمِل مداخلات الفاعلين الجمعويين، هموم ساكنة المنطقة وتطلعاتها، إلى المسؤولين في مركز القرار الجهوي، وتعزيزها بأفكار علمية تُشكّل قوة اقتراحيه للمساهمة مع الماسكين بزمام الأمور في بلورة برامج عمل تستجيب لإنتظارات ساكنة الإقليم، إلاّ أن أغلب المداخلات زاغت عن هذا الرهان وإتّسَمت بالأنانية المُفرطة. ولأن العمل الجمعوي عمل إنساني نبيل يحمل في طياته معاني سامية كنكران الذات وخدمة الصالح العام، كان من المفترض أن تتجاوز مداخلات المجتمعين في حضْرة إلياس العماري، المشاكل التي تعاني منها تنظيماتهم الجمعوية، لتتطرق إلى ما هو أهم من ذالك وما يُشكل محور إهتمام جميع ساكنة المنطقة، لكن عكس ذلك حضر هاجس المصلحة الخاصة وغابت المصلحة العامة عن بعض أو أغلب المداخلات التي إرتكزت عن المشاكل والمعيقات التي تعاني منها جمعيات بعينها، وفي أفضل الأحوال إرتكزت عن مجال عمل جمعية صاحب التدخل، فراح البعض يشكو لرئيس الجهة قلة الدعم وقلة اللوجيستيك وغلاء السومة الكرائية للمقر، أو تضرّر هذا الأخير بفعل التقادم، وفي خلط هجين وصل الأمر ببعض المتدخلين إلى إنتهاز الكلمة لطرح مشاكل شخصية خاصة في نقاش عمومي. وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يكون اللقاء مناشبة لتنقل تنيظمات المجتمع المدني، مطالب الساكنة إلى أعلى مسؤول مُنتخب بالجهة، عبر تدخلات ومُلتمسات جدية تُمثّل الرغبة الجماعية لأبناء المنطقة، نطقت أفواه أغلب المتدخلين بما لا يُجسّد صوت المواطن الحسيمي، لتحمِل مطالب خاصة "تافهة" ضيّقة الأفق، ولتكشف عن بؤس بعض الفعل الجمعوي بالمنطقة وتخبطه، وعدم مواكبته للتغيرات التي عرفها المشهد السياسي والنص الدستوري بالبلاد. وعلى ضوء ما سبق لم يتمكّن كل من تابع اللقاء، من إيجاد خيط ناظم بين المدخلات أو قاسم مُشترك بينها قد يكون بمثابة الهم أو الرأي الجماعي للمنطقة، في ظل تَنَاثر كلمات المتدخلين شرقاً وغرباً، لتُشّكل سيلاً من الثرثرة، دون أن تهتدي إلى خلاصة مُعينة .. سَيْل أبى أن يتوقف إلا بإنقطاع التيار الكهربائي عن جزء مهم من القاعة المُحتضنة للقاء، لينتهي اللقاء بتسليم بعض الأشخاص رسائل وملفات تُجهل طبيعتها لرئيس الجهة، وذلك تحت ضوء خافت بئيس فكانت خاتمة "تراجيديا البؤس".