نظمت تنسيقية البينيلوكس للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف ندوة سياسية بمدينة روتردام الهولندية وذلك يوم السبت الماضي 6 يونيو الجاري. اللقاء شهد حضور السيد عبد الإله ستيتو المنسق العام للحركة إلى جانب السيدة فوزية الطلحاوي النائبة البرلمانية عن حزب الإشتراكي الديموقراطي البديل ببلجيكا و الناشطة في المجتمع المدني و عضوة المجلس البلدي لمدينة أنتويربن و الأستادة الجامعية. في غياب السيد شروان حسن ممثل الإتحاد الديموقراطي الكوردستاني لأسباب مرتبطة بإنعدام الإستقرار بالمحيط الكردي و العملية الإنتخابية بتركيا. السيدة فوزية الطلحاوي تطرقت في مداخلتها بالتدقيق و التفصيل للتجربة الفدرالية البلجيكية، و إنعكاساتها الإيجابية على الشعب البلجيكي من خلال إحترام التعدد اللغوي و الثقافي, و التقاسم العادل للثروة و السلطة و الصلاحيات بين المركز و الأقاليم. كما تحدثت عن كيف أنه في ظل غياب حكومة مركزية لأكثر من سنة إستطاعت الدولة البلجيكية من أن تواصل عملها في خدمة المواطن البلجيكي من خلال الحكومات و البرلمانات الجهوية, رغم أن التجربة الفدرالية البلجيكية لا زالت حديثة العهد و في تطور مستمر.ومن أحدث التطورات التي عرفتها التجربة البلجيكية هو المزيد من الصلاحيات في تقدير سعة سوق العمل بالمنطقة الفلامنية بالنظر إلى قوة رؤوس الأموال بالمقارنة مع مناطق الوانال. وعمدت فوزية الطلحاوي وضع عقدت مقارنة بين الفدرالية في بلجيكا و مشروع الجهوية الموسعة بالمغرب حيث استغربت كيف أن تقديم هذا المشروع للمغاربة تم بدون الحديث عن صلاحيات الجهات، عكس التجربة البلجيكية التي بدأ فيها نقاش سياسي حول هذه الصلاحيات. كما عبرت عن تشاؤمها بسبب الغياب التام للسياسيين المغاربة عن المشهد السياسي الجهوي و التماطل في تكريس أنماط حقيقية للتدبير الذاتي. أما عبد الإله ستيتو فقد تطرق للمسار النظالي للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف في مداخلة بعنوان الحركة من أجل الحكم الذاتي: إنتاج فكري, إبداع سياسي, و تطور تنظيمي، متحدثا عن مطالبها و أهدافها و تصورها للمشهد السياسي الحالي في علاقته بالريف، مشيرا الى أن الإستبعاد السياسي للريف و الريفيين هو قرار سياسي مركزي ربطه بإستمرار التهميش و الإقصاء رغم الإمكانيات التي تؤهل الريف من لعب دور مهم بالنظر للتضحيات التي قدمها الريفيين. اعتبر ستيتو أن المقاربة الأمنية هي المحدد الوحيد لعلاقة الدولة بالريف مند "الإستقلال الشكلي" إلى حدود الآن. وعرج على ماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالريف و كيف طويت المرحلة بدون معرفة المسؤولين عنها. ستيتو أوضح أنه آن الأوان للتأسيس لفعل سياسي ريفي مستقل فاعل و فعال, واضح في مساره, دقيق في أهدافه, قوي بأفكاره و خطابه, ينطلق من الريف و لأجل الريف في إنتقاد مبطن للأحزاب السياسية التي تستعمل الريف كورقة سياسية إنتخابية مناسباتية ساهت إلى حد كبير في تكريس الإستبداد وتدويمه. كما دعا الجالية الريفية المقيمة بالدياسبورا إلى الإهتمام الجدي بالريف و قضاياه و جعلها من بين إهتماماتها و مشاغلها اليومية, و المساهمة في التفكير العميق في مستقبل الريف و تقرير مصيره السياسي و الإقتصادي والإجتماعي و الثقافي..... اللقاء عرف نقاشا و تفاعلا من الحضور مع المتدخلين إختتم بالإعلان عن هيكلة جديدة لتنسيقية البنيلوكس للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف.