عادت من جديد قضية اجتثاث غابات الأرز بمنطقة صنهاجة والاستغلال العشوائي للموارد المائية لري محصول الكيف، إلى واجهة الأحداث بعد توجيه مجموعة من سكان جماعة بني بونصار(إقليمالحسيمة) لشكاية إلى المندوب السامي للمياه والغابات ذكروا فيها باستمرار اجتثاث الغابات بمناطق عديدة في الجماعة. وتشير الشكاية المعززة بالصور، إلى ترامي أشخاص على مناطق معينة في الجماعة، واجتثاث غاباتها من أجل زراعة القنب الهندي، ويبقى، أهم ما جاء فيها هو دق لناقوس الخطر بخصوص جبل “تدغين”، الذي يعتبر أعلى قمة جبلية في المنطقة “نستنكر وبإجماع ما آل إليه جبل تدغين الذي هو ملك لجميع المغاربة، حيث يعد من الثروات الطبيعية المهمة في البلاد لما يتوفر عليه من مناظر خلابة، ومنبع لكميات كبيرة للماء”، يؤكد الموقعون على الشكاية، الذين يشيرون إلى ضعف حماية هذه الثروة الطبيعية. وأكد المشتكون في الشكاية، التي توصل “اليوم24″ بنسخة منها، أن “جبل الأرز” بالمنطقة “أصبح عبارة عن ضيعات لزراعة القنب الهندي من طرف أباطرة المخدرات، الذين قاموا بالسطو والاستحواذ بطريقة ممنهجة على الملك الغابوي”. وليس اجتثاث الغابات وحده ما يقلق المشتكين، فالثروة المائية أيضا موضوع هذه الشكاية “إذ لوحظ في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة خطيرة، تنذر بنشوب صراعات قبلية حول الثروة المائية، بسبب الاستنزاف الممنهج والضغط المستمر”، تقول الشكاية. ويتم حسب المصدر نفسه “سقي ضيعات القنب الهندي باستعمال المحركات، وأنابيب المياه لجلب الماء من الوديان والمنابيع المختلفة إلى هاته الحقول”، وأوردت الشكاية المذكورة أكثر من 20 نقطة، قالت إنها متضررة من هذا الاجتثاث. وفي السياق نفسه، لم ينف أحمد السعدي، رئيس الجماعة، وقوع مثل هذه الاعتداءات على الغابة، غير أنه أكد أيضا أنه في بعض الأحيان تأخذ هذه الشكايات أبعادا لها علاقة بتصفية الحسابات بين بعض الدواوير فيما بينها. وعن المشاكل المثارة حول المياه ونقصها الحاد، بسبب استغلالها بشكل عشوائي في ري حقول الكيف، أكد المتحدث نفسه في تصريح ل”اليوم24″، أن “وادي ورغة” تحول الآن إلى واد جاف تقريبا، ومن المرحج أن يكون استعمال مياهه في السقي هو السبب “هذا ما أسمعه من السكان، فهم يقولون إن هناك استغلالا لهذه المياه في الري”، يضيف المتحدث نفسه.