إن المغرب منذ أزيد من أربعين سنة أوأكثر ومسؤولوا الدولة يهتفون بشعار أن “المغرب بلد سائر في طريق النمو” ولم يصل بعد إلى هذا النمو المبتغى من هذا الشعار وهذا بإعتراف المسؤولين المتعاقبين على عرش المسؤولية نفسهم وهذا ما يفسر أنهم ظلوا رافعين الشعار أعلى أمام الفضائيات و الجرائد و الصحف الإلكترونية حتى وجدوا نفسهم قد أضاعوا الطريق الذي أتوا عليه .أو أنهم لم يأتوا على أي طريق أصلا .وظل الشعار مجرد شعار وهذا ما يؤكد التقرير الذي جاء فيه أن المغرب أنفق 62 مليار على التعليم و النتيجة أن 5ملايين طفل إنقطعوا عن الدراسة خلال مدة لا تفوق العشر سنوات . ندوة تحت عنوان واقع و افاق التنمية بايت يوسف وعلي العنوان العريض الذي يملأ اللافتة المعلقة وسط البلدة المنسية ، اللافتة الخضراء الزرقاء البيضاء هي أول ما يلفت إنتباهك و أنت تمر وسط الشارع العام ببلدة بوكيدان . وما أن تحمل عينيك أعلى حتى تراها أكثر و إن إسمررت في المشي و النظر في الأعلى ، إحذر حتى لا تجد نفسك غارقا في حفر الواد الحار التي غزت شوارع و أزقة البلدة ،حتى إننا إعتدنا على إستنشاق الرائحة الكريهة هذه التي تنبعث من عمق التنمية هاته مرغمين عن ذلك .. ودون الخوض في الحديث عن الجمعية التي تنظم الندوة التي نعرف جيدا كيف تم تأسيسها و الشروط و الظروف التي أتى فيها هذا التأسيس، سنختصر حديثنا عن واقع التنمية بايت يوسف وعلي الذي سبق لنا أن تحدثنا عنه في عدة مقالات تم نشرها بعدة جرائد إلكترونية ليتم بعدها كيل التهم لنا من قبل اللامسؤولين على المستوى المحلي الذين لا يرضون بالإنتقاد . أوائل هذا العام ، دعى فرع أيت يوسف وعلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب لتنظيم ندوة تحت عنوان “واقع التشغيل بالمنطقة” ، بأحد مقاهي مركز بوكيدان ، بعد أن رفض اللامسؤولين على المستوى المحلي (المجلس الجناعي ،قيادة أيت يوسف وعلي) منح الترخيص للمكتب المسير للفرع المحلي لإستغلال المركب الثقافي الذي شيد منذ سنتين ولم تفتح أبوابه يوما للمواطنين للإستفادة من خدماته .ليتم بعد ذلك إصدار قرار منع من قائد قيادة أيت يوسف وعلي لمنع تنظيم أي ندوة أو نشاط تحت مبرر “الأسباب الأمنية ” كأن إقامة ندوة ستفجر في قنابل أو إطلاق صواريخ .وفي اليوم الذي كان مقرر أن تنظم فيه الندوة ، تفاجئ السكان من عسكرة المنطقة بكل أنواع البوليس السري والعلني منذ فجرر اليوم نفسه . لم تستنكر الجمعية المنظمة للندوة “واقع و أفاق” إغلاق المركب الثقافي في وجهها ، أو لم تطلبه حتى، و من سيطرح هذا التساؤل في خضم الندوة هذا المساء، سيواجه برد مزيف أو بتبرير مزيف أن تنظيم الندوة في ENSAH راجع إلى أن المركب الثقافي لن يستوعب الحاضرين نظرا لعدم جاهزيته بشكل رسمي للإفتتاح من المنظمين دفاعا عن المسؤولين نظرا لعلاقة التبعية الحزبية التي تجمع بين بعض أعضاء مكتب الجمعية المنظمة وأغلبية المجلس الجماعي وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع قبل الدخول في تحليل و تفصيل هذا الحدث.وهذا ما يكشف عن وجه من أوجه التنمية بالمنطقة ، وعلى قرب من مكان إنعقاد الندوة على الأستاذ المؤطر أن يتفضل مشكورا ليلقي نظرة خلف سور المدرسة ليرى بأم عينيه “التنمية المرحاضية” التي سهر المجلس الجماعي بإنجازه لمطرح أوينبوع واد الحار على مقربة من منازل سكنية .وبعدها سيعيد ترتيب أوراقه قبل الشروع في تأطير الندوة .. إذن وكما قلنا أي وجود علاقة تبعية بين أعضاء من مكتب الجمعية و أغلبية المجلس الجماعي شيء لا يجب إخفاءه حتى لا نعتقد أن النشاط المنظم هدفه التوعية و المساهمة من موقع المجتمع المدني في تنمية المنطقة .وإنما هذا النشاط يأتي أيضا لإعتبارات سياسية لا يمكن نفيها ،وهذا ما دأبنا على مشاهدته في كليشيهات إقتراب المواعد الإنتخابية .إن الإسهام في التنمية يأتي بالإسهام في التنمية فعليا وعمليا لا بالثرثرة المسائية أمام أضواء الكاميرات . إن الحديث عن التنمية بمنطقة أيت يوسف وعلي في شق الواقع ، يستوجب إستحضار معضلة البطالة التي يعاني منها معظم شباب المنطقة و إستحضار واقع البنية التحتية بالمنطقة الموضوع الذي لا يجب أن تتحدث فيه حتى لا يكيل لك التهم رئيس المجلس من قبيل أنك محرض المواطنين على إثارة الفتن ، أو أنك تعمل لحزب غير حزبه لأنه مازال لا يعرف أنه شخصية معنوية يحق لنا كمتتبعين إنتقاد أعماله و تصريحاته..ولأنه يعرف جيدا الفساد و الخروقات التي شابت جل المشاريع بالمنطقة “مشروع تهيئة و تبليط ممرات البلدة””مشروع إعداد قنوات الصرف الصحي ” إلى غيرها من المشاريع . وهذا ما سبق لنا أن تناولناه في منشورات سابقة فلو كان المجلس الجماعي في شخص رئيسه يمتلك جرأة لواجهنا بالحقيقة التي يتزعم أنه يمتلكها في بيان رسمي ولا يكتفي بكيل التهم لنا وسط المقاهي ونحن نعرف كيف “أن كلام النساء فالسوق ، ما يصنع طيارة ما يطلع صاروخ ” . أظنني قد نقلت صورة موجزة للتنمية بالمنطقة ، ولن أستطيع الحديث عن الافاق لأن الحديث عن أفاق التنمية هذا شأن الخبراء الذين ينجزون برامج ولن أتحدث عن هذا لأني لا أستطيع الإلتزام بأي برنامج وهذا شأن المنتخبين وما لا يعرفه منظموا الندوة أيضا لأن الحديث عن الافاق ، يستوجب دراسات معمقة ميدانية و علمية لإيجاد حلول للمشاكل المعرقلة للتنمية و أكبرها هؤلاء المنتخبين العاجزين عن تسيير المجلس الجماعي بشكل سليم ،أنذاك يمكن الحديث عن الافاق . إلى حد كتابة هذه السطور مازلنا نتساءل كمتتبعين للشأن المحلي ،أولا: عن أسباب عدم فتح المركب الثقافي ليستفيد منه مواطني المنطقة الذي بني بأموالهم كما كل المشاريع المنجزة ، وأيضا المجزرة العصرية التي لم تفتح أبوابها منذ أن تم تدشينها وهذا ما لم يفهمه بعد هؤلاء اللامسؤلين ؟ وثانيا : أليس هذا هو واقع المنطقة الذي نعيشه و نلامسه بشكل يومي ؟ وثالثا و ليس أخيرا ، من سيحدثنا عن هذا الواقع المزري الذي طالما صرخنا منادين في وجه هؤلاء اللامسؤولين من أجل تحمل المسؤولية للوضع ؟ وبما أن المغرب عامة قد أخطأ طريقه في النمو والتنمية أو لم يختر أبدا طريقا للسير عليه من أجل النمو فكيف ستحدثوننا عن التنمية بمنطقة من مناطق المغرب غير النافع ، البلدة التي لازالت تعاني التهميش و النسيان والحصار البوليسي بشتى أنواعه وأشكاله .دعونا إننا سئمنا من موائدكم المستديرة و الطويلة سئمنا من ثرثرتكم التي لا تسمن و لا تغني من جوع .