للقارئ الكريم والمتتبع للمستجدات أخط هذه العبارات التي لم أكن لأتقاسمها معك لولا الحرقة والغيرة التي تكتنفني وتدفعني وكذلك غيري للبوح والصدح بما يخالجنا من أفكار وتوضيحات للواقع المعاش، المر ، وقد يتسائل القارئ عن سبب غياب أو قلة مثل هذه المقالات التي تعتبر مرآة لواقعنا ومصدراً لمعرفة أشياء كانت ستدفن لولا إصرارنا على النبش وإظهارها ومعرفة سبب وئدها ، فالهرب من الواقع واللجوء للغاب كما يفعل المنهزم ليست من شيمنا لله الحمد رغم مرارة العيش مع " رَّاسْ كْحَلْ" ، بل مواجهة الواقع هو المطلوب بكل مرارته وصعوبته ليس بالسيف بل بكلمة أصبحت في وقتنا هذا أمَرُّ . نعم إنها كذلك وإن الخوض فيما أنا آتٍ إليه أمر، فكم من مقالات كتبت وكم من أصوات نادت وتنادي وكم وكم ، لكن واقعنا أبى إلا أن يتغير ، عفواً بل نحن ، أنا ، أنت ، و هو، فنحن نعيب زماننا والعيب فينا ، كل المؤشرات تشير إلى خطأنا وها نحن ندفع الثمن دفعة واحدة أو بالتقسيط. 1) ملامح القضية : نعرج كلامنا ونستهل في عرض موضوعنا الذي أطلينا من خلاله على القارئ ، الذي ما لبث ينتظر شيئاً يلوح له في الأفق يستشرف من خلاله ماهو قادم بناءً على ماهو معاش . " ميضار" هذه المنطقة الغالية من ريفنا العزيز الذي نفتخر بكوننا ننتمي لترابه والتي أنجبت رجالاً لا ذكوراً ، نساءً لا إناثاً ، تعاني الآن وتستغيث كباقي مكونات الريف الغالي ، فنحن أخذنا" ميضار" نموذجا ، فشد الحبل بين مكوناته من ناحية وبينهم وبين جيرانهم ، كما ظهر وتجلّى مع تعيين عامل على رأس العمالة الجديدة المحدثة بالريف الأوسط بدائيا قبل الترسيم والتسمية ، فقد هبت ساكنة ميضار و ما ناصرها من الجوار لنصرة ما أسموه " قضيتهم العادلة" على غرار ما نسمع به في قضية نصرة" القضية الفلسطينية" من خلال النزول للشارع والتظاهر ، فتعددت أشكال الإحتجاج والمطالبة بأحقية " ميضار" باحتضان العمالة المحدثة من شتى الجهات المسؤولة وغيرها داخل الوطن أو خارجه، حتى أصبحت القضية يعرفها القاصي والداني وبين أصواتٍ أخرى تدعو إلى ضبط النفس وتحكيم العقل وعم ترك التعصب اللامحمود يغلب على الطرفين والذي سيأتي باللائمة على المنطقة بأسرها حسب محللين متتبعين للموضوع. 2) في الحركة بركة : تحركات رسمية وغيرها قادتها جهات وكلت نفسها بنفسها للدفاع عن الملف وأحقية " ميضار" في احتضان العمالة الجديدة ، فتارة نرى جمعية كذا وكذا تدافع ورابطة ربما أخفقوا في تطبيق تسميتها تدافع هي الأخرى وهذا شيئ إيجابي حتى لا يستسيغ فهم الكلام أحد ، لكن هل كانت طريقة الدفاع والتحرك مدروسة ؟ هل كانت ذات أهداف مسطرة ؟ هل أحرزنا شيئاً ؟ كل هذا وأكثر تبادر إلى ذهننا وننتظر بذلك جواباً قد لا نتوفر عليه وربما يتوفر عليه بعض القراء فلنترك لهم مجالا لذلك . إذاً فإن التحركات رغم تعدد مشاربها فإنها لم تأتي أكلها وحتى المواطن العادي فقد الأمل في موكليه وأصبح لا يجد أمامه من يوجهه ويوضح له الأمور حتى لا تتعشش في مخيلته أفكار نحن في غِنى عنها . 3) جاءت ساعة الحسم : في تلك الأجواء المشحونة والتي ليس في نياتنا إعادة سيناريوهاتها كتابة لا بل تبياناً وتوضيحاً للرأي العام عن ما قيل ويقال وسيقال عن الطريقة التي عبرت عنها الساكنة عن رأيها والتي اعتبرها الكثير باللاحضارية وبالغير المجدية أصلاً والفشل فيها لاح في الأفق منذ الوهلة الأولى على حد تعبير أحد الأقلام الصحفية التي وجدت في الموضوع مادة مروجة وسائغة. جاء تعيين العامل الجديد من لدن العاهل المغربي على رأس العمالة الجديدة في الريف الأوسط كصفعة قوية لتحركات الميضاريين دفاعاً كما قالوا عن الملف ، وهكذا عادت حليمة إلى عادتها القديمة وبدأت الأصوات تتعالى بعدئذ من طرف بعض الأطراف حيث أن أطرافاً أخرى انسحبت في هدوء دون ترك بصمات لها. 4) ردود الفعل : عادت الأطراف للمطالبة بمطالبات كل على هواه ، فهناك من تقول وتعذّر بأقاويل منها مركزية العمالة الذي يتشبث به البعض في "ميضار" حيث أن آخر تسجيلٍ صوتي لرئيس الرابطة ببلجيكا صرّح فيه أن الرابطة عند زيارتها للوزارة في الرباط أُبلغت وأعطي لها وعد بأن مركز العمالة سيكون في " ميضار" وهذا ما نقل حرفيا على لسانه وعندما سُئل عن طريقة الموافقة ، صرّح بأنها شفوية ولم تكن هناك إثباتات ملموسة حيث أن العمل الديبلوماسي يقتضي ما هو ملموس لا المهموس ، أظف لذلك تصريحات أخرى من هنا وهناك لمسؤولين عبّروا فيها عن عدم فقدان الأمل وأن القضية فيها نظر . 5) شوف واسكت : كل هذا وأكثر جعلت العمل الديبلوماسي ملوثا ومحتظناً لفعاليات همها الأخير هوالملف قيد التناول ، وجعلت من المتتبع البسيط للأخبار محتاراً بين محسومية الموضوع وبين ما يراه ويسمعه من مسؤوليه من وعودٍ وتصريحات محتشمة تتسم بالترجل في أغلبها . الإسم محسوم فيه وأما بالنسبة لموضعها فمنهم من ينتظره في " ميضار" ومنهم من في قيد إنشائها في " الدريوش" ولندعو أحداً ليفك لنا الشفرة.