“لقد كنت غاضبا، لم يكن الأمر يتعلق بمسرحية. صدقوني! كلماتي تلك قلتها لأتأكد من أن الجميع سيفهمونني بصفتي عمدة روتدام وأيضا بصفتي مسلما غاضبا”، بهذه العبارات برر الهولندي المغربي أحمد بوطالب، عمدة ثاني أكبر مدن هولندا، روتردام، الكلام الصادر عنه ساعات بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف الشهر الماضي صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية، والذي دعا من خلاله المسلمين الغاضبين من الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من الدين التي تنشرها الصحيفة إلى الرحيل من أوروبا. بوطالب الذي يعتبر أول مسلم يتحمل منصب مسؤولية مهم على رأس مدينة أوروبية قال في حوار مع مجلة “ليكسبريس” الفرنسية إنه يستطيع أن يتفهم كون بعض من يتقاسمون معه نفس الدين استاؤوا من الرسوم التي كانت تنشرها “شارلي إيبدو” مردفا “ولكن في هذه الحالة هناك مسطرة يستطيعون اللجوء إليها وهي المحكمة”. وتابع بوطالب “العيش معا يتطلب تقبل الخلاف وأولئك الذين لا يتقبلون الأمر ما عليهم سوى استيعاب ألا مكان لهم هنا”، مشيرا إلى أن الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا وغيرها من الأماكن تجبر المسلمين على فك عقدة الحوار مع باقي الديانات والرد على جميع الأسئلة التي توجه لهم. وقدم بوطالب نماذجا لبعض الأسئلة التي تُطرح على المسلمين اليوم والتي شدد على ضرورة الرد عليها من قبيل “لماذا هؤلاء المجرمين استطاعوا تبني القرآن والإسلام بشكل يبرر أفعالهم؟” معتبرا أن المؤسسات التي تمثل الإسلام لم تكن في مستوى التعاطي والرد على الأحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس. وتساءل عمدة روتردام عن السبب وراء غياب الشيوخ “المعتدلين” عن النقاش وعن الأنترنيت موضحا في هذا السياق “إذا أجريت بحثا على محرك غوغل عن شيخ أو مرشد روحي فلن أجد سوى مقاطع فيديو لشيوخ متطرفين”. السياسي الهولندي من أصل مغربي والذي قدمته المجلة كمسلم يمارس شعائره الدينية عبر عن مساندته لمقترح سحب الجنسية من الملتحقين ب”داعش” حيث قال “للراغبين في الالتحاق بالرقة لن أقول سوى: تحملوا مسؤوليتكم وأعيدوا جواز السفر الهولندي لأنه ليس مجرد وثيقة للسفر بل هو جزء من هويتكم والتزامكم بالدفاع عن مجتمع منفتح” يقول بوطالب الذي طالب بالتوقف عن استعمال مصطلح “متطرفين” لوصف الأشخاص الذين يستعملون العنف موضحا وجهة نظره بهذا الخصوص بالقول “التطرف هو حق في المجتمع الديمقراطي، وأولئك الأشخاص الذين يلجؤون لاستعمال السلاح كما حدث في فرنسا هم مجرمون”.