استنفرت الأجهزة الأمنية بالناظور، أول أمس (الاثنين)، جهودها إثر بلاغ باختطاف شخص ومطالبة مختطفيه بفدية مالية تقدر ب6 ملايين سنتيم لإطلاق سراحه. وأوردت مصادر «الصباح» أن العملية الإجرامية نفذت في الواحدة صباحا من أول أمس (الاثنين)، ولم تتوقف الأبحاث والتحريات إلا في حدود الثالثة عصرا، بعد إيقاف سيارة «مرسيديس»، وعلى متنها ثلاثة أشخاص، أحدهم المتهم الرئيسي، منفذ عملية الاختطاف، والثانيان، أب وابنه يعملان في مجال بيع المجوهرات، ليتم حل لغز الجريمة وإيقاف مشتبه فيه آخر، ويتعلق الأمر بشقيق الضحية المختطف. وأفادت مصادر «الصباح» أن النيابة العامة وضعت الجميع رهن الحراسة النظرية للبحث معهم، قبل اتخاذ المتعين في شأن متابعتهم، سيما أن الأبحاث كشفت تورط جميع الأطراف في جرائم. وفي التفاصيل، أوضحت مصادر متطابقة أن شخصا يعمل في مجال التهريب علم بتعرض شقيقته لاستغلال من قبل شخص ربطت معه علاقة غرامية، واستدرجها إلى أن استولى على حلي ومبلغ مالي منها، قبل أن يتخلى عنها، وهو الأمر الذي أغضبه. وبعد أن تأكد من اختفاء حليها والمبالغ المالية التي كانت بحوزتها، ومواجهتها أفصحت له عن الحقيقة، مفيدة أنها تعرضت للنصب من قبل الشخص الذي كانت تعتقد أنه سيتزوج منها. واستشاط الشقيق غضبا ليقرر الانتقام بطريقته الخاصة، إذ نصب كمينا للعشيق واستدرجه قبل أن يحكم قبضته عليه في الساعة الواحدة صباحا، لينقله إلى منزل بالجماعة القروية ميضار، التي تبعد ب 90 كيلومترا عن مركز الناظور، وهناك احتجزه واستنطقه بواسطة التهديد، ليفصح المختطف عن الحقيقة ويؤكد أنه فعلا استولى على مجوهرات شقيقته، وأنه باعها لمجوهراتي آخر، واعترف أيضا بأن قيمة ما غنمه من النصب على الفتاة تبلغ 60 ألف درهم. وللتأكد من صحة الادعاءات، ترك المشتبه فيه الضحية في المنزل مربوطا، وتوجه إلى المجوهراتي، وانتظره إلى أن فتح محله التجاري ليواجهه، فاضحا إياه بأنه اقتنى المسروقات التي استولى عليها المتهم الآخر، مهددا بالإبلاغ عنه، وهو ما نفاه المجوهراتي الذي كان رفقة ابنه، ليتفق الاثنان على إيجاد تسوية بعيدا عن المشاكل. في الوقت ذاته، كان المشتبه فيه هاتف شقيق المختطف، مخبرا إياه بالمصير الذي ينتظر الضحية، وطلب فدية لإطلاق سراحه، بعد أن ذكر له كل ما فعله المختطف والجزاء الذي ينتظره. وأبلغ شقيق الضحية المصالح الأمنية باختطاف أخيه، إلا أنه لم يسرد الحقيقة التي سمعها من المشتبه فيه. وانطلقت الأبحاث الأمنية، إلى أن تمكنت من تحديد موقع المشتبه فيه وإيقافه على متن سيارة «مرسيدس» رفقة المجوهراتيين، لتنتقل بعد ذلك إلى قرية ميضار حيث تم تحرير المختطف واقتياده إلى مصلحة الشرطة. وأمرت النيابة العامة بوضع الجميع رهن الحراسة النظرية، كما أمرت بالاستماع إلى شقيقة المشتبه فيه الرئيسي منفذ عملية الاختطاف.