يبدو أن منطقة صنهاجة الريف مقبلة على مزيد من الصراعات التي يكون مصدرها في الغالب زراعة “الكيف”، فبعد الضجة التي أثارتها فضيحة إقدام عدد من المزارعين على حرث مقبرة بدوار “امعاكضن” بجماعة بني بونصار(إقليمالحسيمة) لزراعة القنب الهندي، تقدم مؤخرا سكان ينتمون إلى دوار “إعطارن” بنفس الجماعة بطلب لإقامة مقبرة جديدة بغابة للأرز تنتمي إلى دوار اخر يدعى “تلوحين”. المصدر نفسه قال بأن الطلب أثار جدلا واسعا في الدوار الثاني الذي رفضت ساكنته رفضا قاطعا الطلب الذي تقدم به سكان الدوار الأول، لكون المكان يتوفر على غابة مهمة ومنابع للمياه، هذه الأخيرة أثارت في السنتين الماضيتين صراعات دامية بمناطق صنهاجة الريف. وعن لجوء الدوار المذكور إلى طلب إقامة المقبرة في الغابة كشف المصدر نفسه أن الأراضي التي يستغلها المزارعين التابعين للدوار استنفذت في زراعة الكيف. في السياق نفسه كشف أحمد السعدي رئيس جماعة بني بونصار أنه في حالة موافقة مصالح المياه والغابات على السماح بإقامة المقبرة المذكورة، فانه لن يوافق هو على ذلك، لكون أن السماح بإقامة تلك المقبرة في المكان المطلوب من شانه أن يؤجج صراعات بين الساكنة “لن أسمح بذلك وسنعترض ولن نقبل إلا بالوالي محاورا في حالة الإصرار على إقامة المقبرة” يضيف في تصريح ل”اليوم24″. في نفس السياق قال عبد الحفيظ أحتيت المستشار بالجماعة نفسها، وأحد الداعمين لمشروع إقامة المقبرة، أن رئيس المجلس لا يحق له رفض مشاريع في الجماعة بحجة سياسية، وأكد نفس المتحدث في تصريح ل”اليوم24″ أن الرفض الذي يتحدث عنه الرئيس نابع من رغبته في المعاقبة السياسية للدوار المتقدم بالطلب “سنطرح النقطة في جدول أعمال المجلس وعندها سيقرر المجلس بشكل جماعي في مصير المقبرة ولا يحق لأي طرف وحده اتخاذ القرار” يقول أحتيت قبل أن يضيف: “قضية السماح بإقامة المقابر لا يتدخل فيها المجلس وحده، هناك أطراف أخرى، كوزارة الأوقاف والسلطة المحلية، وأنا شخصيا أدعم إقامتها لأن المصلحة العامة تقتضي ذلك، ولن تكون الاستفادة تقتصر على الدوار المتقدم فقط، بل بحكم الموقع المقترح ستكون في صالح دوارين آخرين اللذان يقطع فيهما السكان مسافة طويلة للوصول إلى المقبرة لدفن موتاهم”.