أصدر إبن الريف، مراسل قناة العربية في المغرب، عادل الزبيري، كتابه الأول "زمن العرفان"، عن دار "المعارف الجديدة" في الرباط، والكتاب هو "حلم يعود إلى عشر سنوات مرت" خلال العام الدراسي الأخير في المعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط، عندما قرر الكاتب أن يؤرخ لمرحلة عمرية. ويقول عادل الزبيري أن كتابه الأول ينتمي إلى خانة الأحلام الإبداعية، وإلى ورود الحياة التي نمت مع تتالي سنوات الدراسة، وإلى زمن التحولات من تلميذ إلى طالب، ومن تحولات طالب إلى صحافي مهني ممارس، يبحث عن طريق الاستمرارية، مؤكداً أن "زمن العرفان"، يبتعد عن الانتقام عبر النص من أي كان، معلنا عن "نسيانه وتجاوزه عن كل الذين ارتكبوا ضده أخطاء، من أساتذة ومن زملاء في الدراسة، ومن العابرين في حياته"، وموضحا في نفس الاتجاه أن الكتاب هو "التوثيق التأريخي لمرحلة عمرية من 4 سنوات، مرت قبل 10 سنوات، ما بين 2000 و2004، في المدينة الجامعية في العاصمة الرباط، والمعروفة تحت اسم مدينة العرفان. ويرى الكاتب أن هذا السفر عبر الكتاب الأول "زمن العرفان"، إظهار أيضاً لمعالم من الحياة الجانبية لطلاب الصحافة في المغرب، بالإضافة إلى أحاديث صفوف الدراسة، وأبطال من أساتذة ساهموا في التكوين الأكاديمي الصحفي له شخصيا. عادل الزبيري ولد في مدينة الدرويش من أب وأم ينتميان إلى مدينة الحسيمة، وبالضبط لقرية اسمها إزلوكن في قبيلة بني بوفراح، وإنتقل رفقة عائلته إلى مدينة طنجة بحثا عن العمل، وهناك نشأ وفيها نبتت ونمت أجيال أحلامه الأولى .. دخل عالم الكتابة مبكرا، متأثرا بمبدعين كبار، عشق كنفاني لأن نصوصه تسبب الرعب خاصة في "رجال تحت الشمس"، وتاه في عوالم أغاثا كريستي لأنها سينما مكتوبة على صفحات رواياتها البوليسية، وسافر بعيدا في الحلم مع أبطال نجيب محفوظ بالأبيض وبالأسود وبالألوان أيضا، وبحث عن أصول الديانات في قراءاته لإبداعات يوسف زيدان، وتوقف كثيرا أمام نصوص العملاق المغربي عبد الله العروي في أعماله. وفي حوار له مع جريدة "المغربية" أكد عادل أن الكتاب نُشر بالإرادة والصبر الجميل، والإيمان بالحلم، "والكلفة تبقى مقبولة ماليا ولو أنني لا أتوقع تحقيق ربح أو استرجاع كلفة نشر الكتاب، لأن نشري للكتاب هو تحقيق للوجود، وإعلان للكينونة أمام العالم"، مُضيفاً "للأسف في المغرب ثمة بيننا اليوم، دركيون كثر ومتطوعون مجانا يمارسون التصويب صوب كل شيء يحاول التحرك، فهم حرس دون معبد". وأكد في هذا السياق أنه لا توجد خطوط حمراء في الكتابة لأنها تجسيد للحرية من خلال الكلمة. وإسترسل الزبيري في حواره الصحفي قائلاً "أعتقد أن الكتابة هي شجاعة ومغامرة أشجع الجميع على ركوبها، ويجب تبادل التشجيع، وسط اتجاه المجتمع المغربي في اتجاهين حيال الثقافة، الأول مرتبط بنخب الصالونات في الرباط ترى أن الثقافة هي حكر عليها ومحفظ تحت اسمها، وهي لا يمكنها أن تقبل بالأجيال المختلفة عمريا وثقافيا، والاتجاه الثاني هو حقيقة أننا مجتمع لا نقرأ ولا نكتب، وأرقام المقروئية تكشف حقيقتنا، فلا نستهلك الكتاب إلا المدرسي، خلال كل دخول مدرسي سنويا".