في تصريح خطير للغاية ضد الأمازيغ قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد رشيد بن المختار، يوم الثلاثاء في ندوة صحافية عقدها بمقر وكالة المغرب الكبير للأنباء، قال " أن دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية بالمغرب لا يعني تدريسها". وزير التعليم المغربي جاء تصريحه ردا على سؤال للعالم الأمازيغي تناول التراجع عن الأمازيغية في التعليم وتكليف أساتذة تكونوا في الأمازيغية بتدريس لغات أخرى كالعربية والفرنسية، إلى جانب إلغاء تدريس الأمازيغية حتى في المدارس النموذجية التي زارها ملك المغرب بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي الحالي. وزير التربية المغربي قال كذلك أن إدماج الأمازيغية في التعليم لا يمكن الحديث فيه حاليا إلى حين إصدار القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للغات والثقافة، وأن لا علم له بأي تراجع عن تعليم الأمازيغية في حدوده السابقة. وأضاف بلمختارالذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب الكبير للأنباء، لمناقشة موضوع "تحديات الدخول المدرسي ورهانات إصلاح النظام التربوي"، أنه من أجل تغيير المدرسة المغربية لتمنح، بشكل منصف، لكل المواطنين تعليما وتكوينا ذي جودة، مرتكزا على القيم والمبادئ العليا للوطن، في إطار المشروع الجديد الذي يحمل عنوان "مدرسة جديدة من أجل مواطن الغد"،تم جعلالتدابير ذات الأولوية خلال الموسم الدراسي الحالي للمضي نحو تحقيق تلك الرؤية، تتمحور حول التحكم في اللغة العربية والتمكن من التعلمات الأساسية، عبر اعتماد منهاج جديد للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي وتحديد عتبات الانتقال بين الأسلاك. وفي تصريح لأمدال بريس تعليقا على ما ورد على لسان وزير التربية الوطنية المغربي بخصوص الأمازيغية قالت أمينة بن الشيخ رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي بالمغرب، أن ما يحدث من إجهاض لتعليم الأمازيغية وما صرح به وزير التعليم يعد تراجعا خطير جدا، لم يلمس الأمازيغ مثله من قبل. إذ منذ سنة إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية سنة 2003، وطيلة فترة الحكومات المتعاقبة من حينها، بل حتى في عهد خشيشن المنتمي لحزب البام الذي جمد الدفع إلى الأمام بتدريس الأمازيغية، لم يسبق أن تم إلغاء الأقسام التي كانت مخصصة للأمازيغية، أو صرح مسؤول رسمي ضد إدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية، ونحن هنا نتحدث عن ما قبل ترسيم الأمازيغية فماذا سنقول والسيد بلمختار يقول ما قاله والأمازيغية لغة رسمية في الدستور. أمينة إبن الشيخ أضافت كذلك أن خطوة وزارة التربية الوطنية تمثل تهديدا للسلم الاجتماعي، ومؤشرا خطيرا يفقدنا الثقة في مؤسسات الدولة وفي التصريحات والقرارات الحكومية على علاتها ونواقصها. وأكدت ذات المتحدثة كذلك أن الأمازيغية في المغرب صارت رهينة لمزاجية الوزراء ويتغير التعامل معها بتعاقب الحكومات، وأضافت أنها تعزي القرارات والتصريحات النكوصية للمسؤولين المغاربة بصدد الأمازيغية بالدرجة الأولى لاعتقادهم غير الصحيح بضعف الحركة الأمازيغية، وبالتالي فالأمازيغ مدعوون للتعبئة وصياغة مبادرات فعالة مع طرح الملفات ذات العلاقة بالقضية الأمازيغية بشكل شمولي وكامل. وردا على سؤال لأمدال بريس عما إذا كان ثمة تحركات مرتقبة للأمازيغ، أمينة إبن الشيخ على أن ثمة اتصالات واسعة النطاق وغير مسبوقة بين مختلف الفاعلين والإطارات الأمازيغية بالمغرب، من أجل بناء تصور مشترك وصياغة مبادرات مشتركة للرد على سلسلة التراجعات التي يشهدها الملف الأمازيغي بالمغرب. أمينة إبن الشيخ في ختام تصريحها لموقع أمدال بريس تساءلت عن دور المجلس الأعلى للتعليم وموقع الحكومة ومال تعهداتها السابقة في التصريح الحكومي بخصوص الأمازيغية، وكذلك مصداقية التزامات الدولة بخصوص إنصاف الأمازيغ وإقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية.