من بعض عاداتي "السيئة" أني أحب ان أقرأ كل شيء وأحرص أحيانا متى توفرت لي الفرص على انتقاء عناوين وأيضا أسماء محددة وحين تختلط الأسماء والعناوين افقد الرغبة في القراءة فلا أقرأ لا للأسماء ولا العناوين. فالقراءة هي نافذتي المفتوحة على العالم , نافذة الطريق إلى الطريق ,هي كما الكتابة هي أصواتنا حين تغادر ممراتها إلى الأكثر اتساعا... كثرت الكتابات هذه الايام عن "الاحتفالات " ب:أسكاس أماينو كثرت الكتابات كما الإحتفالات, احتفلت قطاعات كبيرة من المجتمع بالسنة الأمازيغية الجديدة بتنظيم أحداث متنوعة في في أماكن ومدن متنوعة في ربوع البلاد. وتم عقد "الاحتفالات" بسنة "يناير" حتى في المناطق غير الأمازيغية .. قدمت أنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية وهلم تنشيطا.... و تزايد شهرة السنة الأمازيغية..تعالت اصوات النشطاء وحتى غير النشطاء في أن يُعطى الاعتبار ليوم 12 من يناير كعطلة رسمية في المغرب وتصاعدت الأصوات المطالبة بإعلان الحكومة الأمازيغية كلغة رسمية و..و..و... هي مطالب لا يختلف اثنان على أنها المطالب الحقيقية والملحة لنا كلنا كأمازيغ , مطالب في أجندة كل أمازيغي حر كما تحمله اسمائنا.. ولكن أليس من حق هذه المطالب ان ترى النور أيضا خارج الإحتفالات أم أنها كتب عليها ان تكون مجرد مهنة خالية من أدوار مفترضة ...هتافات تزورنا (فقط) كل سنة... مرة, كما الانتخابات. وكلنا شركاء في هذه المسؤولية ولا أستثني أحدا.. دعنا نتفق أولا أن طبيعة الاحتفالات بهذا الشكل ووفق هذه الإجراءات هي تشبه أداة تفريغ تنتهي مهمتها بنهاية جدولها الزمني تجعل«القضية» بكل ثقلها وتاريخها وأحيانا تشعباتها مجرد «حصة» أخيرة على مقاعد وكراسي قاعات الاحتفال و تجعل كل الأسئلة الأخرى مجرد أجراس حائطية.. وتبقى هذه العادات والتقاليد سجينة طابعها الاحتفالي والتاريخي فقط دون فتح أبواب أخرى لتمتد السياسة ويمتد الاقتصاد وأشياء أخرى إليها. وبالنظر إلى عمق تجدر هذا الاحتفال في أماكن أخرى وشعوب أخرى كما الأمر عند أما زيغ الجزائر نجد السلطات هناك تكاد تقترب من الاعتراف قانونيا بالسنة الأمازيغية الجديدة كعطلة عامة تحت ضغط الجمعيات الثقافية العاملة لإعادة الهوية الثقافية. ويدخل هذا الاعتراف في سياق المفاوضات الجارية بين الحركة الأمازيغية والحكومة. ففي منطقة القبايل، لم تنتظر المدارس والجامعات قرارا رسميا لإغلاق أبوابها في هذا اليوم.. وبعيدا عن هناك..هل نحتفل هنا أيضا؟ الاحتفال ليس هو ما تقدمت به القنوات التلفزية المغربية قبل أسابيع على انه يأتي في نهاية موسم الزرع حيث يتم الاحتفال بالحدث طلبا للخير والبركة .وليس هو فقط أطباق القطاني اللذيذة . وليس فقط أن يجلس الجميع حول طبق الكسكس التقليدي الكبير مزين بزيتون وقطع الدجاج الشهية وليس هو الغناء والرقص فقط الاحتفال شيء آخر.. فهل نحن هنا كما هناك نحتفل حقا بالسنة الأمازيغية أم نخلد ذكراها فقط؟ في زمن لا حق لنا فيه حتى في ان نسمي أبنائنا بالأسماء التي نريد , في وقت لا نملك فيه إذاعة تنطق بلساننا غير التي ولدت قبل أيام بعد مخاض طويل وقيل عنها أنها ناطقة بالامازيغية ولكنها ليست ملكا للامازيغين..و..و..هلم سردا وجرا.. وحتى نرقى إلى مستوى الاحتفال وجب علينا أولا فرض الاعتراف الرسمي بالسنة الامازيغية في العمق وبالتالي الاعتراف بالبعد الأمازيغي لبلادنا كبعد أصلي وأصيل وتصحيح التاريخ تأكيدا على أن الامازيغية تمتد جذورها في أعماق تاريخ المغرب بحيث يمتد تاريخ المغرب بحسب التقويم الامازيغي إلى 2960 سنة و لا يرتبط فقط باثني عشر قرنا، كما هو سائد في الخطاب الرسمي و المقررات الدراسية...وأشياء أخرى أجدى الآن بالسرية... وللحديث بقية..كما للاحتفال أيضا ...بقية. وإلى أن تأتي البقية وننهي "الاحتفال" أقول للجميع دون أن أستثني أحدا... أسكاس انوام ذاماينو ذامكّاز ذامباراش ذاميمون كول أسكاس او كنيو ذِ مازيغان إي لابدا !! تانميرث