في إطار استكمال خطة تخريب ما تبقى من الجالية الريفية بأوروبا، إجتمع مؤخرا مجموعة من الارهابيين في إحدى دول أوروبا "الكافرة"، من أجل جمع تبرعات مالية ل"ثوار" سوريا، وقد كان في مقدمتهم العالم الكبير السيد طارق بن علي، الذي جاء لترجمة اقوال الفقهاء، مستغلا بذلك انتمائه للريف واتقانه للغة الامازيغية الريفية، كما اشرنا الى ذلك في المقال السابق حول نفس الموضوع (عندما يغيب العقل .. يسود طارق بنعلي)، وذك رغم كون غالبية الحاضرين ينتمون الى الريف. والملاحظة الاساسية في كل هذا، تتلخص في الاستقبال الكبير الذي حظي به فقهاء الشر هؤلاء، وقائدهم ومترجمهم في اوروبا، السيد بنعلي، من طرف الريفيين المغفلين المتشبعين بالايديولوجية العربواسلامية، والفكر الوهابي العنصري والمقيت. فقد استقبلوهم بحفاوة كبيرة متسمة بالغنج والتبجيل والاحترام، كما لو أنهم من حملة جوائز نوبل في الرياضيات والفزياء وحتى في السلام....في حين ان التجمع / اللقاء كان إرهابيا بكل المقاييس تبعث منه رائحة الموت والدم الدمار، وقد كان عمل فقهاء الشر هؤلاء، المتسلحين بكل انواع الاحاديث والآيات الداعية الى الجهاد ونصرة الاسلام والمسلمين، و حث ودعوة الحاضرين الى الانضمام لصفوف المجاهدين مع توضيح فضل الجهاد فى الاسلام و جزائه عند ربهم. ما أثارني من جديد في هذا التجمع المعنون بالشر والارهاب والخراب، هو إقحام العنصر الامازيغي "البربري" في هذا الصراع، وأقصد هنا فقهاء أمازيغ "بربر"، وخاصة المنتمين للريف، الذين يتقنون لغتنا و يعرفون ضعفنا ومن أن تأكل الكتف والمقصود هو سي طارق المنتمي ترابيا الى الريف، وتحديدا إلى إحدى البلديات المجاورة لمدينة الناظور. مع ما في ذلك من تاثير نفسي على الحاضرين الذين ينتمي أغلبهم الى الريف كما اشرنا الى ذلك اعلاه، وعلى عموم الشعب الريفي بالداخل والخارج. فظهور هذا الاخير في الواجهة وفي كل مكان وزمان، والتغطية الاعلامية التي يحظى بها، خاصة من طرف بعد المواقع الريفية تطرح أكثر من علامة إستفهام !! وزياراته المتكررة الى سوريا، والتبرعات المالية الكبيرة التي يجمعها لهذا الغرض، إضافة الى علاقاته المشبوهة بكبار فقهاء الشر السعوديين (الممول الأول للإرهاب في العالم) وإقامته في مصر قبل الثورة وإلى الان.... كلها عناصر تظهر مما لا يدع مجالا لشك ان هناك مؤامرة صامتة تحاك ضد الشعب الريفي في المهجر!! فالملاحظ أن هذا الشخص من المتحدثين بالريفية وبها يتلو خطبه، ودائما ما يفتتح كلامه بالاعتذار للذين لا يتقنون الريفية، ويكرر بشكل شبه دائم لعبارة "نحن إمازيغن، الامازيغ رجال طيبون..." وما إلى ذلك من الكلام المعسول والذي يكون الهدف منه الاستغلال واللعب على الاوتار الحساسة للشعور الجماعي الريفي / الأمازيغي، بالاضافة الى هذا فهو يضع رمز العالم الامازيغي في واجهة كل فيديوهاته التي ينشرها على موقع اليوتوب، في تناقض صارخ مع عقيدته العربواسلامية التي تعتبر العلم الامازيغي والامازيغية صناعة صهيونية ونزعة عرقية والمدافعين عنها يخدمون اجندة خارجية ويريدون إحياء الوثنية وعودة ديهيا و أكسيل ويتأمرون على الاسلام . وهو نفسه كان يقول كل هذا الى حدود الأمس القريب فقط، وهو ما يعني بان الامازيغية بالنسبة للسيد بنعلي هي وسيلة ناجعة لبيع الاوهام وسرقة عواطف الامازيغ. وبالرجوع الى الاجتماع الإرهابي المشار اليه في بداية هذا المقال، نسجل انه إنتهى باعلان فقهاء الظلام، من عشاق الدماء والقتل والارهاب، عن جمع 100 ألف أورو نقدا كتبرعات للمقاتلين في سوريا. وقد كان للعنصر الريفي حصة الاسد في هذه التبرعات التي من خلالها سيرتفع عدد القتلى من كلا الطرفين وسيتم هدم ما تبقى من المدارس والبيوت وسيرتفع عدد الايتام والارامل، وستتحول سوريا الى خراب بفضل ربنا ومقبرة جماعية لكل أنوع الحياة، وسيعلو صوت الإسلام من جديد وستطبق الشريعة الاسلامية السمحاء، لتعود بذلك سوريا كما كانت منذ زمان،عاصمة الدول الاسلامية...كل هذا بفضل طارق وبعض السذج من البربر، وبمباركة شيوخ الظلام، اعداء الانسانية القادمين من الصحراء البدوية. وهنا نطرح بعض الاسئلة التي لو طرحها البربري المتبرع بتلك الاموال لكان له راي آخر، ولحول وجهة امواله لخدمة قضيته ووطنه، ولمساعدة عائلته، عوض المساهمة في تحويل شبابا الى حطب نار مشتعلة في ارض المشرق العربي الذي لا يوجد بيننا وبينه الا الخير والاحسان، ومنها، هل تبرع بن علي وأخرون، وبكم؟ ولماذا يحثون الفقراء والمساكين والابرياء على القتال وهم في غنى من ذلك؟ لماذا لا يبادرون بانفسهم للانضمام الى صفوف المقاتلين؟ ولماذا لم يرسلوا اولادهم ليكونوا عبرة للاخرين؟ ثم، لماذا أنتم منافقين الى هذه الدرجة يا فقهاء الظلام؟ لماذا توقدون نار وقودها اناس أبرياء، ولم تذهبو بأنفسكم؟ لماذا تحثون الناس على الجهاد، وأنتم تستمتعون بحياتكم؟ هل فيكم من يستطيع إرسال زوجته إلى المعركة لدعم الثورة جنسيا؟ لماذا إذن، لم ترسلوا زوجاتكم وبناتكم الى ما تسمونه بجهاد النكاح، عوض دعوة الفتيات البريئات لفعل ذلك؟ هل فيكم من باع ممتلكاته من قصور وسيارات فارهة وتبرع بها للمجاهدين؟ بالطبع لا شيء، سوى سرقة إخوانهم المغفلين باسم الدين !! قد يعتقد البعض أننا ضد التضامن، وأننا ضد مساعدة الاخر، سواء من أجل التحرر أو من اجل العيش الكريم، لكن دعونا نؤكد للمرة الالف أنه لا أحد يرفض الاعمال الانسانية ذات الاهداف النبيلة ولا أحد يبارك القتل وسفك الدماء....لكن تلك المساعدات التي ألبس لها فقهاء الشر عباءة دينية اديولوجية لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، لأنها لا تساهم إلا في تأزيم الأوضاع، وفي رفع أعداد القتلى والجرحى والمعطوبين، وفي تدمير الأسر ونشر الدمار الخراب، لذلك لا يمكن اعتبارها بالمطلق مساعدات ما دامت قائمة على منطق البيع والشراء. ودفوعات مالية من اجل القيام باعمال ارهابية. فلو كانت فيكم ذرة من الانسانية وحتى من الايمان أيها المغفلون، لساعدتم أهلكم وجيرانكم في الريف، ونحن نعرف تمام المعرفة أن لديكم أقرباء وعائلات في الريف فيهم الكثير من الفقراء والمرضى، لكن لا أحد يهتم بهم، وتفضلون بالمقابل، مساعدة الآخرين البعيدين كل البعد عنكم، مع ما في هذا من تناقض حتى مع قيم التضامن ذات المرجعية الإسلامية التي تنطلقون بها، والتي توصي بالأقارب أولا. أليس حب الاوطان من الايمان؟؟ لقد نسيتم علائلاتكم، أقاربكم وأهلكم، لأنه ليس هناك كاميرات لتوثيق تبرعاتكم لهم، كما لا توجد هناك كاميرات تنقل لكم معاناتهم بشكل يومي على غرارسوريا وأيضا لأنكم تؤمنون بأن الصدقة / التبرع، لا يجب أن تمنح إلا للعربي، صاحب لسان الجنة التي تسعون إليها. فلو كنتم أناس أسوياء ومؤمنين بمبدأ التضامن أيها المغفلون، لتبرعتم بتلك الاموال لبناء مستشفيات ومدارس... وغيرها من مؤسسات التنمية الاجتماعية التي يحتاجها وطنكم أكثر من أي شيء آخر. ولقمتم بتقديم تلك المساعدات للمعوزين في الريف من أهاليكم وأقاربكم الذين ضاقت بهم الدنيا في ظل السياسة الرشيدة التي إنتهجها النظام وزبانيته ضد الريف. وفي الأخير، أريد أن أختم هذا المقال المتواضع بسؤال مفتوح، موجه إلى كل المتتبعين وهو، ألم يحن الوقت بعد لنعمل جميعا على فضح هؤلاء المتاجرين بم0سينا ومصاصي دماء المغفلين منا، والمقتاتين على جثث الابرياء، ووضع حد لهذه السلالة التي تدعي انها مفوضة وموكلة حصريا من السماء؟