"التجارب الاستعمارية بشمال إفريقيا وحقوق الإنسان" كان موضوع الندوة الدولية المنعقدة يومي الجمعة والسبت 29- 30 نونبر 2013 بغرفة التجارة والصناعة بمدينة تازة بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف، وهي من تنظيم مختبر البحث في العلاقات الثقافية المغربية المتوسطية بشراكة مع رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والكلية متعددة التخصصات تازة والمعهد الوطني للبحث العلمي ومؤسسة أرشيف المغرب وعدد من المؤسسات الوطنية والعلمية ذات الشراكة والداعمة للندوة من بينها جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف . شارك في الندوة الدولية عدد من الأساتذة الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالقضية من داخل الوطن، وبمشاركة متدخلين من دولتي ليبيا والعراق. وتم التداول في اليوم الأول في ثلاثة محاور تتعلق بالتجربة الاستعمارية بشمال إفريقيا من خلال نماذج متعددة والحركة الاستعمارية وقضية حقوق الإنسان في شمال إفريقيا وآثار ممارسات انتهاكات حقوق الإنسان بمنطقة الريف خلال الحماية، فمحور المهاجرون والمعمرون إبان فترة الحماية، وبعدها محور قيم حقوق الإنسان بين التطبيق والتجاوز عند النظام الاستعماري بمغرب الحماية . وفي هذا السياق، وضمن مقاربة جديدة أثيرت التجربة الاستعمارية الإسبانية بشمال المغرب، والسياسة الفرنسية التي انتهجها في ميدان التعليم بشمال إفريقيا وانتهاكات حقوق المغاربة، وليوطي و تصديه للمقتضيات الحقوقية التي تضمنها الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان والمواطن ورفض تعليق هذه النسخة في الأماكن العمومية بالمغرب، وفي المقابل تم التنصيص على أنه لا تقادم في الجرائم الدولية المرتبطة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم العدوان التي مارسها الاستعمار وفق الاتفاقية الدولية الصادرة سنة 1968 وخرجت إلى حيز النفاذ في 1970 ، وموضوع المنفيون الليبيون إلى جزر الاستعمار الإيطالي، فموقف الاستعمار الفرنسي من ممارسة الحريات العامة بتونس . وقد أثيرت جرائم الاستعمار الإسباني بالخصوص والفرنسي في شمال المغرب وضمنه منطقة الريف في محورين خاصين، ونوقش موضوع المغرب وإسبانيا أسئلة الذاكرة المشركة وجلاء الاستعمار وتحقيق الحرية كأسمى حق من حقوق الإنسان من خلال فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي، والاستغلال الاستعماري للعمال المغاربة في الجبهة الحربية بفرنسا، وآليات وأساليب تهجير اليهود المغاربة إلى فلسطين بعد سنة 1948، كما أثير موضوع جرائم الاستعمار الإسباني والفرنسي شمال المغرب والريف المغربي على ضوء القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي العام وآليات حماية حقوق الإنسان الإقليمية والدولية . أشغال هذه الندوة الدولية سيتم طبع مداخلاتها العلمية القيمة، وعرفت مشاركة أزيد من ثلاثين باحثة وباحث وأكاديميين ومهتمين وحقوقيين، و قد تم تمثيل الحسيمة بالباحثين الأستاذ عبدالإله الشيخي و الأستاذ محمد لمرابطي ،اللذين عنونا مداخلتيهما المكونتين من شطر تاريخي و آخر قانوني ب" جرائم الاستعمار بشمال المغرب على ضوء القانون الدولي الإنساني وآليات حماية حقوق الإنسان الإقليمية والدولية "،الأول ضمن مداخلته جردا لجرائم الاستعمار الاسباني بالريف معززة بصور صادمة، و الثاني قدم قراءة حقوقية لتلك الجرائم الإستعمار.